تحل دولة قطر ضيف شرف الدورة السابعة والعشرين لمعرض الجزائر الدولي للكتاب، المقرر انطلاقه بعد غد الأربعاء ويستمر حتى 16 نوفمبر الجاري. وقد أشار محمد إيقرب، محافظ المعرض، إلى أهمية اختيار قطر كضيف شرف في هذا الحدث الثقافي البارز، وذلك في سياق إلقاء الضوء على دورها الرائد في المشهد الثقافي والفكري.
اختيار قطر في ضيف شرف
جاء اختيار قطر كضيف شرف للدورة الجديدة للمعرض كجزء من استراتيجية قطاع الثقافة والفنون في الجزائر، بقيادة سعادة الدكتورة صورية مولوجي، وزيرة الثقافة والفنون. وأوضح إيقرب أن هذا الاختيار يعكس تقدير الجزائر لدور قطر الفعال في تعزيز الثقافة العربية، حيث تعتبر قطر نموذجاً يحتذى به في الدبلوماسية الثقافية واحتضان الفنون والأدب. ولفت إلى أن العلاقات بين البلدين تتجاوز مجالات الثقافة إلى مجالات أخرى، مما يعكس عمق الروابط التاريخية.
البرنامج الثقافي القطري
أشار إيقرب إلى أن البرنامج الثقافي الذي ستقدمه قطر في المعرض يتضمن مجموعة متنوعة من الفعاليات الثقافية، بما في ذلك الندوات، والمحاضرات، وورش العمل، التي تعكس تنوع وغنى إنجازات قطر في هذا المجال. يهدف البرنامج إلى إنشاء فضاء مشترك للتعارف وتبادل الأفكار، مما يسهم في تعزيز العلاقات الثقافية بين الشعبين الجزائري والقطري. كما سيشمل البرنامج أيضاً عروضاً فنية وثقافية تسلط الضوء على التراث القطري والإبداع المعاصر.
دور المؤسسات الثقافية القطرية
نوه إيقرب بدور المؤسسات الثقافية والإعلامية القطرية في تعزيز الثقافة العربية، مشيراً إلى أن هذه المؤسسات تحظى بثقة الجزائريين بفضل المشاريع الثقافية التي تقدمها. ويعتبر ذلك مؤشراً على رغبة الجزائريين في خلق شراكات ثقافية مع إخوانهم القطريين، وهو ما يعكسه التعاون القائم في مختلف الفعاليات الثقافية التي تجمع بين البلدين. وقد ساهمت هذه المؤسسات في نشر الثقافة والفنون، وفتح آفاق جديدة للتعاون الثقافي.
العلاقات الثقافية بين قطر والجزائر
تحدث إيقرب عن العلاقات الأخوية التاريخية بين قطر والجزائر، مشيراً إلى الدعم الذي قدمته قطر للثورة الجزائرية، سواء مادياً أو معنوياً. هذه العلاقات ليست مجرد تاريخ بل هي واقع معاصر يتجسد في العديد من الفعاليات الثقافية المشتركة. وأكد أن استضافة قطر كضيف شرف في المعرض ستفتح مجالات جديدة للتعاون المثمر في المجال الثقافي، مما يسهم في تقوية الروابط بين الشعبين.
أهمية الدورة المرتقبة
تستعد الدورة السابعة والعشرون للمعرض لاستقبال حوالي 1007 عارضين، بينهم 290 عارضاً وطنياً، بالإضافة إلى مشاركات من 40 دولة حول العالم. من المتوقع أن يكون المعرض بمثابة منصة لتبادل الأفكار والخبرات الثقافية، حيث سيتضمن مجموعة متنوعة من الفعاليات والنقاشات حول مواضيع أدبية وثقافية متنوعة. كما سيساهم هذا الحدث في تعزيز مكانة الكتاب كأداة للمعرفة والتواصل بين الثقافات.
الفعاليات والأنشطة المتنوعة
ستشمل فعاليات المعرض مجموعة من الأنشطة مثل الندوات والحوارات الأدبية، مع تخصيص فضاءات مختلفة لكل موضوع، مثل فضاء فلسطين وإفريقيا. وأكد إيقرب أن البرنامج يهدف إلى تحقيق التنوع والتوازن، حيث ستتناول الندوات مواضيع ثقافية وفكرية متنوعة. كما سيُخصص برنامج خاص للأطفال يتضمن ورشات تعليمية وترفيهية، مثل المسرح وورش الرسم، مما يساهم في تشجيع الجيل الجديد على الاهتمام بالثقافة والأدب.
الآثار الثقافية للمعرض
يتوقع إيقرب أن تترك مشاركة قطر في المعرض أثراً طيباً لدى زائريه، حيث سيتمكن الزوار من اكتشاف المنجزات الأدبية والنشاطات الثقافية التي تعكس رقي الثقافة القطرية. ومن المتوقع أن تُسهم هذه المشاركة في تعزيز الحوار الثقافي بين الشعوب العربية، مما يدعم مساعي الارتقاء بالفكر والثقافة في المنطقة.
تعد مشاركة قطر في معرض الجزائر الدولي للكتاب فرصة لتعزيز التعاون الثقافي بين البلدين، وتقديم صورة مشرقة عن الثقافة القطرية وإبداعاتها. ومن المتوقع أن يحقق المعرض نجاحاً كبيراً، مما يعكس تطلعات الشعوب نحو المزيد من التعاون الثقافي والفكري. وبما أن المعرض يتزامن مع الذكرى السبعين لثورة التحرير الجزائرية، فإن هذه المناسبة ستضيف بُعداً تاريخياً مميزاً على الفعاليات، مما يعكس عمق العلاقات التاريخية والثقافية بين الجزائر وقطر.