شهدت مدينة غرناطة الإسبانية أول مؤتمر دولي من نوعه حول التراث الثقافي الأندلسي، بمشاركة واسعة من خبراء ومؤرخين وأكاديميين يناقشون التأثير التاريخي وإرث الأندلس. ويُعد المؤتمر فرصة مهمة للتباحث حول تأثير التراث الأندلسي على مختلف الحضارات والثقافات.
المؤتمر، الذي يستمر ليومين، جاء بتنظيم من كرسي الإيسيسكو لتحالف الحضارات بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة قطر، وبالتعاون مع عدد من المؤسسات الأكاديمية الإقليمية والدولية، مثل مؤسسة الجودة والتنمية المستدامة، ومؤسسة الدراسات العليا العربية الأوروبية، ولجنة قطر لتحالف الحضارات بوزارة الخارجية، ومجلة الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الكويت، والمعهد الدولي للفكر الإسلامي، ومعهد الدراسات الفلسفية في أوروبا ببروكسل.
مؤتمر دولي للتراث الأندلسي
يُعد المؤتمر جهدًا مشتركًا بين عدة جهات أكاديمية إقليمية ودولية، حيث يجمع بين خبرات من قطر والكويت وعُمان وإسبانيا والولايات المتحدة وكندا والهند وكينيا والأردن والمغرب والجزائر والعراق وتركيا. هذا التنوع في المشاركين يعزز من أهمية المؤتمر كمنصة تفاعلية لتبادل الأفكار والمعرفة حول التراث الأندلسي وتأثيره العالمي.

وأشار السفير عبد الله السادة، الأمين العام للجنة القطرية لتحالف الحضارات بوزارة الخارجية، إلى أن المؤتمر يأتي في وقت يشهد فيه العالم تغيرات سياسية واقتصادية وبيئية وعلمية متسارعة، وهو ما يجعل من مناقشة التراث الأندلسي ذي أهمية خاصة في هذا السياق.
التراث الأندلسي وتعزيز التعاون الثقافي
أكد السفير على أهمية إحياء التراث الثقافي الأندلسي، مشيرًا إلى دوره في إثراء التاريخ الإنساني بقيم التعاون بين الأمم والأديان والشعوب، إلى جانب إسهاماته في مجالات المعرفة والتكنولوجيا. كما أبدى السفير أمله في أن يُثمر المؤتمر عن توصيات عملية تُبرز إنجازات الأندلس في المعرفة والفنون والعلوم، واعتبر أن المؤتمر فرصة لتعزيز العلاقات العربية الإسبانية في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية والعلمية.
التراث الأندلسي يعتبر أحد أعمدة الإرث الثقافي الذي يعزز من التفاهم بين الحضارات المختلفة، حيث يُبرز أوجه الإبداع والابتكار التي وصلت إليها الحضارة الإسلامية في الأندلس. من المتوقع أن تتناول الجلسات الأكاديمية في المؤتمر مواضيع متعددة تشمل الفلسفة، والفنون، والعلوم، وكيفية تأثير هذه المجالات على أوروبا والعالم. يمكن أن يُعد هذا المؤتمر نموذجًا لتكامل الحضارات وتبادل المعارف في عالم اليوم، حيث تتعزز قيمة الحوار والتعاون العلمي بين مختلف الدول والمجتمعات.

يُذكر أن هذا المؤتمر هو جزء من سلسلة من الفعاليات التي تُنظمها قطر لتعزيز التعاون الثقافي والأكاديمي مع الدول الأخرى، والتي تسعى من خلالها لتسليط الضوء على أهمية التراث الأندلسي في السياقين التاريخي والمعاصر.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.