إبراهيم الفردان

إبراهيم الفردان لـ “دوحة 24”: مررنا بوقت صعب جدًا

في لقاء خاص مع “دوحة 24″، استعرض رجل الأعمال حسين إبراهيم الفردان مسيرته المهنية الحافلة بالإنجازات والتحديات في عالم المال والتجارة، بدءًا من عمله في أول بنك افتتح في قطر وصولًا إلى تأسيس واحدة من أبرز الشركات الاستثمارية في المنطقة.

إبراهيم الفردان من موظف بنكي إلى رائد أعمال

إبراهيم الفردان مع تجار اللؤلؤ
إبراهيم الفردان مع تجار اللؤلؤ

بدأ الفردان مسيرته المهنية كموظف صغير في “البنك الشرقي المحدود” (Eastern Bank Limited)، أول بنك افتُتح في قطر. ورغم تواضع الوظيفة، إلا أنها كانت بوابة تعلّم أساسية له، حيث اكتسب من خلالها معرفة بالإدارة المالية والعمليات المصرفية، كما تعلم اللغة الإنجليزية التي فتحت له آفاقًا جديدة في عالم الأعمال.

يصف الفردان تجربته في البنك قائلًا:

“لقد كانت تلك السنوات القليلة بمثابة مدرسة وجامعة وخبرة مهنية متكاملة. لقد تعلمت الكثير عن طبيعة السوق المحلية والتجارة، وكان ذلك دافعًا لي للتفكير في دخول عالم التجارة تدريجيًا.”

بعد عامين فقط من العمل في البنك، بدأ الفردان في التعرف على تجار السوق عن قرب، ما مكنه من استيعاب آليات العمل التجاري في قطر، ليبدأ أولى خطواته الاستثمارية من خلال متجر صغير لبيع الذهب واللؤلؤ والمجوهرات.

هل كان الوالد المرحوم حسين طواشاً كبيراً؟

كان والدي، رحمه الله، طواشاً وجوهرجياً وخبيراً في اللؤلؤ، وكان يُعرف أيضاً بـ”العميل”، وهو مصطلح يشير إلى قدرته على اكتشاف اللآلئ المخفية داخل المحار بعد فتحه وتقشيره. هذه المهارة الدقيقة تتطلب خبرة فائقة لتجنب خدش اللؤلؤة. كان والدي يُعد الخبير الأول في هذا المجال، حتى أطلق عليه لقب “جراح اللؤلؤ”، واشتهر باسمه في جميع أنحاء الخليج.

لوحة تجسد الطواش ابراهيم وابنه حسين
لوحة تجسد الطواش ابراهيم وابنه حسين

تأثير انهيار تجارة اللؤلؤ على العائلة

رغم أن الفردان نشأ في عائلة ثرية، إلا أن تجارة عائلته تأثرت بشدة بسبب انهيار سوق اللؤلؤ، الذي كان يعدّ أحد أعمدة الاقتصاد في منطقة الخليج قبل اكتشاف النفط.

يوضح الفردان هذا التأثير قائلًا:

“صحيح أن عائلتنا كانت غنية، لكننا تأثرنا كما تأثر كل التجار في الخليج ممن كانوا يعملون في تجارة اللؤلؤ. عندما انهارت هذه التجارة، مررنا بوقت صعب جدًا.”

هذا التحدي كان دافعًا إضافيًا له لخوض تجربة جديدة في عالم التجارة، متجاوزًا التحديات التي واجهتها عائلته في ذلك الوقت.

تكريم رجل الأعمال حسين إبراهيم الفردان
تكريم رجل الأعمال حسين إبراهيم الفردان

التحديات والمخاطر في عالم الأعمال

يؤمن الفردان بأن أي مشروع تجاري ينطوي على مخاطر، مؤكدًا أنه شخصيًا واجه العديد من التحديات خلال رحلته في عالم الأعمال.

“كل عمل فيه مخاطر، أي عمل فيه مخاطرة. ولكن الإنسان يتعلم من التجارب ويتجاوز الصعوبات بالإصرار والعمل الجاد.”

ورغم بعض الإخفاقات، استطاع الفردان تطوير استثماراته، ما جعله واحدًا من أبرز رجال الأعمال في قطر والمنطقة.

