في حوار خاص مع “الدوحة 24″، تحدث الدكتور البشير عصام المراكشي، المدير العلمي لمركز إرشاد للدراسات والتكوين في المغرب، عن مشاركته في فعاليات الموسم الحادي عشر من البرنامج الرمضاني “وآمنهم من خوف”، الذي تنظمه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في قطر و وجه رسالة لـ الجالية المغربية في قطر.
البرنامج الرمضاني يُعد من الفعاليات البارزة التي تحتفل بها الدوحة خلال شهر رمضان المبارك، حيث يشارك فيه مجموعة من العلماء والمفكرين من داخل قطر وخارجها، بهدف تعزيز الفكر الإسلامي ونشر الوعي الديني في المجتمع القطري.
الدكتور البشير عصام المراكشي
يُعبر الدكتور المراكشي عن تقديره الكبير للجهود التي تبذلها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في قطر في تنظيم مثل هذه الفعاليات التي تساهم في نشر المعرفة وتعزيز الحوار الفكري والديني. ويؤكد أن هذه المشاركات ليست جديدة بالنسبة له، بل هي جزء من سلسلة من المساهمات التي قدمها في السنوات الماضية، إذ يشارك في هذا البرنامج الرمضاني بشكل دوري.

وأوضح الدكتور المراكشي قائلاً:
“هذا العام أيضًا، يسرني أن أشارك في هذا البرنامج الرمضاني في الدوحة، والتي أعتبرها بمثابة بيتي الثاني، فأنا دائمًا أجد ترحيباً كبيراً واهتماماً من المسؤولين في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الذين يسعون جاهدين لبث العلم والفكر، وتنظيم المسابقات والمحاضرات الدينية التي تجمع بين العلوم الشرعية والفكر الحديث.”
وأضاف: “لقد قدموا دعوة دائمة لضيوف من مختلف أنحاء العالم الإسلامي، مما يعزز التبادل الثقافي والفكري بين علماء الأمة، وهو أمر جدير بالثناء. نسأل الله أن يبارك في جهودهم ويزيدهم توفيقاً في هذه الأعمال الخيرية.”
جامع الإمام محمد بن عبد الوهاب
تُعقد فعاليات برنامج “وآمنهم من خوف” بعد صلاة التراويح في جامع الإمام محمد بن عبد الوهاب، الذي يعد واحداً من أبرز معالم العمارة الإسلامية في قطر. هذا المسجد الكبير ليس فقط مكاناً للصلاة، بل أصبح مركزاً علمياً ودينياً يلتقي فيه المسلمون للاستفادة من العلماء والمفكرين الذين يحضرون لطرح محاضراتهم ومشاركتهم في الحوارات الفكرية.
وأشار الدكتور المراكشي إلى أهمية هذه الجلسات العلمية التي تقام في الجامع قائلاً:
“إن جامع الإمام محمد بن عبد الوهاب يعتبر من أبرز الأماكن التي تحتضن الأنشطة الدينية في قطر. حيث يتوافد المسلمون من مختلف الجنسيات للاستماع إلى العلماء والمشاركة في الحوارات التي تساهم في إثراء الفكر الديني. هذه الجلسات تعتبر فرصة عظيمة لتبادل المعرفة بين العلماء والمجتمع.”
رسالة لـ الجالية المغربية في قطر
في سياق الحديث عن دور الجاليات الإسلامية في الحفاظ على هويتهم الدينية والثقافية، وجه الدكتور المراكشي رسالة إلى الجالية المغربية المقيمة في قطر، حاثاً إياهم على الالتزام بالقيم الإسلامية وتطبيق سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في حياتهم اليومية. وقال:
“رسالتنا للجالية المغربية هنا هي نفسها التي نوجهها لهم في أي مكان: أن يلتزموا بدينهم الحنيف، وأن يحرصوا على الالتزام بسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم.”
وتابع:
“من خلال تواجدي هنا في قطر، أرى أن الجالية المغربية تلتزم بهذه المبادئ بشكل كبير. ومع ذلك، يجب على الجميع أن يحترموا عادات وتقاليد البلد الذي يعيشون فيه، وهنا في قطر نلاحظ أن المجتمع القطري يتمتع بتسامح واحترام تجاه الجاليات المختلفة، مما يسهل التعايش السلمي والتفاهم بين مختلف الثقافات.”
أهمية تعزيز التواصل الفكري بين المسلمين
كما شدد الدكتور المراكشي على أهمية التواصل الفكري بين المسلمين من مختلف أنحاء العالم، مؤكداً أن مثل هذه البرامج الرمضانية لا تقتصر فقط على نشر العلم، بل هي وسيلة لتعزيز الروابط بين مختلف الدول الإسلامية، سواء من خلال الدعوة المشتركة أو من خلال تبادل الأفكار والآراء حول قضايا الأمة.
وأشار إلى أن مثل هذه الفعاليات تمنح العلماء فرصة للمساهمة في تزويد المجتمع المحلي بمفاهيم جديدة حول كيفية التعامل مع التحديات المعاصرة وفقاً للأطر الدينية الصحيحة.
وقال: “نحن بحاجة إلى تجديد الفكر الإسلامي بما يتناسب مع متطلبات العصر، مع الحفاظ على أصالة ديننا وثوابتنا. هذا البرنامج يمثل فرصة رائعة للجميع للمشاركة في هذه النقاشات البناءة.”
وحدة الأمة الإسلامية
ختاماً، أعرب الدكتور المراكشي عن أمله في أن تستمر هذه الأنشطة والفعاليات الرمضانية في تعزيز الوحدة الفكرية والدينية بين المسلمين. وأضاف:
“إن البرامج التي تُنظم في قطر تساهم بشكل كبير في تعزيز الوحدة بين المسلمين، سواء داخل البلاد أو في الخارج. نحن بحاجة إلى مثل هذه المبادرات التي تبني جسور التواصل بين العلماء والمجتمعات المختلفة.”
وأشاد بتعامل المجتمع القطري مع الجاليات المختلفة، مؤكداً أن التفاهم المشترك واحترام التنوع الثقافي والفكري يُعدان من السمات التي تميز قطر، مما يعزز من رسالتها كمركز عالمي للفكر الإسلامي المعتدل.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.