في ظل الدمار الكبير الذي خلفه العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، يستأنف مستشفى الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني للتأهيل والأطراف الصناعية تقديم خدماته الإنسانية مجددًا، بدعم من صندوق قطر للتنمية. ورغم الأضرار التي لحقت بالمرافق الصحية في القطاع، تمكن المستشفى من إعادة تشغيل أقسامه تدريجيًا، ليستمر في تقديم العلاج والتأهيل للمرضى والجرحى الذين تتزايد أعدادهم مع استمرار الأزمة.
مستشفى حمد للتأهيل والأطراف الصناعية في غزة
تعرضت العديد من المنشآت الصحية في غزة لأضرار بالغة خلال العدوان، وكان مستشفى حمد واحدًا من المرافق التي تأثرت بشكل مباشر. ومع ذلك، سارعت إدارة المستشفى بالتعاون مع الجهات القطرية والدولية إلى إعادة تأهيل المبنى وإصلاح المعدات الطبية المتضررة. وقد بدأت أعمال إعادة الإعمار فور انتهاء العمليات العسكرية، وشملت إزالة الأنقاض، واستعادة الخدمات الأساسية، والتأكد من جاهزية الأطراف الصناعية والعلاج الطبيعي لمرضى البتر والإصابات الحركية.

وقد نشرت الصفحة الرسمية للمستشفى صورًا توضح حجم الأضرار والجهود المبذولة لإعادة تشغيل المرافق الصحية، حيث يسابق العاملون الزمن لإعادة استقبال المرضى وتوفير خدمات إعادة التأهيل للجرحى الذين يحتاجون إلى أطراف صناعية أو برامج علاج طبيعي مكثفة.
أهمية المستشفى في النظام الصحي بغزة
منذ افتتاحه عام 2019، يُعد مستشفى حمد للتأهيل والأطراف الصناعية أحد أهم المشاريع الصحية في قطاع غزة، حيث يوفر خدمات متخصصة غير متاحة في العديد من المستشفيات الأخرى. ويتميز المستشفى بتقديم خدمات التأهيل الحركي، والعلاج الطبيعي، وتركيب الأطراف الصناعية الحديثة، مما يجعله مركزًا أساسيًا لدعم الجرحى وذوي الاحتياجات الخاصة.
ويعتبر المستشفى الأول من نوعه في فلسطين المتخصص في مجال الأطراف الصناعية والتأهيل الحركي، حيث يخدم مئات المرضى سنويًا، خاصة من المصابين جراء الحروب والاعتداءات الإسرائيلية، أو من يعانون من إعاقات جسدية بسبب الأمراض المزمنة والحوادث.
خدمات المستشفى وبرامجه العلاجية
يقدم مستشفى حمد مجموعة من الخدمات العلاجية والتأهيلية التي تشمل:
- تركيب الأطراف الصناعية الحديثة: باستخدام أحدث التقنيات لمساعدة المصابين على استعادة القدرة على المشي والحركة.
- إعادة التأهيل الحركي: عبر برامج علاجية متقدمة تستهدف تحسين قدرة المرضى على أداء الأنشطة اليومية.
- الدعم النفسي والاجتماعي: لمساعدة المصابين على التأقلم مع حياتهم الجديدة بعد فقدان أطرافهم أو تعرضهم لإصابات بليغة.
- العلاج الطبيعي والتدريبات الحركية: التي تهدف إلى تقوية العضلات وتسهيل حركة المرضى.
التزام قطر بدعم القطاع الصحي في فلسطين
يأتي الدعم القطري لمستشفى حمد ضمن جهود صندوق قطر للتنمية في تعزيز الخدمات الصحية في غزة، حيث تواصل الدوحة تقديم المساعدات المالية واللوجستية لإعادة تشغيل المرافق الصحية، ودعم برامج التأهيل لذوي الإصابات الخطيرة.
وسبق أن قدمت قطر العديد من المبادرات لدعم النظام الصحي الفلسطيني، من بينها:
- توفير المعدات الطبية والأدوية للمستشفيات في غزة.
- إرسال فرق طبية متخصصة لتدريب الطواقم الطبية المحلية.
- تمويل برامج علاجية لإعادة تأهيل جرحى الحروب.
وفي هذا السياق، أكدت السيدة فاطمة حسن الرميحي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام، على أهمية دعم المستشفى، قائلة:
“إن استمرار تشغيل مستشفى حمد يعكس التزام قطر بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، ويعزز قدرة القطاع الصحي في غزة على تقديم الرعاية الطبية اللازمة رغم التحديات المتزايدة.”
تحديات القطاع الصحي في غزة وضرورة الدعم المستمر
يواجه القطاع الصحي في غزة أزمات متفاقمة بسبب الحصار المستمر، حيث تعاني المستشفيات من نقص الأدوية، والمعدات الطبية، والوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية. ويؤدي هذا الوضع إلى تفاقم معاناة المرضى، خاصة الجرحى الذين يحتاجون إلى رعاية طويلة الأمد.
وفي ظل هذه التحديات، يشكل مستشفى حمد للتأهيل والأطراف الصناعية بارقة أمل للعديد من المصابين، حيث يوفر لهم فرصة لاستعادة حياتهم الطبيعية من خلال التأهيل والدعم الطبي المتخصص.
مستقبل المستشفى: توسيع الخدمات واستمرار الرعاية
مع استئناف المستشفى لخدماته، هناك خطط مستقبلية لتوسيع نطاق الرعاية الطبية، من خلال:
- زيادة عدد المرضى المستفيدين من خدمات التأهيل.
- توسيع برامج التدريب للأطباء والممرضين لتحسين جودة الرعاية.
- تعزيز التعاون مع المؤسسات الدولية لتوفير أحدث تقنيات الأطراف الصناعية والعلاج الطبيعي.
يأمل أهالي غزة في أن تستمر المبادرات القطرية والدولية في دعم القطاع الصحي، لضمان تقديم الرعاية الطبية لآلاف المحتاجين، وتعزيز قدرة المستشفيات على مواجهة الأزمات المستقبلية.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.