تُعد التمور من أهم الفواكه الاستوائية التي تحظى بشعبية واسعة في العالم العربي والإسلامي، حيث يُستهلك بكميات كبيرة، خاصة خلال شهر رمضان المبارك. وترتبط التمور بالعديد من القيم والتقاليد، إذ ترمز إلى الكرم، الضيافة، والازدهار، مما جعلها جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية للمنطقة. حيث تتنافس عدد من الدول العربية على المرتب الأولى لكن مصر تتصدر إنتاج التمور عالميًا في 2025
مصر تتصدر إنتاج التمور عالميًا
وفقًا لإحصائيات منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)، بلغ الإنتاج العالمي من التمور حوالي 9.82 مليون طن في عام 2023. ويعكس هذا الرقم الدور المهم الذي تلعبه التمور في الأنظمة الغذائية والاستثمارات الزراعية في العديد من الدول، خصوصًا تلك التي تتمتع بمناخ صحراوي مناسب لزراعة النخيل.

مصر في صدارة إنتاج التمور عالميًا
تحتل مصر المرتبة الأولى عالميًا في إنتاج التمور، حيث بلغ إنتاجها في عام 2023 نحو 1.87 مليون طن، أي ما يمثل حوالي 19% من إجمالي الإنتاج العالمي. وقد استطاعت مصر تحقيق هذا الرقم بفضل الظروف المناخية المثالية لزراعة النخيل، إضافة إلى المبادرات الحكومية الداعمة لتوسيع الرقعة الزراعية المخصصة لهذه الزراعة.
وتُعد محافظة الوادي الجديد، إلى جانب مناطق النخيل في أسوان والواحات البحرية، من أكبر المناطق المنتجة للتمور في مصر. وقد زاد الاهتمام بزراعة الأصناف الفاخرة مثل المجدول والبارحي لتحسين جودة الإنتاج وزيادة القدرة التنافسية في الأسواق العالمية.
ترتيب الدول المنتجة للتمور
إلى جانب مصر، هناك عدد من الدول التي تعد من كبار المنتجين للتمور على مستوى العالم:
- مصر – 1.87 مليون طن
- المملكة العربية السعودية – 1.64 مليون طن
- الجزائر – 1.32 مليون طن
- إيران – 1.25 مليون طن
- الإمارات العربية المتحدة – 1.05 مليون طن
- العراق – 0.90 مليون طن
- السودان – 0.84 مليون طن
- تونس – 0.78 مليون طن
- المغرب – 0.74 مليون طن
- ليبيا – 0.68 مليون طن
الاستثمارات المصرية في قطاع التمور
تعمل مصر على تعزيز مكانتها في قطاع التمور عبر إطلاق العديد من المشاريع التي تهدف إلى تحسين جودة الإنتاج وزيادة الصادرات، ومن أبرز هذه المشروعات:
- مشروع مزرعة توشكى، الذي يضم أكثر من 2.3 مليون نخلة، ويتمحور حول إنتاج التمور الفاخرة القابلة للتصدير.
- المدينة الصناعية للتمور في الوادي الجديد، والتي تُعد مركزًا رئيسيًا لمعالجة وتعبئة التمور لتلبية الطلب العالمي.
- التوسع في زراعة التمور العضوية، التي تحظى بإقبال متزايد في الأسواق الأوروبية.
الابتكار في قطاع التمور
لم يقتصر الاهتمام بالتمور على زراعتها فقط، بل امتد ليشمل الابتكار في المنتجات التحويلية. ففي نوفمبر 2024، أطلقت السعودية مشروب “ميلاف كولا”، وهو أول مشروب غازي عالمي مصنوع من التمور. ويُعد هذا الابتكار نموذجًا يحتذى به في استغلال التمور بطرق جديدة تزيد من قيمتها الاقتصادية.
التحديات التي تواجه قطاع التمور في مصر
على الرغم من ريادة مصر في إنتاج التمور، إلا أن هناك بعض التحديات التي تواجه هذا القطاع، ومن أبرزها:
- ضعف القدرة التصديرية: لا تصدر مصر سوى 5% فقط من إنتاجها السنوي، في حين أن هناك طلبًا عالميًا متزايدًا على التمور.
- منافسة الأسواق الخليجية: حيث تمتلك السعودية والإمارات استراتيجيات تسويقية قوية تُعزز من حصتهما في الأسواق العالمية.
- نقص الاستثمارات في التصنيع الغذائي: إذ تظل معظم التمور تُباع كمنتج خام، بينما يمكن استغلالها في إنتاج مشتقات غذائية وصناعية ذات قيمة مضافة.
التطلعات المستقبلية
تسعى الحكومة المصرية إلى زيادة نسبة الصادرات من التمور، خصوصًا من خلال تحسين عمليات التعبئة والتغليف، ورفع مستوى الجودة، فضلاً عن التركيز على زراعة الأصناف المطلوبة عالميًا. كما يتم العمل على تسهيل فتح أسواق جديدة في أوروبا وآسيا عبر تطوير معايير السلامة والجودة.
تواصل مصر تصدرها قائمة الدول المنتجة للتمور عالميًا، مدعومة بمناخها المناسب، ومشاريعها الطموحة في زراعة وتطوير صناعة التمور. ومع التحسينات المستمرة في جودة الإنتاج والتوسع في الأسواق الدولية، من المتوقع أن تلعب مصر دورًا متزايد الأهمية في صناعة التمور خلال السنوات القادمة.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.