قطر عاصمة عالمية للسياحة، هذا ما أكدته وكالة “بلومبيرغ” في تقرير حديث حيث أوضحت أن دولة قطر نجحت في ترسيخ مكانتها كعاصمة للسياحة الرياضية على المستوى العالمي، محققةً طفرة نوعية بعد تنظيم كأس العالم لكرة القدم 2022. ووفقًا للتقرير، شهدت قطر ارتفاعًا ملحوظًا في أعداد الزوار الدوليين، حيث استقبلت نحو 5.1 ملايين سائح في عام 2024، مسجلة زيادة قدرها 25% مقارنة بعام 2023. هذه الأرقام تعكس نجاح الاستراتيجية السياحية التي انتهجتها الدولة، والتي جعلتها وجهة رئيسية لعشاق الرياضة والسياحة الفاخرة.
قطر عاصمة عالمية للسياحة
وأضافت “بلومبيرغ” أن قطر استقبلت ما يقرب من مليوني زائر خلال الشهور الأولى من عام 2025، مما عزز التفاؤل بتحقيق الأهداف الموضوعة لقطاع السياحة قبل الموعد المحدد. وفي مقابلة أجريت مع عبد العزيز علي المولوي، الرئيس التنفيذي لـ “زوروا قطر” في دبي، صرّح قائلاً: “كان هدفنا لعام 2030 هو استقبال ما بين 6 إلى 7 ملايين زائر، لكنني أعتقد أننا سنحقق هذا الرقم في وقت أقرب”، مؤكدًا أن الدولة تسعى إلى تعزيز مكانتها كوجهة رياضية عالمية.

استضافة فعاليات رياضية كبرى
استمرارًا لدورها البارز في استضافة الفعاليات الكبرى، تستعد قطر لتنظيم أكبر نسخة من كأس العالم تحت 17 عامًا، بالإضافة إلى بطولة كأس العرب 2025، وسباق الجائزة الكبرى للفورمولا 1 في حلبة لوسيل الدولية. وتعتبر هذه الفعاليات إضافة مهمة إلى جدول الفعاليات الرياضية في قطر، مما يساهم في جذب المزيد من السياح وعشاق الرياضة من مختلف أنحاء العالم.
وكشف المولوي أن قطر ستعلن عن “حدث عالمي كبير جدًا” في نهاية شهر نوفمبر المقبل في الدوحة، دون الخوض في تفاصيل أكثر، مما يضيف عنصر التشويق للمتابعين ويعزز من جاذبية الدولة على الساحة العالمية.
بنية تحتية سياحية متطورة
لم تكن هذه الطفرة السياحية لتتحقق دون بنية تحتية متكاملة، فقد استثمرت قطر في تعزيز منشآتها السياحية والفندقية لتلبية الطلب المتزايد من الزوار. وتشير التقارير إلى أن عدد الغرف الفندقية في الدوحة يبلغ حاليًا نحو 40 ألف غرفة، مع خطط لزيادة هذا العدد في السنوات المقبلة. كما تركز الدولة على تطوير بنية تحتية متميزة للمؤتمرات والفعاليات، مما يعزز من قدرتها على استضافة الفعاليات العالمية.
علاوة على ذلك، تقدم قطر تجربة سياحية متكاملة تجمع بين الرفاهية والأسعار المعقولة، حيث قال المولوي: “إنها آمنة للغاية ونظيفة للغاية، مع فنادق عالية الجودة ومطاعم راقية بأسعار معقولة”، مما يجعلها وجهة مفضلة للعائلات والسياح الباحثين عن الفخامة.
شراكات إقليمية لتعزيز السياحة
لزيادة أعداد الزوار، تعمل قطر على إطلاق حملات سياحية مشتركة مع دول مجلس التعاون الخليجي، بما فيها السعودية وأبوظبي، بهدف تعزيز تجربة السفر المتعددة الوجهات. وقد شكل مواطنو دول مجلس التعاون الخليجي 41% من إجمالي الزوار في العام الماضي، وكانت السعودية أكبر سوق مصدر للسياح الفرديين. وتشمل الأسواق الدولية الرئيسية المملكة المتحدة، والولايات المتحدة، والصين، والهند، وألمانيا.
وفي إطار توسيع نطاق وصولها السياحي، افتتحت قطر مكاتب سياحية في 13 دولة حول العالم، مما يساهم في الترويج لمعالمها السياحية وجذب المزيد من الزوار.
رؤية مستقبلية طموحة
تطمح قطر إلى أن يسهم قطاع السياحة بنحو 12% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030، مدفوعة بزيادة أعداد الزوار واستمرار تنظيم الفعاليات العالمية الكبرى. وتعمل الدولة على تحقيق هذه الأهداف من خلال تعزيز البنية التحتية، وتطوير العروض السياحية، وتعزيز مكانتها كوجهة رياضية وسياحية من الطراز الأول.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.