مع انتهاء العطلة الصيفية واقتراب موعد العودة للدراسة، حذر التربويون والإخصائيون النفسيون من ما يُعرف بـ «اكتئاب ما بعد العطلة الصيفية»، مؤكدين أن هذه المرحلة قد تؤثر على الطلاب نفسيًا وسلوكيًا إذا لم يتم التحضير لها بشكل تدريجي. ويشير الخبراء إلى أن العودة للدراسة تتطلب تنظيمًا نفسيًا وبدنيًا للطلاب، وتحضيرًا مسبقًا للأسرة والمدرسة معًا لضمان بداية دراسية سلسة وناجحة.
أعراض اكتئاب ما بعد العطلة الصيفية
أكد الخبراء أن هذه الظاهرة النفسية تظهر في صورة عدة أعراض واضحة على الطلاب، أبرزها:
- اضطرابات في النوم واليقظة، مثل صعوبة الاستيقاظ في الصباح أو النوم لفترات طويلة خلال النهار.
- قلة الشهية أو الإفراط في الأكل، نتيجة تغير الأنماط الغذائية خلال الإجازة.
- الإرهاق الدائم وفقدان الطاقة، مما يعيق أداء الواجبات الدراسية.
- القلق النفسي والتوتر عند التفكير في العودة إلى المدرسة.
- فقدان الاهتمام بالهوايات المعتادة أو الأنشطة الرياضية، بسبب انقطاع الروتين اليومي.
ويرى الخبراء أن كسر النظام الغذائي والروتين اليومي خلال الإجازة يزيد من صعوبة العودة للدراسة، ولذلك فإن العودة التدريجية إلى النظام المعتاد قبل الإجازة تساعد على تخفيف الأعراض وتحسين المزاج النفسي.
نصائح للتأقلم مع العودة المدرسية
استعادة الروتين اليومي والنوم الكافي
أوضحت الدكتورة موزة المالكي، أخصائية نفسية وكاتبة، أن العودة إلى المدرسة تمثل تحديًا كبيرًا للطلاب، خاصة في ضبط الساعة البيولوجية للنوم والاستيقاظ. وتضيف:
“ينصح بالبدء في النوم والاستيقاظ تدريجيًا قبل بدء الدراسة بأسبوع على الأقل، وتجنب المنبهات مثل القهوة والمشروبات الغازية التي قد تؤثر على جودة النوم”.
التغذية الصحية والتمارين الرياضية
ينصح الخبراء بالعودة التدريجية إلى التمارين البدنية اليومية، مع تجنب الوجبات السريعة التي اعتاد الطلاب على تناولها خلال الإجازة. هذه الخطوة تساعد على تنشيط الجسم، وتحسين التركيز أثناء الحصص الدراسية، وتقليل الشعور بالإرهاق والكسل.
الاستعداد النفسي والتحفيز الإيجابي
تشدد المالكي على أهمية دور الأسرة في تهيئة الطالب نفسيًا للعودة، من خلال الحديث الإيجابي عن المدرسة، وتحفيزه بعبارات تشجع على الحماس والاهتمام بالأنشطة الدراسية، مع الحفاظ على راحة نفسية قبل اليوم الدراسي الأول.
تعزيز ثقة الطالب بنفسه
أكد الدكتور محمد العنزي، أستاذ علم النفس، أن من مهام أولياء الأمور:
تخصيص أوقات للترفيه والرياضة لتعزيز النشاط البدني والنفسي للطالب.
تعليم الأبناء كيفية تنظيم الوقت بين الدراسة والهواية، لبناء صورة ذهنية عن قدرتهم على التوفيق بين المسؤوليات والأنشطة الممتعة.
وأضاف الخبير التربوي عبدالعزيز السيد:
“العودة للدراسة يجب أن تكون بحماس وحيوية بعد فترة الراحة الصيفية، مع مراعاة تنظيم الوقت لتجنب السهر الذي ينعكس سلبًا على التحصيل الدراسي”.
كما أشار إلى ضرورة توجيه الطلاب للابتعاد عن العادات الغذائية الصيفية السيئة، واستعادة اللياقة البدنية عبر ممارسة الألعاب والتمارين الرياضية المناسبة، وتقليل استخدام الأجهزة الإلكترونية والألعاب الرقمية التي تستهلك وقت الطلاب دون فائدة.
الحرية في اختيار المستلزمات المدرسية
أكدت الدكتورة أمينة الهيل، خبيرة تربوية ونفسية، على أهمية منح الطلاب حرية اختيار مستلزماتهم المدرسية، مثل الدفاتر والأقلام والحقائب، لتعزيز شعورهم بالمسؤولية والتحفيز الذاتي.
كما نصحت بتنسيق مواعيد النوم قبل بداية الدراسة بأسبوع على الأقل، وتخصيص يوم أسبوعيًا للأنشطة العائلية أو الترفيهية، وساعة يوميًا لممارسة الألعاب الإلكترونية أو مشاهدة التلفاز ضمن حدود زمنية محددة لضمان التوازن النفسي.
التواصل المستمر مع المدرسة
يشدد الخبراء على ضرورة تدريب الطلاب على التواصل مع المعلمين وإدارة المدرسة عند مواجهة أي طارئ، وعدم إخفاء أي مشكلة قد تواجههم. ويعتبر نقاش مجريات اليوم الدراسي يوميًا من أفضل الطرق لتسهيل التأقلم مع الروتين المدرسي بعد الإجازة، وتجنب تراكم المشكلات الدراسية أو النفسية.
دور الأسرة في نجاح العودة الدراسية
يؤكد التربويون والإخصائيون النفسيون على أن:
إشراك الأسرة في تخطيط العودة المدرسية يخفف القلق والتوتر لدى الطلاب.
توفير بيئة داعمة ومشجعة يساهم في تعزيز الصحة النفسية للطالب ويزيد من حماسه للعام الدراسي الجديد.
تقسيم الوقت بين الدراسة والهوايات والراحة والنوم المنتظم يساعد على تقليل أعراض الاكتئاب الصيفي وتحقيق توازن نفسي وجسدي.
دور الأسرة في نجاح العودة الدراسية
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.