في خطوة تؤكد الدور المتنامي لدولة قطر في دعم مشاريع البنية التحتية الإقليمية، أعلنت الدوحة مشاركتها في مشروع قطري ضخم في العراق يهدف إلى إنشاء طريق بري وسكة حديد بطول 1200 كيلومتر.
جاء ذلك خلال زيارة رسمية أجراها الشيخ محمد بن عبدالله بن محمد آل ثاني، وزير المواصلات، إلى بغداد، حيث التقى نظيره العراقي رزاق محيبس السعداوي. وتناولت المباحثات سبل تعزيز التعاون في مجال النقل والمواصلات، لا سيما ضمن إطار “مشروع طريق التنمية” الحيوي الذي يشكل أحد أكبر المشاريع الاستراتيجية في المنطقة.
مشروع قطري ضخم في العراق بقيمة 17 مليار دولار
يعد مشروع طريق التنمية أحد أضخم المشاريع اللوجستية في منطقة الشرق الأوسط، وتشارك فيه إلى جانب قطر كل من العراق، وتركيا، والإمارات. وتم توقيع مذكرة تفاهم في أبريل 2024 بالعاصمة بغداد، بحضور رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ما يعكس المستوى الرفيع من الالتزام السياسي والاقتصادي بهذا المشروع.

تعزيز التكامل والربط التجاري الإقليمي
بحسب وكالة الأنباء القطرية (قنا)، تهدف مذكرة التفاهم إلى تعزيز التكامل الاقتصادي بين الدول المشاركة وربط موانئ الخليج العربي بالموانئ التركية وأوروبا عبر الأراضي العراقية، مما يفتح آفاقًا جديدة لحركة البضائع والنقل البري والبحري، ويضع المنطقة في قلب التجارة العالمية.
طريق وسكة حديد بطول 1200 كيلومتر داخل العراق
يمتد مشروع طريق التنمية لمسافة 1200 كيلومتر داخل العراق، ويتضمن إنشاء طريق بري وسكة حديد حديثة تنطلق من ميناء الفاو العراقي على الخليج العربي مرورًا بعدة مدن عراقية، وصولًا إلى الحدود مع تركيا، حيث تُستكمل شبكة النقل إلى الموانئ الأوروبية. ويهدف المشروع إلى تقليص زمن نقل البضائع بين أوروبا والخليج بشكل كبير، مع تحسين الكفاءة اللوجستية وتخفيف الضغط عن الممرات البحرية التقليدية.
الميزانية والاستراتيجية الزمنية للمشروع
تُقدر الميزانية الاستثمارية للمشروع بنحو 17 مليار دولار، على أن يُنفذ على ثلاث مراحل زمنية كالتالي:
- المرحلة الأولى: تنتهي في عام 2028.
- المرحلة الثانية: تنتهي في عام 2033.
- المرحلة الثالثة: تنتهي بحلول عام 2050.
وتُعد قطر من أبرز الداعمين لهذا المشروع الطموح، سواء من حيث التمويل أو الخبرة اللوجستية والتخطيط الإقليمي، ما يعزز موقعها كلاعب رئيسي في التحول الجغرافي-اقتصادي للمنطقة.
انعكاسات المشروع على الاقتصاد القطري والعراقي
لا تقتصر فوائد المشروع على العراق فقط، بل تشمل دول الخليج كافة، إذ يوفر طريقًا بديلًا استراتيجيًا للتجارة، ويدعم رؤية قطر في تعزيز أمن سلاسل الإمداد وتنويع مصادر التجارة. كما يعزز المشروع من مكانة العراق كمركز لوجستي إقليمي بين آسيا وأوروبا، ويساهم في تنشيط بنيته التحتية وتوفير آلاف فرص العمل.
قطر تكرّس حضورها في المشاريع الإقليمية الكبرى
يمثل مشروع طريق التنمية نموذجًا جديدًا من الشراكات الذكية التي تجمع بين الإرادة السياسية، والاستثمار الاقتصادي، والتكامل الإقليمي. ومن خلال مساهمتها النشطة في هذا المشروع، تؤكد دولة قطر مجددًا دورها كقوة اقتصادية تسعى لتعزيز التنمية المشتركة وربط أسواق الشرق بالغرب بطرق مبتكرة ومستدامة.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.