تدرس قطر توسيع أكبر مشروع اقتصادي لها في الجزائر، الذي يتمثل في إنتاج الحليب المجفف بالشراكة مع الجزائر. المشروع الذي تديره شركة “بلدنا” القطرية بالتعاون مع الصندوق الوطني للاستثمار في الجزائر، يهدف إلى توسيع نطاق إنتاج الحليب ليشمل إنتاج حليب الأطفال، مما سيعزز من القدرات الإنتاجية لهذا القطاع الحيوي في الجزائر.
خلال اجتماع جمع وزير الصناعة الجزائري علي عون وسفير دولة قطر عبد العزيز نعمة ومستشار شركة “بلدنا”، تم مناقشة إمكانيات توسيع هذا المشروع ليشمل إنتاج حليب الأطفال. وأكد الوزير الجزائري استعداد الدولة الجزائرية لتقديم كافة الضمانات لدعم تنفيذ المشروع بسرعة وفعالية.

تفاصيل المشروع وأهميته
تم إطلاق المشروع في سبتمبر الماضي على مساحة 117 ألف هكتار بولاية أدرار، في الجنوب الجزائري، ومن المقرر أن تبدأ أولى مراحل الإنتاج في عام 2026. هذا المشروع العملاق، الذي تبلغ قيمته الاستثمارية أكثر من 3.5 مليار دولار، سيمكن الجزائر من إنتاج 50% من احتياجاتها من الحليب المجفف، مما يساهم في تعزيز الأمن الغذائي في البلاد. بالإضافة إلى ذلك، سيساهم المشروع في تزويد السوق المحلية باللحوم الحمراء وتوفير فرص عمل تتجاوز 5,000 وظيفة مباشرة.
المشروع ليس فقط مخصصًا لإنتاج الحليب، بل يتضمن مزارع ضخمة لتربية الأبقار وإنتاج اللحوم الحمراء، إلى جانب إنتاج الحبوب والأعلاف اللازمة لتغذية تلك الأبقار. يعد هذا المشروع جزءًا من استراتيجية شاملة لتطوير القطاع الزراعي والغذائي في الجزائر، مع التركيز على استخدام أحدث التقنيات الزراعية والالتزام بأعلى معايير الجودة والاستدامة البيئية.
توسيع التعاون القطري-الجزائري
من المتوقع أن يعزز المشروع العلاقات الاقتصادية بين قطر والجزائر، خاصة في قطاع الصناعات الغذائية. وقد أبدت “بلدنا” استعدادها الكامل لتنفيذ المشروع وفق أحدث المعايير، مع التزامها بنقل التكنولوجيا وتقديم الخبرات اللازمة لضمان نجاحه. وقد تم الاتفاق على توقيع مذكرة تفاهم بين الطرفين قبل نهاية الشهر الجاري، لتفعيل المشروع بشكل رسمي.

أهداف المشروع المستقبلية
المشروع يهدف أيضًا إلى توسيع استثماراته في مناطق أخرى من الجزائر بعد نجاح المشروع الرئيسي. وتشمل هذه الاستثمارات زراعة الأعلاف وتربية الأبقار وإنتاج اللحوم الحمراء، مما يسهم في تحقيق الاستدامة الزراعية والاقتصادية في الجزائر. بفضل هذا المشروع، ستتمكن الجزائر من تقليل اعتمادها على الاستيراد في قطاع الألبان، ما يعزز مكانتها الاقتصادية إقليميًا وعالميًا.
كما سيتم إنشاء مصنع متكامل لإنتاج الحليب المجفف على مستوى عالمي، مما سيوفر دعمًا كبيرًا للاقتصاد الجزائري ويوفر فرص عمل إضافية للشباب.
الأثر الاقتصادي والاجتماعي
إلى جانب توفير الحليب واللحوم للسوق المحلية، فإن المشروع سيساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية في مناطق الجنوب الجزائري، التي تعتبر من المناطق الأقل تطورًا في البلاد. ومن خلال هذا المشروع، سيتم توفير 10,000 فرصة عمل مؤقتة خلال مرحلة البناء، بالإضافة إلى 5,000 وظيفة دائمة بعد تشغيل المشروع بالكامل.
بفضل التعاون القطري-الجزائري، سيتمكن المشروع من الاستفادة من الخبرات المشتركة بين البلدين، مما يعزز من قدرة الجزائر على تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال إنتاج الألبان، ويجعلها لاعبًا رئيسيًا في السوق الإقليمية.
يُعتبر هذا المشروع خطوة هامة نحو تعزيز التعاون الاقتصادي بين قطر والجزائر، ويساهم في تطوير القطاع الزراعي والغذائي في الجزائر، مع التركيز على توفير الحليب المجفف واللحوم الحمراء للسوق المحلية. من خلال هذا المشروع، تُظهر قطر التزامها بتوسيع استثماراتها في الجزائر وتقديم الدعم لتحقيق التنمية المستدامة في البلاد.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.