جوزاف عون من الدوحة

أهم نتائج زيارة رئيس لبنان لدولة قطر: من الاقتصاد إلى الأمن

في زيارة رسمية حملت طابعاً استثنائياً من حيث التوقيت والدلالات، استقبل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الرئيس اللبناني العماد جوزاف عون، اليوم الأربعاء 16 أبريل 2025، و كان الاقتصاد إلى الأمن من أهم نتائج زيارة رئيس لبنان لدولة قطر

أهم نتائج زيارة رئيس لبنان لدولة قطر
أهم نتائج زيارة رئيس لبنان لدولة قطر

الزيارة التي جاءت تلبية لدعوة كريمة من سمو الأمير، عكست مدى عمق الروابط التاريخية التي تجمع بين البلدين، وحرص قيادتيهما على ترسيخ التعاون والتشاور الدائم في ظل التحديات الإقليمية المتسارعة التي تواجه المنطقة.

أهم نتائج زيارة رئيس لبنان لدولة قطر

1. دعم مباشر للجيش اللبناني: هبة مالية ومعدات عسكرية

أبرز ما أسفرت عنه الزيارة هو إعلان دولة قطر عن تجديد الهبة القطرية للجيش اللبناني بقيمة 60 مليون دولار أمريكي، تُخصص لدفع رواتب العسكريين اللبنانيين، في خطوة تهدف إلى دعم استقرار المؤسسة العسكرية اللبنانية في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها البلد.
كما شملت المساعدات تسليم 162 آلية عسكرية جديدة، ما من شأنه تعزيز قدرات الجيش اللبناني في ضبط الحدود، والحفاظ على الأمن الداخلي، وتفعيل حضوره في المناطق التي تشهد توترات متصاعدة، خاصة في الجنوب اللبناني.

2. توسيع آفاق الاستثمار والتبادل التجاري

أكد الجانبان القطري واللبناني في بيانهما المشترك أن هناك فرصًا واعدة لتعزيز الشراكة الاقتصادية والتجارية، وشددا على ضرورة رفع حجم التبادل التجاري بين البلدين، وتشجيع الاستثمارات القطرية في لبنان، خصوصًا في قطاعات الطاقة، والإعمار، والسياحة، والمصارف، بما يعيد الثقة إلى السوق اللبنانية المنهكة بالأزمات.

3. التأكيد على الإصلاحات الاقتصادية في لبنان

في سياق الحديث عن الاقتصاد، شدد سمو الأمير والرئيس عون على أهمية المضي قدمًا في مسار الإصلاحات المالية والهيكلية داخل لبنان، بما يشكل مدخلاً إلى دعم دولي واسع النطاق، ويعيد ثقة المؤسسات المالية العالمية في قدرة لبنان على التعافي.

تطابق في الرؤى حول القضايا الإقليمية

تناولت المباحثات الثنائية الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث شدد الزعيمان على أهمية اللجوء إلى الحلول السياسية والحوار البنّاء لتسوية النزاعات، وعلى رأسها خفض التصعيد في الجنوب اللبناني، في ظل توتر الأوضاع الأمنية على الحدود مع الاحتلال الإسرائيلي.

كما جدد الطرفان دعمهما الكامل للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها إقامة دولة مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا لمبادرة السلام العربية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

وبالنسبة إلى الملف السوري، جددت الدوحة وبيروت موقفهما الراسخ في دعم وحدة سوريا واستقلالها وسيادتها، مع التأكيد على أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة المستمرة منذ أكثر من عقد.

قطر تجدد التزامها الثابت تجاه لبنان

في ختام الزيارة، أعرب فخامة الرئيس اللبناني جوزاف عون عن بالغ تقديره لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة الذي لقيه من سمو الأمير والشعب القطري، مشيداً بالدور الذي تلعبه الدوحة على الصعيدين الإقليمي والدولي في دعم قضايا الشعوب العربية، وخاصة الشعب اللبناني.

من جانبه، جدد سمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني التأكيد على وقوف قطر الدائم إلى جانب لبنان وشعبه، مشيرًا إلى أن دعم المؤسسات اللبنانية وعلى رأسها الجيش هو دعم لاستقرار الدولة اللبنانية ككل.

خلفية: قطر… داعم ثابت للبنان في أحلك الظروف

ليست هذه المرة الأولى التي تقف فيها دولة قطر إلى جانب لبنان. فمنذ انفجار مرفأ بيروت عام 2020، قدّمت الدوحة مساعدات إنسانية وطبية عاجلة، وأسهمت في إعادة إعمار عدد من المستشفيات والمرافق الصحية.

كما سبق لقطر أن تكفلت بدفع رواتب الجيش اللبناني لعدة أشهر خلال 2023 و2024، في وقت امتنعت فيه مؤسسات دولية عن تقديم أي دعم مالي مباشر للبنان بسبب أزمة الثقة مع حكومته. وكان لهذا الدعم أثر بالغ في الحفاظ على وحدة المؤسسة العسكرية كصمام أمان للبلاد.

زيارة تحمل رسائل سياسية ودبلوماسية

تحمل هذه الزيارة أبعاداً استراتيجية تتجاوز البعد الثنائي، إذ تأتي في ظل تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، وتراجع الدعم العربي والدولي للبنان. ومن هذا المنطلق، تعكس زيارة الرئيس جوزاف عون إلى قطر رسالة دعم قوية من الدوحة إلى بيروت، بأن لبنان ليس وحيداً في مواجهة أزماته، وأن هناك إرادة سياسية حقيقية لدى القيادة القطرية لمساعدته في الخروج من أزماته.

الرابط المختصر: doha24.net/s/pn

اشترك في قائمتنا البريدية واحصل على آخر المنشورات لحظة ورودها