في تحرك احترازي يعكس قراءة دقيقة للمتغيرات الاقتصادية العالمية، أعلنت الخطوط الجوية القطرية عن تنفيذ خطة استراتيجية لتخزين كميات كبيرة من قطع غيار الطائرات، في محاولة لحماية عملياتها من تداعيات قرارات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الخاصة بالرسوم الجمركية، وتأثيرها على سلاسل التوريد الدولية.
وقبل أشهر أعلن ترامب، عن فرض رسوم جمركية على معظم دول العالم، في إطار مواجهة ما وصفه بالخلل التجاري غير العادل، في إشارة إلى حجم الاستيراد والتصدير في التجارة مع الولايات المتحدة.
استعداد استباقي لمواجهة تقلبات الأسواق
أكد الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية بدر المير، في تصريحات أدلى بها لقناة بلومبيرغ التلفزيونية من الدوحة، أن الشركة تمكنت من تأمين مخزون كافٍ من قطع الغيار اللازمة لتلبية احتياجات أسطولها المتنامي.

واعتبر المير أن هذه الخطوة ضرورية لضمان استمرار العمليات التشغيلية بمرونة، في ظل المخاوف من الزيادات الجمركية.
وأضاف: “سيكون من غير الواقعي القول إن هذه الرسوم لن تؤثر علينا، فهي بطبيعة الحال تنعكس على سلاسل الإمداد والشحن الجوي.”
ورغم هذه التحديات، أشار المير إلى أن الطلب على الرحلات لا يزال قويًا بما يكفي للحفاظ على استقرار أسعار التذاكر، دون تحميل المسافرين أي أعباء إضافية.
انعكاسات سياسة ترامب على الصناعات الجوية
تأتي تصريحات بدر المير وسط استمرار تأثيرات السياسات الجمركية الأمريكية، التي تصاعدت مع قرارات إدارة الرئيس دونالد ترامب بفرض رسوم على أغلب الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، وأسفر ذلك عن ارتفاع أسعار قطع الغيار وتهديد بزيادة الرسوم على الطائرات الجديدة، في وقت تشهد فيه بعض الأسواق، خاصة الأمريكية، تراجعًا في الطلب نتيجة التضخم واضطرابات الأسواق المالية.

وتواصل الخطوط الجوية القطرية إثبات مكانتها العالمية عبر تحديها للقيود الاقتصادية، بما في ذلك الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على بعض المنتجات والخدمات. وأكدت الشركة أنها مستمرة في توسيع شبكتها وتعزيز شراكاتها الدولية رغم هذه السياسات، متمسكة بنهجها القائم على الجودة والابتكار لضمان تقديم أفضل الخدمات لمسافريها حول العالم.
ثبات أسعار تذاكر الخطوط القطرية
في سياق متصل، أوضح بدر المير، أن القطرية لا تعتزم رفع أسعار التذاكر، بالرغم من الزيادة الواضحة في تكاليف التشغيل، مرجعا ذلك إلى رغبة الشركة في الحفاظ على تنافسيتها، رغم أنها تتحمّل بالفعل نفقات إضافية بسبب تنوع أسطولها المشترك بين “إيرباص”و”بوينغ”، ما يزيد من متطلبات الصيانة وبرامج التدريب.
توحيد الأسطول وتحديث المقصورات
كشف بدر المير عن توجه الخطوط القطرية نحو اعتماد طائرات “إيرباص A320” وعائلتها ضمن فئة الطائرات ذات الممر الواحد، تمهيدًا لسحب طائرات “بوينغ 737” المستأجرة من الخدمة.
وكانت وكالة “بلومبرغ” قد أفادت في ديسمبر الماضي بأن القطرية تدرس إلغاء صفقة طائرات ضيقة البدن من “بوينغ”، والتي تم التعاقد عليها أثناء خلاف سابق مع “إيرباص”، وبعد تجاوز الأزمة حصلت الشركة على طلبية تشمل نحو 60 طائرة “A321neo”، ما يدعم خططها المستقبلية.

صفقة طائرات جديدة مرتقبة
كما أعلن المير عن قرب توقيع صفقة ضخمة لشراء طائرات عريضة البدن، في خطوة تعزز مكانة المنطقة كمركز استراتيجي لصناعة الطيران العالمية، خاصة مع الطموحات الاستثمارية الكبيرة التي تشهدها أسواق مثل السعودية.
مواجهة تأخر تسليم طائرات 777X
ومع استمرار تأخر تسليم طائرات “بوينغ 777X” حتى 2026، لجأت الخطوط القطرية إلى تحديث مقصورات طائرات “إيرباص A350″، وتزويدها بمقاعد “Q-Suite” المطورة لدرجة رجال الأعمال، كحل مؤقت يواكب متطلبات المسافرين، وهذا التوجه توجه سارت عليه شركات أخرى أيضًا، لتعويض تأخير تسلّم الطائرات الجديدة.
الخطوط القطرية: جوائز عالمية
تتمتع الخطوط القطرية بمكانة رائدة في صناعة الطيران العالمية، إذ رسخت حضورها كواحدة من أفضل شركات الطيران في العالم من حيث الخدمة وجودة التجربة.
وحصدت الخطوط القطرية عبر مسيرتها سلسلة من الجوائز المرموقة، أبرزها جائزة أفضل شركة طيران في العالم من مؤسسة “سكاي تراكس” عدة مرات، كان آخرها في عام 2024، وجوائز أفضل درجة رجال أعمال، وأفضل صالة ركاب، وأفضل طاقم ضيافة في الشرق الأوسط.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.