شهدت الدوحة اجتماعًا مهمًا بين غرفة قطر واتحاد غرف التجارة والصناعة في جزر القمر، لبحث سبل توسيع التعاون الاقتصادي. ركز الاجتماع على مناقشة مناخ الاستثمار في كلا البلدين واستعراض الفرص الاستثمارية المتاحة، مع التأكيد على إمكانية توقيع مذكرة تفاهم لفتح قنوات تواصل مستدامة بين رجال الأعمال وتنظيم زيارات متبادلة.
صرّح محمد بن طوار الكواري، النائب الأول لرئيس غرفة قطر، أن رجال الأعمال القطريين مهتمون بالتعرف على المزايا الاستثمارية في الجزر، بينما أكد شمس الدين أحمد، رئيس اتحاد غرف التجارة القمرية، أن زيارته تهدف إلى تعزيز الاستثمارات القطرية في قطاعات رئيسية بجزر القمر.

لماذا الاستثمار في جزر القمر؟
تمتلك جزر القمر عددًا من الخصائص التي تجعلها وجهة استثمارية جذابة، من أهمها:
- موقع استراتيجي: تقع الجزر عند ملتقى الطرق بين آسيا، إفريقيا، والمحيط الهندي، مما يمنح المستثمرين ميزة الوصول إلى أسواق إقليمية ودولية مهمة مثل الكوميسا والسادك.
- بيئة قانونية مشجعة: توفر الجزر قوانين استثمارية مرنة تشمل الإعفاءات الضريبية وحرية تحويل الأرباح، إلى جانب معاملة متساوية للمستثمرين المحليين والأجانب
- ثروات طبيعية متنوعة: تمتلك الجزر موارد طبيعية غنية، تشمل المحاصيل الزراعية مثل الفانيليا والقرنفل، بالإضافة إلى ثروة سمكية هائلة يمكن استغلالها تجاريًا.
القطاعات الاستثمارية الواعدة
- الزراعة والصناعات الغذائية: تُعد الزراعة العمود الفقري لاقتصاد جزر القمر، حيث تسهم بنحو 50% من الناتج المحلي الإجمالي. تمتلك البلاد فرصًا واعدة لتطوير الصناعات التحويلية المرتبطة بالزراعة، مثل إنتاج العطور والمنتجات الغذائية
- السياحة والبنية التحتية: تعتبر جزر القمر من الوجهات السياحية المميزة بطبيعتها الاستوائية وشواطئها الخلابة. الاستثمار في المنتجعات والفنادق يمكن أن يعزز قطاع السياحة بشكل كبير.
- الصيرفة الإسلامية والخدمات المالية: نظرًا لأن معظم سكان جزر القمر مسلمون، توجد فرصة لتوسيع الخدمات المصرفية الإسلامية بما يخدم السكان المحليين والمستثمرين.
- الثروة السمكية: تُعد المياه الغنية المحيطة بالجزر فرصة استثمارية واعدة لتطوير مشاريع صيد الأسماك، تعليبها، وتصديرها للأسواق الدولية
أهداف التعاون القطري-القُمري
أشار الطرفان إلى أهمية تعزيز التجارة البينية عبر تبادل الخبرات وتنظيم الفعاليات الاقتصادية المشتركة. من المقرر أيضًا وضع آلية لتسهيل حركة رؤوس الأموال بين البلدين وزيادة وعي المستثمرين القطريين بمزايا الاستثمار في جزر القمر.
التحديات المحتملة
على الرغم من الفرص الكبيرة، تواجه جزر القمر تحديات مثل محدودية البنية التحتية، الاعتماد الكبير على الزراعة، وارتفاع معدلات الفقر. ومع ذلك، تُمثل هذه التحديات فرصة للمستثمرين للمساهمة في التنمية الاقتصادية للجزر من خلال مشاريع مستدامة.
يمثل التعاون بين قطر وجزر القمر خطوة إيجابية نحو توسيع آفاق الاستثمار القطري في إفريقيا. بفضل موقعها الاستراتيجي وثرواتها الطبيعية، تُعد جزر القمر بيئة واعدة للاستثمارات في الزراعة، السياحة، والخدمات المالية.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.