أحمد الشرع يزور قطر

الرئيس السوري أحمد الشرع يزور قطر لتعزيز العلاقات الثنائية

في زيارة تحمل دلالات سياسية واقتصادية وإنسانية، أحمد الشرع يزور قطر، اليوم الثلاثاء 15 أبريل 2025،  على رأس وفد حكومي رفيع المستوى، في إطار زيارة رسمية بدعوة من أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وتأتي هذه الزيارة في سياق تحركات دبلوماسية متسارعة للرئيس السوري في المنطقة، ووسط مساعٍ حثيثة لتعزيز العلاقات الثنائية بين دمشق والدوحة.

الرئيس السوري أحمد الشرع يزور قطر

يرافق الرئيس الشرع في هذه الزيارة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني وعدد من كبار المسؤولين في الحكومة السورية. وقد أكد الشيباني في منشور عبر منصة “إكس” أن هذه الزيارة تحمل أهمية خاصة كونها الأولى من نوعها إلى دولة “وقفت منذ اليوم الأول مع السوريين، ولم تتخلّ عنهم في أحلك الظروف”، على حد تعبيره.

أحمد الشرع يزور قطر
أحمد الشرع يزور قطر

ومن المرتقب أن يجري الشرع لقاءات موسعة مع أمير دولة قطر وعدد من كبار المسؤولين، تشمل مباحثات حول ملفات إقليمية معقدة، وعلى رأسها المسار السياسي في سوريا، ومستقبل العلاقات الثنائية، ومجالات التعاون الاقتصادي، وإعادة الإعمار، والتنسيق الإنساني.

قطر وسوريا: عودة تدريجية إلى الحوار والتنسيق

لطالما لعبت قطر دورًا بارزًا في الملف السوري، خصوصًا على الصعيدين الإنساني والسياسي. ورغم الفتور الذي شاب العلاقات بين البلدين لسنوات، فإن الزيارة الحالية تمثل تطورًا مهمًا في اتجاه إعادة تطبيع العلاقات وفق أسس جديدة تحترم السيادة، وتعزز المصالح المشتركة.

وقد سبق أن أبدت قطر انفتاحًا مشروطًا على أي تحرك عربي يعزز الاستقرار في سوريا ويضمن وحدة أراضيها، مع إصرارها في الوقت نفسه على ضرورة تحقيق تسوية عادلة وشاملة وفق المرجعيات الدولية وقرارات مجلس الأمن.

محطة من سلسلة زيارات إقليمية

زيارة الرئيس الشرع إلى قطر تأتي ضمن جولة دبلوماسية موسعة بدأها مطلع هذا الأسبوع، وشملت مشاركته في منتدى أنطاليا الدبلوماسي في تركيا، وزيارة رسمية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة. وقد حظيت تحركاته باهتمام كبير من قبل وسائل الإعلام الإقليمية والدولية، خاصة بعد ظهوره العلني في جلسات المنتدى إلى جانب شخصيات بارزة.

وفي تركيا، التقى الشرع الرئيس رجب طيب أردوغان، وناقش معه سبل دفع العملية السياسية في سوريا، والتعاون الأمني والاقتصادي، إلى جانب ملف اللاجئين السوريين. أما في الإمارات، فقد كان في استقباله الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حيث أجرى الطرفان مباحثات حول العلاقات الثنائية وملف إعادة إعمار سوريا.

لقاء مرتقب مع أمير قطر

وفقًا لمصادر دبلوماسية، من المتوقع أن تركز المباحثات بين الرئيس الشرع والشيخ تميم بن حمد على ثلاثة محاور رئيسية: الملف السياسي السوري، وسبل إعادة العلاقات إلى مسار طبيعي يخدم مصالح الشعبين، والتعاون في ملفات إغاثية وإنسانية.

ومن غير المستبعد أن تشهد الزيارة الإعلان عن خطوات عملية، مثل تشكيل لجنة تنسيق مشتركة، أو فتح قنوات للتواصل المباشر بين الجهات الفنية والوزارية في البلدين.

دور قطر في الملف السوري

منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011، لعبت قطر دورًا نشطًا في تقديم الدعم الإنساني، حيث دعمت العديد من المشاريع المتعلقة بالإيواء والتعليم والصحة داخل سوريا وفي دول الجوار. كما كانت الدوحة من أبرز الدول التي استضافت اجتماعات للمعارضة السورية في فترات مختلفة.

ورغم تباين المواقف السياسية في مرحلة ما، فإن قطر أكدت في مناسبات عدة أن دعم الشعب السوري يظل مبدأ ثابتًا في سياستها الخارجية، وأن أي حل دائم يجب أن يضع تطلعات السوريين في صلب أي تسوية مقترحة.

دلالات رمزية وزخم إعلامي

تحمل زيارة الشرع إلى قطر بعدًا رمزيًا، كونها تعكس رغبة القيادة السورية في كسر العزلة التي طالت البلاد على المستوى الإقليمي والدولي. كما تأتي في توقيت حساس تشهده المنطقة، مع تزايد التحركات الدبلوماسية لإعادة ترتيب العلاقات البينية في العالم العربي، والتقارب الذي ظهر في أكثر من محور، من الرياض إلى أبوظبي مرورًا بعمان وأنقرة.

وقد تفاعلت وسائل الإعلام العربية مع الزيارة، معتبرة أنها بداية صفحة جديدة في العلاقات بين دمشق والدوحة، قد تفتح الباب لعودة تدريجية لسوريا إلى محيطها العربي بموجب تفاهمات إقليمية أوسع.

هل تمهّد الزيارة لدور قطري في إعادة الإعمار؟

من النقاط التي ستحظى باهتمام خاص خلال الزيارة، مستقبل مشاركة قطر في جهود إعادة إعمار سوريا، خاصة مع امتلاك الدوحة خبرة كبيرة في مشاريع البنية التحتية والتنمية الحضرية. كما أن منظمات إنسانية قطرية، مثل “قطر الخيرية” و”الهلال الأحمر القطري”، لها حضور قوي في الداخل السوري ومناطق النزوح.

ويرى مراقبون أن هذه الزيارة قد تكون بداية لمسار تعاون اقتصادي وإنساني مشترك، بما في ذلك استثمارات محتملة في قطاعات الإسكان والطاقة والتعليم، شريطة توفر مناخ سياسي ملائم وإجماع عربي على خارطة الطريق المقبلة.

الرابط المختصر: doha24.net/s/pg

اشترك في قائمتنا البريدية واحصل على آخر المنشورات لحظة ورودها