الجزائر تغيب عن القمة العربية بعد إعلان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عن عدم مشاركته في القمة العربية الطارئة المقررة في القاهرة، مثيرًا تساؤلات حول أسباب هذا القرار، خاصة في ظل الحاجة إلى موقف عربي موحد لمواجهة تعقيدات أزمة غزة، حيث اعتبره البعض تهربًا من المسؤولية وعزلة عن المحافل الدبلوماسية في وقت تحتاج فيه القضية الفلسطينية إلى دعم عربي مشترك.
الجزائر تغيب عن القمة العربية
قررت الجزائر خفض مستوى تمثيلها الدبلوماسي في القمة إلى مستوى المندوب، حيث سيمثلها مندوبها لدى الجامعة العربية وسفيرها في القاهرة، عبد العزيز بن علي شريف. يعود هذا القرار إلى “حزمة تحفظات حول مخرجات القمة”، حيث أشار دبلوماسيون جزائريون إلى وجود فقرات وبنود في وثائق القمة تُظهر ضعف المواقف العربية بشكل غير مسبوق بشأن القضية الفلسطينية، بالإضافة إلى عدم وجود الجرأة السياسية المطلوبة لإدانة العدوان الإسرائيلي، وتضمين البيان الختامي ما يساوي بين الضحية والجلاد.

تحفظات الجزائر على بعض بنود القمة
خلال الاجتماعات التحضيرية، أعرب الوفد الجزائري عن تحفظاته على عدة فقرات في مسودة البيان الختامي للقمة، من بينها:
الفقرة (4): حيث نأى الوفد الجزائري بنفسه عن المساواة بين الضحية والجلاد، وأبدى أسفه لعدم تحديد من هم المدنيون المعنيون بالتقتيل، مما قد يُفهم منه أن الجرائم مقترفة من كلا الطرفين.
الفقرة (11): طالب الوفد الجزائري بإغفال أي إشارة أو تنويه بدور لجنة القدس، معتبرًا أن التحديات المطروحة والظرف الحالي لا يسمح بالإشادة بلجان ومؤسسات أثبتت غيابها عن المشهد الحالي وعدم فعاليتها.
الفقرة (21): تحفظ الوفد الجزائري على إدراج هذه الفقرة ضمن نص القرار، انطلاقًا من كون المهام المنوطة باللجنة الوزارية المصغرة لا تتوافق مع التكليف المنصوص عليه، ولأن اللجنة لم تقم بأي نشاط يُذكر منذ استحداثها قبل ثماني سنوات.
مقترحات الجزائر لدعم القضية الفلسطينية
قدمت الجزائر، إلى جانب دول عربية أخرى، عدة مقترحات ليشملها قرار القمة العربية للضغط لوقف الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة، من بينها:
منع استخدام القواعد العسكرية الأميركية وغيرها في الدول العربية لتزويد إسرائيل بالسلاح والذخائر.
تجميد العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية العربية مع إسرائيل.
التلويح باستخدام النفط والمقدرات الاقتصادية العربية للضغط من أجل وقف العدوان.
منع الطيران المدني الإسرائيلي من الطيران في الأجواء العربية.
تشكيل لجنة عربية بمستوى وزاري تسافر فورًا إلى نيويورك وواشنطن وبروكسل وجنيف ولندن وباريس لنقل طلب القمة العربية بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة.
ومع ذلك، منعت دول أخرى في الجامعة العربية تبني هذه الفقرات، مما أدى إلى استبدالها بفقرات لا تتضمن أي إجراءات ملموسة.
ردود الفعل على غياب الجزائر
أثار قرار الجزائر بخفض تمثيلها في القمة ردود فعل متباينة في الأوساط العربية. ففي حين اعتبر البعض أن هذا القرار يعكس التزام الجزائر بمواقفها الثابتة تجاه القضية الفلسطينية ورفضها لأي مخرجات تضعف هذا الموقف، رأى آخرون أن الغياب قد يُفسر على أنه انسحاب من الجهود المشتركة لتحقيق موقف عربي موحد في هذه المرحلة الحرجة.
يُظهر قرار الجزائر بخفض تمثيلها في القمة العربية الطارئة حجم التباينات بين الدول العربية بشأن كيفية التعامل مع الأزمة في غزة. وفي ظل استمرار العدوان الإسرائيلي وتفاقم معاناة الشعب الفلسطيني، تبرز الحاجة الملحة لتوحيد الصف العربي واتخاذ مواقف حازمة وفعّالة لدعم القضية الفلسطينية ووضع حد للانتهاكات المستمرة.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.