يحتفى العالم في 9 سبتمبر 2025 باليوم الدولي لحماية التعليم من الهجمات، وذلك للتذكير بأهمية ضمان وصول التعليم الآمن لجميع الطلاب حول العالم في بيئة آمنة ومستقرة، بعيداً عن النزاعات والصراعات المسلحة التي دمرت الكثير من المؤسسات التعليمية التي حرمت الأطفال من الحق الأساسي والشرعي في التعلم.
في هذا السياق، برزت جهود قطر الرائدة في حماية التعليم من الهجمات كدولة مبادرة في حماية التعليم من الهجمات وتوفير التعليم الجديد والآمن للأطفال أياً كان مكانهم داخل قطر وخارجها، وذلك إنطلاقاً من إيمانها العميق بأن التعليم حق من الحقوق الإنسانية، وهي أداة من أدوات تحقيق السلام وبناء مستقبل معرفي مستنير.
مبادرة قطر لاعتماد 9 سبتمبر يوماً دولياً لحماية التعليم
أطلقت دولة قطر مبادرة دولية لاعتماد يوم 9 سبتمبر من كل عام يوماً دولياً لحماية التعليم من الهجمات، حيث تعود جذور هذا اليوم العالمي إلى مبادرة أطلقتها قطر في العام 2019 ميلادية تحت عنوان “اليوم العالمي لحماية المؤسسات التعليمية من الهجمات”، حيث قامت بتقديم مشروع قرار إلى الدورة ال74 في الجمعية العامة للأمم المتحدة، يدعو إلى تخصيص يوم التاسع من سبتمبر يوم دولي لحماية التعليم وتوفير تعليم آمن وجديد للأطفال والطلاب، وبالفعل تم اعتماد هذا اليوم في الجميعة العامة وبالإجماع، ليصبح يوم 9 سبتمبر من كل عام يوماً عالمياً.
وقد حثت الدوحة المجتمع الدولي إلى التعاون المشترك في هذه القضية الأنسانية المهمة، والتي فيها يتعرض الطلاب في دول كثير إلى ضرر بسبب النزاعات المسلحة، وطالبت بتوفير بيئة تعليمية آمنة في حالات الطوائ أو في وجود أي نزاع مسلح.
وبالفعل نالت هذه المبادرة دعماً واسعاً من دول كثيرة حول العالم، وذلك نظراً لما تعكسه من أهمية كبيرة في دعم التعليم والطلاب، ولم تشكله من دعوة صريحة ومباشرة لحماية الطلاب والمدارس والمؤسسات التعليمية في أوقات النزاعات المسلحة، الأمر الذي سيعمل على استمرارية التعليم رغم التحديات والأخطار.
الجدير ذكره أن اليوم الدولي لحماية التعليم من الهجمات يٌصادف يوم الثلاثاء، 9 سبتمبر 2025 من العام الجاري، وهو اليوم الذي أقرته الجمعية العام للأمم المتحدة في 28 مايو من العام 2020، والهدف من ورائه تسليط الضوء على ما يُعانيه الطلاب والمؤسسات التعليمية والمعلمين أثناء النزاعات المسلحة، مع التأكيد على الحق في التعليم.
قد يهمك أن تقرأ: الاستثمار في التعليم.. قطر توسع شبكتها المدرسية لمواكبة النمو السكاني
دور الشيخة موزا بنت ناصر ومؤسسة التعليم فوق الجميع
وفي سياق الحديث عن جهود قطر في حماية التعليم من الهجمات، فقد لعبت صاحبة السمو الشيخة “موزا بنت ناصر”، رئيس مجلس إدارة مؤسسة “التعليم فوق الجميع”، دوراً كبيراً ومحورياً في طرح المبادرة الأخيرة أمام الجميعة العامة في الأمم المُتحدة، فهي من الأعضاء المدافعين عن أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
فقد ساعدت مؤسسة “التعليم فوق الجميع”،في إطلاق عدد من الشماريع التي استهدف من خلالها إعادة الطلاب إلى مقاعد الدراسة بعد تركها، مع توفير التعليم الجيد والآمن في أكثر من 60 دولة حول العالم، فقد تمكنت المؤسسة في الوصول إلى ملايين من الطلاب والأطفال المحرومين من التعليم بسبب الفقر والكوارث والحروب والنزوح، وقامت بإعادتهم إلى مقاعد الدراسة لاستكمال حياتهم الدراسية والتعليمية.
