تطبيق كيتا الصيني في قطر

تطبيق كيتا الصيني في قطر: عملاق التوصيل يستعد لاجتياح السوق المحلية

تتجه أنظار قطاع توصيل الطلبات في الدوحة نحو القادم الجديد من الشرق الأقصى، تطبيق كيتا الصيني في قطر  التابع لشركة “ميتوان” (Meituan) العالمية. فبعد نجاحه المدوي في هونغ كونغ ثم السعودية، تستعد “كيتا” لدخول السوق القطري ضمن خطة توسعية تشمل مختلف دول مجلس التعاون الخليجي. هذه الخطوة تعكس طموحات الشركة في التوسع عالميًا والهيمنة على أسواق توصيل الطلبات في الشرق الأوسط، من خلال خدمات مبتكرة وتقنيات متقدمة.

تطبيق كيتا الصيني في قطر

كيتا هي منصة توصيل طعام ذكية تم تطويرها بواسطة شركة “ميتوان”، إحدى أكبر شركات التكنولوجيا الصينية المتخصصة في الخدمات عند الطلب. تأسست الشركة الأم في عام 2010، ونجحت سريعًا في السيطرة على السوق الصيني، حيث تُنفذ أكثر من 60 مليون عملية توصيل يوميًا، وتخدم أكثر من 680 مليون مستخدم نشط شهريًا. أطلقت “ميتوان” منصة “كيتا” كعلامة دولية جديدة في مايو 2023، وركزت على تقديم خدمات توصيل تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتحسين تجربة المستخدم بشكل غير مسبوق.

تطبيق كيتا الصيني في قطر
تطبيق كيتا الصيني في قطر

تجربة ناجحة في هونغ كونغ والسعودية

في هونغ كونغ، استطاعت كيتا أن تقتحم السوق بقوة خلال أشهر قليلة فقط، بعد انسحاب تطبيق “ديليفرو”، حيث استحوذت على أكثر من 50% من حصة السوق في وقت قياسي. أما في المملكة العربية السعودية، فقد بدأت الشركة عملياتها في مدينة الخرج في سبتمبر 2024، وسرعان ما توسعت إلى الرياض، جدة، مكة، المدينة المنورة والدمام. وأعلنت نيتها تغطية 80% من أراضي المملكة بحلول يوليو 2025، مع توظيف آلاف السائقين وتأسيس مراكز لوجستية حديثة.

استراتيجية توسعية تشمل قطر والخليج

ضمن استراتيجيتها التوسعية في منطقة الخليج، تستهدف “كيتا” حاليًا التواجد في قطر، إلى جانب أسواق الإمارات، الكويت، البحرين وسلطنة عمان. وتُشير مصادر استثمارية إلى أن دخول السوق القطري بات وشيكًا، مع بدء الشركة في تسجيل علامتها التجارية والتنسيق مع الجهات المعنية في الدولة. وتعوّل “ميتوان” على نموذج عملها المرن، الذي يجمع بين الخدمات الرقمية والتجربة المحلية، لتحقيق نجاح مماثل لما شهدته في الأسواق الأخرى.

سوق توصيل الطلبات في قطر: ميدان مزدحم بفرص المنافسة

شهد قطاع توصيل الطلبات في قطر نموًا كبيرًا خلال السنوات الأخيرة، مدفوعًا بزيادة الطلب على خدمات التوصيل وارتفاع عدد السكان، خصوصًا من فئة الشباب والمقيمين. تُقدّر قيمة السوق القطري بحوالي 1.47 مليار دولار في عام 2024، ومن المتوقع أن ينمو بمعدل سنوي مركب يبلغ 12.08% خلال السنوات المقبلة.

يهيمن على هذا السوق عدد من التطبيقات المعروفة، أبرزها “طلبات” التي تعتبر من أوائل اللاعبين في السوق، وتقدم خدمات توصيل الطعام والبقالة. كما تبرز “سنونو”، المنصة المحلية التي اكتسبت شهرة واسعة من خلال التنوع في خدماتها، بما يشمل توصيل الأدوية، الهدايا، والمشتريات العامة، إلى جانب الطعام. وهناك أيضًا منصات مثل “كاريج” و”سيفن سيفن”، التي بدأت تجد لها موطئ قدم بين المستهلكين في قطر.

