ثمانية أشهر حبس للاعب السد القطري يوسف عطال

ثمانية أشهر حبس للاعب السد القطري يوسف عطال

أيدت محكمة الاستئناف بمدينة إيكس أون بروفانس الفرنسية، بحكم ثمانية أشهر حبس للاعب السد القطري يوسف عطال، نجم نادي السد القطري، وقضت مجددًا بسجنه ثمانية أشهر مع وقف التنفيذ وتغريمه 45 ألف يورو، على خلفية اتهامه بـ”التحريض على الكراهية” عبر الإنترنت، إثر إعادة نشره لمقطع فيديو تضامني مع سكان غزة على حسابه الشخصي في إنستغرام خلال العدوان الإسرائيلي في 2023.

ثمانية أشهر حبس للاعب السد القطري يوسف عطال

تعود بداية القضية إلى أكتوبر من العام الماضي، حين أعاد عطال نشر مقطع فيديو يتحدث فيه داعية فلسطيني عن المعاناة الإنسانية لأطفال غزة تحت القصف. الفيديو، الذي لم تتجاوز مدته الدقيقة الواحدة، اعتبرته السلطات الفرنسية يحتوي على عبارات تُفهم على أنها تحريض ضد طائفة معينة. رغم أن اللاعب قام لاحقًا بحذف الفيديو وقدم اعتذارًا، إلا أن النيابة الفرنسية قررت ملاحقته قانونيًا.

 

ثمانية أشهر حبس للاعب السد القطري يوسف عطال
ثمانية أشهر حبس للاعب السد القطري يوسف عطال

دفاع اللاعب: “أنا لست سياسيًا بل إنسانًا”

خلال جلسة الاستئناف المنعقدة في أبريل 2024، أكد عطال أمام هيئة المحكمة أنه لم يكن يقصد التحريض أو الإساءة لأي جهة، بل كان الدافع وراء مشاركته للمقطع إنسانيًا بحتًا، وقال:

أنا مجرد لاعب كرة قدم، ولا أمارس السياسة. نشرت الفيديو بدافع التضامن مع المدنيين في غزة، ولم أشاهده حتى النهاية. لو رأيت ما قيل لاحقًا، لما شاركته مطلقًا”.

تصريحات عطال لاقت تعاطفًا واسعًا من متابعيه الذين يزيد عددهم عن 3.2 مليون شخص على منصة إنستغرام، خاصة من الجمهور العربي والإسلامي، معتبرين أن إدانته تعكس تضييقًا واضحًا على حرية التعبير بشأن قضية فلسطين داخل الدول الأوروبية.

غرامات وتعويضات إضافية لصالح منظمات فرنسية

لم تكتف المحكمة بالغرامة المالية، بل ألزمت عطال بدفع تعويضات مالية قدرها نحو 15 ألف يورو لصالح عدد من المنظمات المدنية، بينها رابطة كرة القدم الفرنسية، والرابطة الدولية لمكافحة العنصرية ومعاداة السامية (فرع كوت دازور)، والمجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية بجنوب شرق فرنسا (CRIF Sud-Est)، وهي الجهات التي تقدمت بشكوى ضده على خلفية منشوره.

نادي السد: “نقف مع لاعبنا.. وهذا الحكم جائر”

في رد فعل سريع، أعرب نادي السد القطري عن تضامنه الكامل مع لاعبه يوسف عطال، واعتبر الحكم الصادر بحقه “جائرًا وظالمًا”، حيث جاء كرد فعل على موقف إنساني عبّر من خلاله اللاعب عن تضامنه مع أهل غزة. وأصدر النادي بيانًا قال فيه:

“نؤكد في نادي السد وقوفنا الكامل مع لاعبنا ودعمنا اللامحدود له، ونعلن تسخير كافة إمكانياتنا لمساندته في هذه القضية العادلة. ما قام به عطال يعكس ضمير الإنسان الحر، ويعبر عن موقف شجاع لا يجب أن يُجرم.”

من نيس إلى الدوحة.. مسيرة لاعب في قلب العاصفة

يوسف عطال، الذي انضم إلى صفوف نادي السد في صيف 2023 قادمًا من نادي نيس الفرنسي، يعتبر من أبرز اللاعبين الجزائريين في أوروبا سابقًا. وقد شارك مع المنتخب الجزائري في عدة بطولات قارية، بينها كأس إفريقيا التي فاز بها محاربو الصحراء عام 2019. ومع انتقاله إلى الدوري القطري، واصل عطال تقديم أداء مميز مع السد، وحقق جماهيرية واسعة في قطر والعالم العربي.

ردود فعل عربية وغربية متفاوتة

أثارت القضية ردود فعل واسعة في العالم العربي، حيث اعتبر العديد من النشطاء أن ما جرى مع عطال يندرج ضمن ازدواجية المعايير الغربية في التعامل مع قضايا فلسطين، إذ تُقابل أصوات التضامن بالقمع، بينما تُترك المنابر التي تبرر الاحتلال دون مساءلة.

أما في فرنسا، فقد رحبت بعض الجهات القانونية بالحكم، باعتباره “رسالة واضحة ضد خطاب الكراهية”، بحسب تعبير أحد ممثلي الأطراف المدنية، في حين رأى آخرون أن القرار يعكس الحساسية المفرطة تجاه أي تعبير عن التضامن مع القضية الفلسطينية.

قضية مشابهة: رياضيون آخرون تحت المجهر بسبب مواقفهم

قضية عطال ليست الأولى، فقد سبق أن تم إيقاف لاعب ريال مدريد السابق كريم بنزيما إعلاميًا بسبب تعبيره عن تعاطفه مع غزة، كما تعرض عدد من اللاعبين في أوروبا لمضايقات بسبب منشورات تدعو للسلام أو تنتقد العدوان على المدنيين الفلسطينيين. هذا النمط المتكرر يطرح تساؤلات كبيرة حول حدود حرية التعبير في الغرب، خاصة عندما يتعلق الأمر بقضية عادلة مثل القضية الفلسطينية

الرابط المختصر: doha24.net/s/ra

اشترك في قائمتنا البريدية واحصل على آخر المنشورات لحظة ورودها