قطر تتبنى مبادرة نوفارتس

قطر تتبنى مبادرة نوفارتس: لتعزيز صحة القلب والأوعية الدموية

قطر تتبنى مبادرة نوفارتس لتعزيز صحة القلب والأوعية الدموية في خطوة جديدة نحو تعزيز الصحة العامة في دولة قطر والمنطقة.

قطر أعلنت الدولة عن تبنيها مبادرة “كارديو فور سيتيز” (Cardio for Cities) التي أطلقتها مؤسسة “نوفارتس” العالمية. هذه المبادرة تعد جزءًا من الاستراتيجية الشاملة لتحسين صحة القلب والأوعية الدموية لسكان المدن الكبرى، حيث تستخدم البيانات والتحليل لتوجيه السياسات الصحية وتعزيز الوقاية من الأمراض القلبية.

تم الإعلان عن تبني المبادرة في الجلسة الختامية لمؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية (ويش 2024)، الذي أقيم تحت رعاية مؤسسة قطر.

قطر تتبنى مبادرة نوفارتس

مبادرة “كارديو فور سيتيز” هي مشروع عالمي يهدف إلى تحسين صحة القلب والأوعية الدموية في المناطق الحضرية عبر استخدام البيانات الصحية لتحليل الوضع الصحي للمدن وتحديد التدخلات الوقائية الفعّالة. هذه المبادرة تعتمد على التعاون بين مؤسسات صحية وأكاديمية من مختلف أنحاء العالم لتطوير استراتيجيات قابلة للتنفيذ في المدن الكبرى. بعد نجاح المبادرة في مدن مثل ساو باولو (البرازيل)، وداكار (السنغال)، وأولان باتور (منغوليا)، قررت قطر الانضمام إلى هذه الشبكة العالمية لتكون مركزًا إقليميًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

قطر تتبنى مبادرة نوفارتس
قطر تتبنى مبادرة نوفارتس

النتائج المثمرة لمبادرة “كارديو فور سيتيز” 

التحقق من فعالية مبادرة “كارديو فور سيتيز” في مدن متعددة عبر القارات أظهر تأثيرًا إيجابيًا كبيرًا في الحد من الأمراض القلبية. في مدينة ساو باولو، على سبيل المثال، شهدت المبادرة انخفاضًا ملحوظًا في معدلات النوبات القلبية والسكتات الدماغية بعد تطبيق نهج قائم على البيانات لتحليل السلوكيات والعوامل الصحية. الأمر نفسه حدث في داكار وأولان باتور، حيث ساعدت المبادرة في اتخاذ قرارات أفضل بشأن التدخلات الصحية، مما أثمر عن تحسين الوضع الصحي للسكان.

مزايا تبني قطر لهذه المبادرة

إن تبني قطر لمبادرة “كارديو فور سيتيز” يمثل خطوة استراتيجية نحو تعزيز الصحة العامة في البلاد. وفقًا للبيانات التي قدمها سعادة الشيخ الدكتور محمد بن حمد آل ثاني، مدير إدارة برامج الوقاية من الأمراض غير الانتقالية في وزارة الصحة العامة، فإن أمراض القلب والأوعية الدموية تشكل 73% من تكلفة الأمراض غير المعدية في قطر، والتي تقدر بحوالي 18.1 مليار ريال سنويًا. هذا العبء الاقتصادي والاجتماعي يجعل من الضروري البحث عن حلول مبتكرة ومستدامة لمكافحة هذه الأمراض، وهو ما يقدمه مشروع “كارديو فور سيتيز” من خلال التحليل المدعوم بالبيانات.

أهمية الوقاية والتدخل المبكر

أحد الجوانب المميزة في المبادرة هو تركيزها على الوقاية بدلاً من معالجة الأمراض بعد وقوعها. فالتركيز على تحسين أسلوب الحياة اليومي للسكان من خلال التدخلات المبكرة مثل التوعية بالتمارين الرياضية والتغذية السليمة يمكن أن يقلل بشكل كبير من مخاطر الإصابة بأمراض القلب. هذا النهج الوقائي يشمل تحليل بيانات السكان لتحديد الفئات الأكثر عرضة للإصابة واتخاذ الإجراءات الوقائية المناسبة.

الفرص والتحديات

على الرغم من الفرص الكبيرة التي توفرها المبادرة لقطر في تحسين صحة قلب مواطنيها، إلا أن هناك العديد من التحديات التي قد تواجه تنفيذ هذه المبادرة على أرض الواقع. أولاً، يتطلب البرنامج بنية تحتية متطورة لِجمع وتحليل البيانات الصحية بشكل دقيق وفعال. ثانيًا، من المهم ضمان تعاون جميع القطاعات المعنية مثل وزارة الصحة، الهيئات الأكاديمية، والمؤسسات الخاصة لتحقيق نتائج مستدامة.

التعاون الدولي والإقليمي

قطر، من خلال انضمامها إلى هذه المبادرة، تسعى إلى أن تكون جزءًا من شبكة عالمية من المدن التي تتبادل المعرفة والخبرات في مجال الصحة العامة. هذه المشاركة توفر فرصة لقطر للاستفادة من التجارب العالمية وتطوير حلول مبتكرة تتناسب مع احتياجات سكانها. كذلك، تعتبر قطر فرصة لقيادة المنطقة في تطبيق حلول صحية قائمة على البيانات، مما يسهم في تحسين صحة الأفراد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

دور الابتكار في تحسين الصحة

من المتوقع أن يسهم الابتكار في مجال جمع وتحليل البيانات في تغيير الطريقة التي تُدار بها الرعاية الصحية في قطر. كما سيسهم التعاون مع مؤسسات عالمية في تسريع تطبيق الحلول المبتكرة التي تهدف إلى تحسين صحة القلب والأوعية الدموية. بحسب البروفيسور هلال الأشول، مستشار البحوث والتطوير في مؤسسة قطر، فإن هذه الشراكة تعد فرصة لتعزيز الصحة العامة ودفع عجلة الابتكار، مما يعود بالنفع على الشعوب والأفراد في قطر.

إن تبني قطر لمبادرة “كارديو فور سيتيز” يعد خطوة استراتيجية نحو تحسين صحة القلب والأوعية الدموية لسكانها وتحقيق تقدم ملموس في مكافحة الأمراض المزمنة. من خلال الاعتماد على البيانات والتحليل، يمكن لقطر أن تتخذ قرارات صحية أفضل وتطوير استراتيجيات وقائية فعّالة. كما أن هذه المبادرة تعكس رؤية قطر المستقبلية في أن تصبح مركزًا رائدًا في الابتكار الصحي في المنطقة.

الرابط المختصر: https://doha24.net/s/91

اشترك في قائمتنا البريدية واحصل على آخر المنشورات لحظة ورودها