هذا وقد كانت قطر من بين أوائل دول العالم في العام 2015 الماضي التي وقعت ودعمت إعلان المدارس الآمنة، والتي من هلاها دعت إلى حماية المدارس والمؤسسات التعليمية من أي استخدام لأغراض عسكرية، مع ضمان أن تبقى المراكز التعليمية آمنة ومستقرة في أي ظرف من الظروف، وقد ترجمت هذا الأمر بإنشاء شراكات دولية وإقامة مشاريع ميدانية في مناطق النزاع.
قد يهمك أن تقرأ: أفضل الدول العربية في جودة التعليم الثانوي 2025.. قطر في الصدارة
جهود قطر الرائدة في حماية التعليم من الهجمات (مشاريع تعليمية قطرية)
جهود قطر الرائدة في حماية التعليم من الهجمات لا تتوقف، بل امتدت إلى أرض الواقع وذلك من خلال استراتيجيات دولة قطر في تنفيذ سلسلة من المشاريع التعليمية في مناطق النزاع مع الدعم المباشر للمتضررين، وكان أبرزها:
- دعم التعليم في قطاع غزة في فلسطين، فالأطفال والطلاب يُعانون من ويلات الحرب الدائرة والمستمرة حتى هذه اللحظة، والتي على إثرها فقد الكثير من الطلاب القدرة للالتحاق بالمقاعد الدراسية، مع تدمير كبير للمدارس في غزة.
- إطلاق “برنامج الفاخورة”، وذلك لدعم الطلاب المتضررين في مناطق النزاع حول العالم.
- العمل على تمكين النساء والفتيات في مناطق الحروب والنزاعات من الحصول على التعليم وإكمال دراستهم وتلقيهم للعلوم.
- تعاون قطر مع منظمات دولية مثل “اليونسيف” و”اليونسكو” والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين لإطلاق وتنفيذ برامج تعليمية مستدامة.
قد يهمك أن تقرأ: “علم لأجل قطر”.. صناعة قادة التعليم وبناء جيل المستقبل
التعليم وسيلة للسلام والاستقرار
ما زالت قطر تمارس الدور الريادي في كافة المجالات والقطاعات، وإنطلاقاً من ميثاق الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” الذي يتمحور حول “الحروب تبدأ في عقول البشر، وفي عقولهم يجب أن تبنى حصون السلام”، ما زال التعليم هو وسيلة السلام والاستقرار في أي منطقة في العالم، ولهذا دولة قطر تدعو بشكل دائم إلى:
- ضمان توفير بيئة تعليم آمنة في حالات الطوارئ والنزاعات.
- حماية المؤسسات التعليمية من مدارس وجامعات ورياض أطفال من أي خطر.
- إدانة أياً من الهجمات على المدارس مع تقديم الجناة إلى العدالة.
- ضمان استمرار التعليم في أي حالة من الحالات وأياً كانت الظروف.
- العمل على توفير حلول تعليمية مبتكرة في مناطق النزع أو اللجوء.
لا شك أن حماية التعليم من الهجمات يأتي ضمن أولويات دولة قطر الاستراتيجية التي توليها القيادة الحكيمة ممثلة في صاحب السمو الشيخ “تميم بن حمد آل ثاني” أمير البلاد، فقطر لها باع وتاريخ طويل في حل المنازعات بين الدول والجماعات بالطرق السلمية الدبلوماسية البعيدة عن العنف وذلك من خلال المفاوضات للوصول إلى حل للمنازعات ومنع جرّ التعليم والطلاب إلى أتون حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
قد يهمك أن تقرأ: افتتاح مدارس جديدة في أم صلال والوكرة.. تعزيز للبنية التعليمية في قطر
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.