تسعى قطر للطاقة، بالشراكة مع شركة إكسون موبيل، إلى تعزيز ريادتها العالمية في قطاع الغاز الطبيعي المسال من خلال مشروع عملاق لـ قطر للطاقة في تكساس، الولايات المتحدة. يتمثل المشروع في تطوير محطة “غولدن باس” للغاز الطبيعي المسال، والتي تُعد أحد أكبر الاستثمارات في البنية التحتية للطاقة النظيفة على الصعيد العالمي. إلا أن المشروع واجه تحديات كبيرة أثرت على جدوله الزمني وتكلفته الإجمالية.
التحديات الكبرى التي واجهت المشروع
واجهت محطة “غولدن باس” تأخيرات كبيرة بسبب إفلاس شركة “زاكري هولدينغز”، المقاول الرئيسي للمشروع، في مايو 2024. أدى هذا الإفلاس إلى تعطيل عمليات البناء وزيادة في التكلفة الإجمالية بما لا يقل عن 2.4 مليار دولار عن الميزانية الأصلية. أثّرت الأزمة على المواعيد المحددة لإتمام المشروع، إذ كان من المفترض أن يبدأ التشغيل في نهاية عام 2024، لكنه تأجل إلى النصف الأول من 2025.

أسباب الأزمة المالية
أبرزت وثائق المحكمة أن إفلاس “زاكري” جاء نتيجة لزيادة المصاريف التشغيلية مقابل تأخر المدفوعات. كانت الشركة تنفق بين 30 و40 مليون دولار أسبوعيًا على العمليات بينما تتلقى دفعات شهرية أقل بكثير من المطلوب. زادت هذه الفجوة المالية مع توقف “غولدن باس” عن تقديم الدفعات المرحلية وتحويل الأموال مباشرة إلى الموردين في مارس 2024، مما أدى إلى إعلان الإفلاس رسميًا
دور التسوية القانونية
قدمت قطر للطاقة وإكسون موبيل تسوية قانونية لحل النزاع مع “زاكري”، مما سمح بالتخارج المنظم للشركة وإفساح المجال أمام مقاولين آخرين لتولي مهام البناء. وافقت شركة تشيودا على استكمال المشروع كمقاول رئيسي، مع اتخاذ إجراءات لدفع مستحقات الموردين
قطر للطاقة في تكساس
من المتوقع أن تبلغ الطاقة الإنتاجية لمحطة “غولدن باس” حوالي 18 مليون طن متري سنويًا. هذا يجعلها واحدة من أكبر منشآت تصدير الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة، ويعزز موقعها كمساهم رئيسي في تلبية الطلب العالمي المتزايد على الغاز المسال. يُعد المشروع جزءًا من جهود قطر للطاقة لتعزيز مكانتها كأكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم.

التأثير على الأسواق العالمية
يلعب المشروع دورًا استراتيجيًا في زيادة صادرات الغاز الطبيعي الأميركية، مما يساعد في تحقيق التوازن بين العرض والطلب العالميين. كما يوفر بديلًا أنظف للطاقة التقليدية، مما يجعله مساهمًا في التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة. تشير التوقعات إلى أن الولايات المتحدة ستعتمد بشكل متزايد على هذا النوع من المشاريع لتحقيق مكاسب اقتصادية وبيئية
استراتيجية قطر للطاقة وتوسعاتها الدولية
يُعد هذا المشروع جزءًا من استراتيجية قطر للطاقة لتوسيع استثماراتها في الأسواق العالمية، وخاصة في أميركا الشمالية. بفضل حصتها البالغة 70% في المشروع، تُظهر الشركة التزامها بتطوير بنية تحتية عالمية تعزز مكانتها في سوق الغاز الطبيعي المسال، مع تقليل بصمتها الكربونية
الخطوات المستقبلية
- الجدول الزمني المحدث: يهدف المشروع إلى بدء التشغيل في النصف الأول من 2025، مما يتيح فرصة لتقديم أول شحنات الغاز المسال إلى الأسواق العالمية في الوقت المحدد.
- التعاون مع المقاولين الجدد: تؤدي الشراكة مع شركات مثل “تشيودا” إلى تعزيز الكفاءة والسرعة في تنفيذ الأعمال المتبقية.
- زيادة الإنتاج: مع دخول محطة “غولدن باس” حيز التشغيل الكامل، يُتوقع أن تعزز الولايات المتحدة صادراتها العالمية، مما ينعكس إيجابيًا على الاقتصاد الأميركي والقطري
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.