في إطار سعيها المستمر لتعزيز مكانتها الثقافية عالميًا قطر تعرض سبل الاستدامة، حيث نظمت وزارة الثقافة القطرية ندوة بعنوان “الاستدامة في القطاع الثقافي واستعراض تجربة دعم التنوع الثقافي في قطر”.
جاءت هذه الندوة ضمن فعاليات مشاركة دولة قطر كضيف شرف في الدورة السابعة والعشرين لمعرض الجزائر الدولي للكتاب.

تم خلال الندوة استعراض الجهود القطرية في تعزيز الاستدامة الثقافية ودعم التنوع الثقافي، مع تسليط الضوء على التجربة الفريدة التي تقدمها قطر في هذا المجال، بما يتماشى مع رؤية قطر الوطنية 2030.
رؤية استراتيجية: قطر تعرض سبل الاستدامة
تعد الاستدامة الثقافية جزءًا أساسيًا من رؤية قطر الوطنية 2030، حيث تسعى دولة قطر إلى أن تكون رائدة في مجالات الثقافة والفنون. كما أكدت السيدة مريم ياسين الحمادي، مديرة إدارة التعاون الدولي بوزارة الثقافة، في تصريح لها أن القيادة القطرية تولي اهتمامًا كبيرًا بالثقافة كركيزة أساسية في التنمية المستدامة. وفي هذا السياق، تسعى الدولة إلى الحفاظ على التراث الثقافي المادي وغير المادي، مع توفير الإمكانيات اللازمة لاستدامة هذا التراث في المستقبل.
يتجسد ذلك في مجموعة من المبادرات والمشاريع التي تهدف إلى دعم الفنانين والمبدعين، وتنظيم الفعاليات الثقافية على مدار العام، بما يعزز من الوعي الثقافي المحلي والدولي.
دعم التنوع الثقافي: استراتيجية قطرية للمستقبل
تعتبر قطر نموذجًا يحتذى به في دعم التنوع الثقافي. تشهد الدولة تفاعلاً مميزًا بين مختلف الثقافات التي تعيش على أرضها، وهو ما يُعد من أبرز سمات المجتمع القطري. سعت قطر من خلال مشاركتها في ندوة الجزائر إلى إبراز هذه التجربة الفريدة التي تُعزز التنوع الثقافي من خلال فعاليات أسبوعية، مثل الأسابيع الثقافية، التي تركز على تقديم الثقافات المختلفة الموجودة في الدولة.

تقول السيدة المها العلي، الباحثة في دراسات ثقافية بإدارة الثقافة والفنون بوزارة الثقافة، أن التنوع الثقافي في قطر لا يقتصر على الاحتفاظ بكل ثقافة على حدة، بل يتم تفعيله من خلال الأنشطة المشتركة التي تعزز التفاعل بين الثقافات، مثل الفعاليات الثقافية والمهرجانات المتنوعة.
قطر ودورها الفاعل في منظمة اليونسكو
أشارت السيدة المها العلي أيضًا إلى الدور البارز الذي تلعبه قطر في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، حيث تساهم في دعم المشاريع الثقافية العالمية والمبادرات التي تهدف إلى الحفاظ على التراث الثقافي العالمي. من خلال هذا الدور الفاعل، تسعى قطر إلى تعزيز الحوار الثقافي بين الشعوب المختلفة، وتوفير منصات تشجع على التبادل الثقافي والتعاون المشترك في هذا المجال.
الندوة في الجزائر: منصة لتعزيز العلاقات الثقافية بين قطر والجزائر
جاءت ندوة “الاستدامة في القطاع الثقافي واستعراض تجربة دعم التنوع الثقافي في قطر” فرصة مهمة لتعزيز العلاقات الثقافية بين قطر والجزائر. في تصريح لها لوكالة الأنباء القطرية “قنا”، أكدت السيدة مريم ياسين الحمادي أن مشاركة قطر في معرض الجزائر الدولي للكتاب كضيف شرف تمثل فرصة لتعريف الجمهور الجزائري بالثقافة القطرية وإبراز الجهود المستمرة التي تبذلها الدولة في سبيل حفظ التراث وتطوير المشهد الثقافي المحلي.
تهدف وزارة الثقافة القطرية إلى تعزيز أواصر التعاون الثقافي مع الجزائر عبر التفاعل المباشر مع الجمهور، وتنظيم الأنشطة التي تساهم في نشر الثقافة القطرية وتعزيز الهوية الثقافية.
إقبال كبير على الجناح القطري في المعرض
حقق الجناح القطري في الدورة السابعة والعشرين لمعرض الجزائر الدولي للكتاب حضورًا بارزًا، حيث شهد إقبالًا كبيرًا من الزوار على أبرز الإصدارات الأدبية والفكرية للكتاب والمبدعين في قطر. يعكس هذا الإقبال الاهتمام المتزايد بالثقافة القطرية والمشاركة الفاعلة للمبدعين القطريين في المعارض الثقافية الدولية.

إلى جانب ذلك، قدمت دولة قطر مجموعة من الإصدارات التي تُعنى بالتراث الثقافي، الأدب القطري المعاصر، ودراسات في مجالات الفنون والعلوم الاجتماعية، بما يعكس التنوع الثقافي الذي تشهده قطر في شتى مجالات الحياة.
إن مشاركة دولة قطر في معرض الجزائر الدولي للكتاب وتقديم ندوة حول الاستدامة الثقافية ودعم التنوع الثقافي تُعتبر خطوة استراتيجية لتعزيز علاقات قطر الثقافية مع الدول العربية والعالمية. من خلال هذه المشاركة، تظهر قطر التزامها الراسخ في تحقيق رؤية قطر 2030 في مجال الثقافة، والتي تهدف إلى الحفاظ على التراث الثقافي وتنميته، وتعزيز التنوع الثقافي كجزء من استراتيجية مستدامة للتنمية الثقافية.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.