حركة حماس: ندعو شعوب أمتنا إلى الزحف نحو فلسطين

في ظلّ التصعيد المتواصل والحصار الخانق على قطاع غزة، وجّه خليل الحية، رئيس حركة حماس في القطاع، سلسلة من التصريحات الحادّة التي حملت نداءات استغاثة وانتقادات واسعة للمجتمعَين العربي والدولي، داعيًا شعوب أمّتنا إلى الزحف نحو فلسطين، ومحذّرًا من أنّ غزة “تُباد تحت سمع وبصر العالم“، ومتهمًا إسرائيل بالانسحاب من المفاوضات بهدف كسب الوقت وتوسيع العدوان.

“صرخات غزة أمانة لن نفرط بها”

استهل الحية حديثه بتأكيد التزام حركته بمسؤولياتها تجاه سكان القطاع، قائلاً:

“تضحيات أهل غزة وصرخاتهم أمانة في أعناقنا لن نفرط فيها أبداً، والكلمات عاجزة عن التعبير عن هول معاناة أهلنا في قطاع غزة”.

وأشار إلى أن شعب غزة “يواجه حرب إبادة وتجويع لم يسبق لها مثيل”، وسط غياب فعلي لأي تحرك حقيقي لوقف الكارثة الإنسانية.

نداء إلى مصر: “غزة لن تموت جوعاً”

وخصّ الحية مصر بنداء مباشر، قائلاً:

“نقول لأهلنا في مصر، قيادة وجيشاً وشعباً وأزهر وكنيسة، نتطلع إلى مصر العظيمة أن تعلن أن غزة لن تموت جوعاً”.
“أيموت إخوانكم في غزة من الجوع على مقربة منكم؟”.

كما عبّر عن أمل الشعب الفلسطيني في مواقف داعمة أكثر وضوحاً، قائلاً إن “الرهان على مصر كبير لما لها من دور محوري وتاريخي تجاه القضية الفلسطينية”.

دعم من الأردن… وانتظار من الشعوب

وفي خطابه إلى الأردن، قال الحية:

“نقول لأهلنا في الأردن إن شعبنا ينتظر منكم مواصلة هبتكم الشعبية ومواصلة جهودكم نصرة له”.

ووسّع نداءه ليشمل علماء الأمة ومفكريها، داعياً إياهم إلى ممارسة دورهم الحقيقي في قيادة الجماهير:

“ندعو علماء الأمة إلى ممارسة دورهم الحقيقي في قيادة جماهير الأمة”.

دعوة إلى الشعوب: “التحرك لا القول”

وأضاف:

“نقول لشعوب أمتنا إن غزة وأهلها يناشدون فيكم نخوة العرب وأصالة الإسلام وينتظرون فعلاً لا قولاً”.
“ندعو جماهير الأمة للتعبير عن الغضب الكامن في صدورهم بكل الوسائل، ونخص شعوب الدول المجاورة لفلسطين”.

كما دعا إلى اتخاذ خطوات احتجاجية ميدانية ضد الاحتلال:

“ندعو شعوب أمتنا، خاصة في جوار فلسطين، إلى الزحف نحو فلسطين برّاً وبحراً، وحصار السفارات، وتفعيل المقاطعة”.

قطع العلاقات مع الاحتلال

وطالب الحية الأنظمة العربية والإسلامية بالقطع التام للعلاقات مع إسرائيل، معتبراً أن استمرار التعامل مع الاحتلال بمثابة “تواطؤ صامت”:

“ندعو دول ومكونات الأمة العربية والإسلامية إلى قطع كل أشكال العلاقات مع الكيان الصهيوني”.

وتساءل مستنكراً:

“أليس من المؤلم أن يحصل المحتل على دعم لا محدود بينما لا تمتد لشعبنا يد تدعمه حتى لو بالطعام؟”.
“أما آن الأوان لتتحرك الأمة عملياً لكسر الحصار وإيصال الغذاء والدواء للنساء والأطفال في غزة؟”.

خذلان الأمة… ونداء لا ينتظر التأجيل

وحذّر الحية من تفاقم الشعور بالخذلان داخل الشارع الفلسطيني:

“لا يتفهم أحد من شعبنا أن تبقى أمتنا العظيمة بكل ما تملكه من قدرات عاجزة أمام حرب الإبادة والتجويع”.
“نقول لأمتنا العربية والإسلامية إن شعبنا يشعر بحالة كبيرة من الخذلان تحت تجويع ومجازر فاقت كل تصور”.

انسحاب الاحتلال من المفاوضات: “مكيدة سياسية”

وفي سياق آخر، عبّر الحية عن استغرابه من موقف إسرائيل الأخير تجاه جولة المفاوضات الأخيرة، قائلاً:

“انسحاب الاحتلال من جولة المفاوضات خطوة مكشوفة هدفها حرق الوقت والمزيد من الإبادة”.
“فوجئنا بانسحاب الاحتلال وتساوقه مع المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف”.

وأوضح أن حماس تجاوبت بشكل مسؤول مع الوسطاء في ملفات أساسية:

“في جولة التفاوض الأخيرة توافقنا مع ما عرضه علينا الوسطاء في ملف الانسحاب والأسرى والمساعدات”.
“حققنا تقدماً واضحاً وتوافقنا إلى حد كبير مع ما عرضه علينا الوسطاء”.
“تجاوبنا مع الوسطاء في كل المحطات فيما عرض علينا”.

مقاومة مستمرة رغم الألم

وختم الحية بالتأكيد على استمرار المقاومة، رغم الضغوط والدمار، قائلاً:

“خضنا مفاوضات شاقة وقدمنا كل مرونة ممكنة لا تتعارض مع ثوابت شعبنا”.
“قيادة المقاومة سخّرت كل ما لديها من أدوات وعلاقات على مدار 22 شهراً في سبيل وقف العدوان على أهل غزة”.

كما توجّه بالتحية للمقاومين على الأرض:

“يا أبناء كتائب القسام وسرايا القدس وفصائل المقاومة، ما تقومون به أفشل عملية عربات غدعون للعدو”.

وختم بتوجيه اتهام مباشر للقيادة العسكرية الإسرائيلية:

“رئيس أركان العدو يغطي على فشل جيشه بالإبادة الجماعية”.