ما الذي يميز “كيتا” عن باقي المنافسين؟

يعتمد تطبيق “كيتا” على تقنيات متقدمة في الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة لتحسين تجربة التوصيل. فمتوسط زمن التوصيل لديهم يتراوح بين 30 إلى 40 دقيقة، مقارنة بمتوسط 45 إلى 60 دقيقة لدى بعض المنافسين. كما تعتمد المنصة على خوارزميات ديناميكية لتوزيع الطلبات على السائقين بناءً على المسافة، حركة المرور، وسلوك المستخدم.

بالإضافة إلى الأداء التقني، تقدم “كيتا” عروضًا ترويجية سخية في بداية دخولها أي سوق جديد، تشمل التوصيل المجاني، خصومات تصل إلى 50%، واشتراكات شهرية برسوم رمزية. وتهدف هذه الاستراتيجية إلى جذب قاعدة واسعة من المستخدمين في وقت قياسي، ما يُهدد بإعادة توزيع الحصص السوقية في قطر إذا لم يتحرك المنافسون سريعًا.

بيئة أعمال مشجعة: قطر تفتح أبوابها أمام الابتكار الرقمي

يأتي دخول “كيتا” إلى السوق القطري في وقت تُبدي فيه الدولة انفتاحًا كبيرًا على دعم الشركات الرقمية والتطبيقات التقنية، من خلال بيئة أعمال مرنة ومحفزة للاستثمار. فقد عملت الجهات المعنية في قطر على تطوير منظومة قانونية متكاملة تُسهّل تسجيل الشركات الأجنبية، وتُوفر مناطق حرة مثل “واحة قطر للتكنولوجيا” و”مناطق”، والتي تمنح مزايا ضريبية وإدارية لجذب رواد الأعمال.

كما أن قطر تُشجع على الابتكار في الاقتصاد الرقمي من خلال مبادرات مثل “استثمر في قطر”، ومؤسسة قطر للتربية والعلوم، وصندوق قطر للتنمية، إلى جانب الدعم الحكومي للانتقال إلى الاقتصاد القائم على المعرفة. وتُعد البنية التحتية الرقمية المتقدمة، وانتشار الإنترنت عالي السرعة، ونسبة استخدام الهواتف الذكية من بين الأعلى عالميًا، من العوامل التي تجعل السوق القطري بيئة مثالية لتطبيقات التوصيل مثل “كيتا”.

وفيما يخص تجربة المستخدم، يتمتع السوق القطري بجمهور متفاعل ومتطلب في الوقت نفسه، ما يشكل فرصة أمام “كيتا” للتميّز عبر الجودة والسرعة والتكامل مع الثقافة المحلية، خصوصًا أن الدولة تدعم توفير المحتوى الرقمي باللغة العربية وتشجع على تعزيز الخصوصية وسلامة البيانات.

هل تشكل كيتا تحولًا في مشهد التوصيل في قطر؟

يمكن القول إن دخول “كيتا” السوق القطري قد يُحدث طفرة حقيقية في تجربة التوصيل، سواء على مستوى الجودة، السرعة، أو العروض. لكنها في الوقت نفسه تدخل إلى سوق مزدحم وناضج نسبيًا، حيث يتمتع المستخدم بخيارات متعددة وتوقعات مرتفعة. ومن هنا، سيكون نجاح “كيتا” مرهونًا بقدرتها على التكيف السريع مع البيئة المحلية، وتقديم قيمة مضافة تتجاوز ما يقدمه المنافسون الحاليون.

في ظل التنافس المحتدم بين التطبيقات الحالية، واستعداد “كيتا” لاقتحام السوق بميزانيات ضخمة وخبرة عالمية، يمكن أن نشهد قريبًا تغيرًا كبيرًا في خريطة توصيل الطلبات في قطر، وربما بداية موجة جديدة من الابتكار في هذا القطاع الحيوي.

الرابط المختصر: doha24.net/s/qc

اشترك في قائمتنا البريدية واحصل على آخر المنشورات لحظة ورودها