مشروع جزيرة اللؤلؤة: من حلم إلى واقع

يعد مشروع “جزيرة اللؤلؤة” أحد الإنجازات التي يفتخر بها الفردان، والذي بدأ كفكرة بسيطة وتحول إلى مشروع ضخم يجسد رؤية طموحة.

خلال غزو الكويت، كان الفردان يزور السافلية، حيث لاحظ وجود محار بكثرة في المنطقة. وأثناء اصطحابه لبعض الأجانب في رحلات بحرية، لاحظ أن المنطقة تمتلك مقومات طبيعية فريدة يمكن الاستفادة منها.

بداية الأشغال في جزيرة اللؤلؤة
بداية الأشغال في جزيرة اللؤلؤة

يقول الفردان عن تلك اللحظة:

“كانت المنطقة مليئة بالمحار، وكان بإمكاننا الغوص وجمعه بسهولة. فكرت مع أحد المهندسين المتميزين في كيفية الاستفادة من هذه المنطقة، رغم أنها كانت صخرية وتعاني من المد والجزر.”

عرض الفردان الفكرة على سمو الأمير الوالد، الذي أبدى إعجابه بها ودعم تنفيذها، ما أدى إلى تأسيس شركة وطنية مساهمة لإدارة المشروع. واليوم، أصبحت “اللؤلؤة” واحدة من أبرز الوجهات السياحية والاستثمارية في قطر والعالم.

تنويع الاستثمارات وتوسيع نطاق الأعمال

لم يقتصر نشاط الفردان على قطاع المجوهرات واللؤلؤ، فقد كان يدرك دائمًا أهمية تنويع مصادر الدخل لضمان الاستدامة في عالم الأعمال.

“بدأت رحلتي في الاستثمار بمجال المجوهرات، لكنني أدركت أهمية التوسع، فدخلت في مجالات أخرى مثل استيراد المواد الغذائية، وتجارة الساعات، والصرافة، والعقارات، وحتى الاستثمار في الأراضي.”

هذا التنوع في الاستثمارات جعله قادرًا على التكيف مع التغيرات الاقتصادية وضمان استمرارية أعماله على مدار العقود.

علاقة الفردان بالقيادة القطرية

يكنّ الفردان احترامًا كبيرًا لسمو أمير دولة قطر، مؤكدًا أن علاقة عائلته بحكام قطر تمتد لعقود طويلة.

“نحن نكنّ كل الاحترام والولاء لسمو الأمير. علاقتنا بحكام قطر قديمة ومبنية على الاحترام والتقدير المتبادل. والدي وجدي كانت لهم علاقات طيبة مع الحكام السابقين، وهذا الولاء مستمر حتى اليوم.”

يرى الفردان أن هذه العلاقة مبنية على الثقة والتقدير، وهو ما عزز من دوره في المشهد الاقتصادي القطري.

إبراهيم الفردان مع سمو أمير دولة قطر
إبراهيم الفردان مع سمو أمير دولة قطر

التعلم من التجارب

عند سؤاله عن أي قرار خاطئ اتخذه في حياته، أكد الفردان أن ريادة الأعمال تعتمد على المخاطرة، وأنه يتقبل المكاسب والخسائر بروح رياضية.

“أنا رجل أعمال، في بعض الأحيان أربح، وفي أحيان أخرى أخسر. لا أشعر بالندم على خسارة أموالي، ولكنني أشعر بالأسف إذا تأثرت أعمال الآخرين بسببي. بالنسبة لي، المال يأتي ويذهب، لكن مسؤولية الحفاظ على حقوق الآخرين هي الأهم.”

إبراهيم الفردان مع ابنته سيدة الأعمال عائشة الفردان

الإرث والمستقبل

رغم كل ما حققه الفردان من نجاحات، إلا أنه لا يزال يطمح للمزيد، ويرى أن التحديات لا تتوقف أبدًا.

“التجارة ليست مجرد وسيلة لكسب المال، بل هي رحلة مستمرة من التعلم والتطوير. المستقبل مليء بالفرص، والمهم هو الاستعداد لها بروح الابتكار والعمل الجاد.”

الرابط المختصر: doha24.net/s/g1

اشترك في قائمتنا البريدية واحصل على آخر المنشورات لحظة ورودها