أحمد الشرع يلتقي الجالية السورية في قطر

الرئيس أحمد الشرع يلتقي الجالية السورية في قطر

أحمد الشرع يلتقي الجالية السورية في قطر في إطار زيارته الرسمية الأولى إلى دولة قطر، يرافقه وزير الخارجية أسعد الشيباني، لقاءً كان وديًا ومفتوحًا مع عدد من أبناء الجالية السورية المقيمين في الدوحة.

اللقاء الذي نظم مساء الثلاثاء تميز بأجواء دافئة ومليئة بالمشاعر، حيث أعرب الرئيس عن اعتزازه بالجالية ودورها في دعم الوطن من الخارج.

أحمد الشرع يلتقي الجالية السورية في قطر

تُعد الجالية السورية في قطر من أكثر الجاليات تفاعلاً في البلاد، إذ يتجاوز عدد أفرادها 60 ألف مقيم، بحسب تقارير غير رسمية. ويتوزع السوريون في قطر على قطاعات متعددة مثل التعليم، والهندسة، والإعلام، وريادة الأعمال، إلى جانب مساهمات ثقافية بارزة في المعارض والندوات والمبادرات الاجتماعية. وتحظى الجالية السورية باحترام كبير من المجتمع القطري، لما عرف عنها من التزام، وخلق، ومهنية في مختلف الميادين، وهو ما أكده الرئيس الشرع خلال كلمته، مشددًا على أن “كل سوري ناجح في الخارج هو صورة مشرّفة لوطنه الأم”.

أحمد الشرع يلتقي الجالية السورية في قطر
أحمد الشرع يلتقي الجالية السورية في قطر

حرص رسمي على التواصل مع المغتربين

في كلمته أمام أبناء الجالية، أوضح الرئيس السوري أن زيارته إلى قطر لا تقتصر على الطابع السياسي فحسب، بل تهدف أيضًا إلى مدّ جسور الثقة مع المواطنين السوريين في المهجر، والاستماع إلى شواغلهم، مؤكداً أن الحكومة السورية بصدد إطلاق مبادرات تهدف لتسهيل عودة الكفاءات، ودعم استثمارات السوريين بالخارج داخل البلاد. كما نوّه وزير الخارجية أسعد الشيباني إلى أهمية الدبلوماسية الشعبية التي تمثلها الجاليات في تعزيز الصورة الحقيقية لسوريا وإعادة بنائها معنويًا واقتصاديًا.

قطر.. دعم مستمر واحتضان إنساني

منذ بداية الأزمة السورية، كانت دولة قطر من الدول التي فتحت أبوابها للسوريين، وقدّمت لهم الدعم في مجالات التعليم والصحة والعمل. كما أطلقت العديد من الجمعيات القطرية حملات إغاثية لدعم المتضررين من الحرب والكوارث الطبيعية، لا سيما بعد الزلزال المدمر الذي ضرب الشمال السوري في فبراير 2023. وأكدت شخصيات من الجالية أن “قطر لم تكن فقط بلدًا مضيفًا، بل وطنًا ثانيًا”، مشيرين إلى أن الحياة في قطر توفر بيئة مستقرة ومحترمة تتيح للعائلات السورية فرص العيش بكرامة.

شهادات من أبناء الجالية

أثناء اللقاء، أدلى عدد من أفراد الجالية بكلمات عبّروا فيها عن شكرهم للقيادة السورية على هذه اللفتة، مؤكدين أهمية تعزيز جسور التواصل معهم. وقال الدكتور خالد درويش، وهو طبيب مقيم في قطر منذ 2014: “هذا اللقاء أعاد لنا الثقة بأن سوريا لا تنسانا، وبأننا لسنا مجرد مغتربين بل أبناء وطن يحملنا في قلبه”. من جهتها، عبّرت الأستاذة فاطمة دهمان، معلمة لغة عربية في إحدى المدارس الخاصة، عن أملها في “أن تكون هذه الزيارة بداية صفحة جديدة من التفاعل والتكامل بين الدولة وأبنائها في الخارج”.

زيارة تحمل دلالات سياسية وإنسانية

تندرج زيارة الرئيس أحمد الشرع إلى قطر ضمن جولة دبلوماسية شملت عدة عواصم عربية، وتأتي في ظل مساعٍ إقليمية لتطبيع العلاقات السورية-العربية، بعد سنوات من الجمود. وتحمل هذه الزيارة أبعادًا تتجاوز الملفات السياسية، لتعكس كذلك حرص الدولة السورية على رأب الصدع وإعادة اللحمة الوطنية، مع الاستفادة من الطاقات والخبرات السورية في الخارج، والتي يمكن أن تلعب دورًا محوريًا في إعادة إعمار ما دمرته الحرب.

مستقبل العلاقات السورية القطرية

يرى مراقبون أن اللقاءات بين القيادة القطرية والسورية، خاصة استقبال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني للرئيس الشرع، تمثل مرحلة جديدة في تطبيع العلاقات التي طالما شابها التوتر. وتُبنى هذه المرحلة على أسس من المصالح المشتركة والرؤية الإقليمية الجديدة التي تعتمد على التهدئة والانفتاح. ويؤكد ذلك تصريحات صادرة عن الجانبين حول الرغبة في التعاون الاقتصادي، وتبادل الخبرات، ودعم جهود الإغاثة والتنمية.

الرابط المختصر: doha24.net/s/pj

اشترك في قائمتنا البريدية واحصل على آخر المنشورات لحظة ورودها