معرض المينا للقوارب المستعملة في قطر يشكل محطة مفصلية في تطوير الاقتصاد البحري المحلي وتعزيز الثقافة البحرية في الدولة. فقد شهد ميناء الدوحة القديم انطلاق فعاليات هذا الحدث الأول من نوعه في قطر والمنطقة، مخصصًا لإعادة بيع القوارب والوحدات البحرية المستعملة.
الحدث الذي يستمر من 5 إلى 7 مايو 2025، لا يقتصر على البيع فقط، بل يشكل نقطة التقاء بين ملاك القوارب والمشترين والمهنيين في القطاع البحري، ضمن أجواء تجارية وترفيهية وثقافية متميزة على الكورنيش البحري.
معرض المينا للقوارب المستعملة في قطر
يمثل هذا الحدث نقلة مهمة في جهود تحويل ميناء الدوحة القديم إلى وجهة بحرية نشطة ومتعددة الوظائف. فمن خلال تنظيم معرض متخصص في سوق القوارب المستعملة، يوفر المعرض بيئة تجارية منظمة للبائعين والمشترين، ويمنحهم الفرصة للتواصل المباشر وتبادل المعرفة حول سوق القوارب المحلية. وتُعرض القوارب في الهواء الطلق على الكورنيش البحري للميناء، حيث توفر الواجهة البحرية الخلفية للميناء مشهدًا جاذبًا للزوار من جميع الأعمار.
انطلاق معرض المينا للقوارب المستعملة بالدوحة.. الأول من نوعه في المنطقة pic.twitter.com/WtWU8YffGW
— دوحة 24 (@doha24net) May 5, 2025
من اليخوت الفاخرة إلى المحامل التقليدية
يحتضن المعرض تشكيلة واسعة من القوارب والوحدات البحرية المستعملة، تتنوع بين اليخوت الفاخرة، قوارب الصيد، الدراجات المائية (جيت سكي)، والقوارب الخشبية التقليدية (المحامل). ويشترط في القوارب المعروضة أن تكون مصنّعة بعد عام 2007، وأن تكون بحالة جيدة، بما يضمن الجودة ويمنح الثقة للمشترين المحتملين.
كما يقدم المعرض خدمات مساندة عدة مثل شركات متخصصة في صيانة وإصلاح القوارب، وورش تقدم فحصًا فنيًا مباشرًا، ما يسهّل اتخاذ قرارات الشراء ويطمئن المشترين إلى جاهزية القوارب المعروضة للإبحار.
تنشيط السوق المحلي وتعزيز الاقتصاد البحري
يأتي هذا الحدث كجزء من رؤية شاملة لتحفيز الاقتصاد البحري في قطر، وتقليل الاعتماد على الواردات الجديدة من القوارب والمعدات البحرية، عبر إعادة تدوير الأصول المحلية المستعملة. وقد أكد المهندس محمد عبدالله الملا، الرئيس التنفيذي لميناء الدوحة القديم، في تصريحاته لصحيفة الشرق، أن المعرض يعكس التزام الميناء بتقديم نموذج تنموي يجمع بين التجارة والتراث البحري، موضحًا أن هذه المبادرات تسهم في تحفيز النشاط الاقتصادي، وتوفر فرصًا إضافية للمهنيين والناشئين في القطاع البحري.
تجربة مجتمعية ممتعة وفرصة تعليمية
لا تقتصر الفعالية على الجانب التجاري، بل تقدم كذلك تجربة مجتمعية ترفيهية لزوارها، حيث يمكن للعائلات والمهتمين زيارة المعرض مجانًا يوميًا من الساعة 5 مساءً حتى 9 مساءً. وفي أجواء الغروب البحرية الساحرة، يتحول المعرض إلى وجهة متميزة لمحبي البحر، حيث تُقام عروض تعريفية بالقوارب التقليدية، وورش توعوية حول السلامة البحرية، فضلًا عن إمكانية التحدث مباشرة مع أصحاب القوارب وسؤالهم عن تجاربهم.
الدوحة تواصل ترسيخ ريادتها البحرية والسياحية
يأتي هذا المعرض ضمن سلسلة من الفعاليات والمشاريع التي تهدف إلى إحياء ميناء الدوحة القديم وتحويله إلى مركز جذب ثقافي وتجاري وسياحي. وقد أصبح هذا الميناء، الذي لعب دورًا تاريخيًا في حركة التجارة وصيد اللؤلؤ في قطر، اليوم رمزًا لنهضة متجددة تستند إلى الإرث الوطني وتستشرف آفاق المستقبل.

كما يتماشى تنظيم هذا الحدث مع استراتيجية قطر الوطنية للسياحة، التي تسعى إلى تنويع المنتجات السياحية وتحقيق تكامل بين السياحة الثقافية والبحرية والترفيهية، بما يعزز من جاذبية الدوحة كوجهة متعددة الأبعاد.
الفردان للخدمات البحرية
من بين أبرز المشاركين في المعرض، برزت “الفردان للخدمات البحرية” كإحدى الشركات الرائدة في تقديم الحلول البحرية المتكاملة في قطر. تأسست الشركة في عام 2005، ومنذ ذلك الحين، تقدم مجموعة متنوعة من الخدمات، بما في ذلك بيع وصيانة القوارب، وتوفير المعدات البحرية المتطورة، وخدمات الدعم الفني. تُعرف “الفردان للخدمات البحرية” بشراكاتها مع علامات تجارية عالمية مثل Mercury وRaymarine، مما يعزز من مكانتها في السوق المحلي والإقليمي.
من خلال مشاركتها في “معرض قطر للقوارب 2024″، أكدت “الفردان للخدمات البحرية” التزامها بتقديم أفضل الخدمات والمنتجات لعملائها، والمساهمة في نمو وتطور القطاع البحري في قطر.
مستقبل واعد لسوق القوارب المستعملة في قطر
من المتوقع أن يسهم نجاح الدورة الأولى من معرض المينا للقوارب المستعملة في وضع الأساس لفعالية سنوية دائمة، بما يعزز من تداول القوارب المستعملة داخل الدولة ويقلل الحاجة إلى الاستيراد من الخارج. كما يتيح فرصة للشركات المحلية المتخصصة في التصنيع والصيانة أن تطور من خدماتها وتوسّع من دائرة زبائنها.
وتشير التوقعات إلى أن السوق المحلي للقوارب، خاصة في ظل إقبال الشباب القطري المتزايد على أنشطة الصيد والرحلات البحرية، سيشهد نموًا مطردًا خلال السنوات القادمة، مما يجعل من هذه المبادرات حجر أساس في البنية الاقتصادية البحرية الحديثة.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.