شهدت سواحل مدينة عدن اليمنية أواخر أبريل 2025 حادثة مأساوية تمثلت في انقلاب سفينة شحن صغيرة كانت محملة برؤوس الأغنام خلال رحلتها من الصومال إلى اليمن، وغرق مليوني رأس غنم قبالة سواحل عدن.
ووفق شهادات محلية، كانت السفينة متجهة إلى ميناء عدن عندما تعرضت لمشاكل بسبب الحمولة الزائدة وسوء تجهيزات السلامة، ما أدى إلى غرق جزء كبير من الشحنة، وسط محاولات يائسة من الصيادين المحليين لإنقاذ الماشية الناجية.
تفاصيل الحادثة البحرية قبالة عدن
بعد التحريات التي أجراها فريق “دوحة 24” وخلافًا لما تم تداوله على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الإخبارية، فإن الرقم المتعلق بنفوق مليوني رأس غنم لا يمت للحقيقة بصلة. أكدت مصادر بحرية يمنية وتقارير إخبارية موثوقة، مثل ما نقلته وكالة “سبأ” للأنباء وعدد من المنصات المحلية، أن السفينة كانت تحمل ما بين 2000 إلى 2500 رأس فقط. هذه المعلومات جاءت استنادًا إلى تصريحات من مسؤولين في خفر السواحل اليمني وشهود عيان من المنطقة.

غرق مليوني رأس غنم: كيف انتشرت المعلومة المغلوطة؟
مع انتشار خبر الحادثة، سارعت بعض الصفحات الإخبارية وحسابات التواصل الاجتماعي إلى تضخيم الأرقام، حيث تم تداول أعداد خيالية وصلت إلى مليون ومليوني رأس غنم دون أي توثيق أو تأكيد رسمي. هذا التضخيم يعكس ظاهرة شائعة على الإنترنت تتمثل في نشر أخبار مثيرة لجذب التفاعل دون الالتفات إلى دقة المعلومات أو مصداقيتها.
أسباب انقلاب السفينة
أظهرت التحقيقات الأولية وشهادات الصيادين أن السفينة لم تكن مصممة أصلًا لنقل أعداد كبيرة من المواشي، إذ افتقرت إلى معايير السلامة المطلوبة، وهو ما أدى إلى اختلال توازنها تحت ضغط الحمولة الزائدة. كما ساهمت حالة الطقس المتقلبة والأمواج العالية في تفاقم الموقف، لتتحول الرحلة إلى كارثة بحرية كان من الممكن تفاديها لو توفرت إجراءات أمان كافية.
موقف السلطات المحلية
حتى اللحظة، لم تصدر السلطات البحرية اليمنية بيانًا تفصيليًا رسميًا عن أسباب الحادثة أو الحصيلة النهائية للخسائر، فيما أكد مسؤولون أن تحقيقًا شاملاً جارٍ لمعرفة الملابسات الكاملة ولتحديد المسؤوليات. في المقابل، طالب ناشطون بضرورة تشديد الرقابة على حركة السفن الصغيرة وتحسين معايير السلامة البحرية للحد من تكرار مثل هذه الحوادث.
حادثة مشابهة: شائعة غرق أغنام عيد الأضحى في الجزائر
لم تقتصر ظاهرة تضخيم الأخبار حول غرق المواشي على حادثة سواحل عدن، بل شهدت الجزائر خلال أبريل 2025 تداولًا واسعًا لشائعة مشابهة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ادعت أن باخرة قادمة من رومانيا محمّلة بأغنام عيد الأضحى قد غرقت قبالة السواحل الجزائرية. وسرعان ما انتشرت الصور والمقاطع المفبركة، ما أثار حالة من القلق بين المواطنين.
غير أن وزارة الفلاحة الجزائرية سارعت إلى نفي الخبر رسميًا، مؤكدة أن شحنة الأغنام وصلت بسلام إلى ميناء الجزائر العاصمة، وأن كل ما يتم تداوله مجرد إشاعات لا أساس لها من الصحة تهدف إلى بث البلبلة مع اقتراب موسم الأعياد. وأكدت الوزارة أن عمليات الاستيراد تخضع لرقابة صارمة وتشترط تطبيق معايير السلامة والنقل الصحي للمواشي.
هل غرقت فعلاً مليونا رأس غنم نواحي عدن؟
لا صحة للأخبار التي تحدثت عن غرق مليوني رأس غنم قبالة سواحل عدن. الرقم الحقيقي يتراوح بين 2000 و2500 رأس غنم فقط، وفق تأكيدات مصادر بحرية وتقارير إخبارية موثوقة. الحادثة تعكس أهمية التصدي لموجات التضليل الرقمي والاعتماد على الأخبار المستقاة من مصادر رسمية وموثوقة.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.