كشفت مصادر إعلامية محلية أن شاطئ سميسمة، الواقع على بعد 40 كيلومترًا شمال العاصمة القطرية الدوحة، سيُغلق اعتبارًا من اليوم، وذلك لمدة خمس سنوات كاملة، لتمهيد الطريق أمام انطلاق أعمال تنفيذ مشروع “سميسمة” السياحي، الذي يُعد من أضخم المشاريع التطويرية السياحية التي تنفذها شركة “الديار القطرية”.
المشروع المرتقب يُمثل نقلة نوعية في مفهوم السياحة والترفيه في قطر، من خلال المزج بين البيئة الطبيعية والتقنيات العصرية، وذلك في إطار استراتيجية الدولة الهادفة إلى تنويع الاقتصاد وتعزيز موقع قطر كوجهة سياحية على مدار العام.
موقع استراتيجي وشريط ساحلي خلاب
يمتد مشروع “سميسمة” على مساحة تقارب 8 ملايين متر مربع، ويغطي شريطًا ساحليًا بطول 7 كيلومترات على الساحل الشرقي لدولة قطر، المعروف بجماله الطبيعي ومياهه الهادئة. ويعد هذا الموقع مثاليًا لاحتضان منتجعات وفنادق ومرافق ترفيهية، مستفيدًا من قربه من الدوحة وسهولة الوصول إليه عبر شبكة الطرق المتطورة.

رؤية مستقبلية للسياحة والتقنية
بحسب ما أعلنته الجهات المعنية، فإن المشروع يطمح إلى تقديم نموذج فريد للسياحة يجمع بين الاستدامة والتكنولوجيا، حيث سيتم تزويد المنطقة بأنظمة تبريد خارجية مبتكرة تسمح للزوار بالاستمتاع بالأجواء الخارجية حتى في فصول الصيف الحارة. كما سيتم بناء المرافق السياحية وفق معايير بيئية صارمة، بما يعزز من مفهوم السياحة الخضراء، ويوفر تجربة ترفيهية فاخرة وصديقة للبيئة في آن واحد.
16 منطقة سياحية متعددة الاستخدامات
يتضمن مشروع “سميسمة” السياحي خطة لتطوير 16 منطقة سياحية متنوعة، تتوزع ضمن أربع مناطق رئيسية، يختلف كل منها من حيث الطابع المعماري والهوية الثقافية والتجربة المقدّمة للزائر. ومن المتوقع أن تشمل هذه المناطق مجموعة من الفنادق والمنتجعات العالمية، إلى جانب قرى ترفيهية، ومراكز تسوق، ومنتزهات بيئية، ومرافق رياضية مثل ملاعب الجولف، ونادٍ بحري لليخوت. كما تتضمن الخطة إنشاء مسارات للمشي وركوب الدراجات، وحدائق مفتوحة، ومطاعم راقية بإطلالات بحرية مباشرة.
شراكات عالمية لتعزيز المشروع
أشارت تقارير إعلامية إلى أن المشروع سيتضمن تعاونًا مع جهات دولية رفيعة المستوى، أبرزها “ترامب إنترناشيونال جولف كلوب”، الذي سيقيم ملعب جولف عالمي المستوى يتكون من 18 حفرة ضمن المشروع. وتهدف هذه الشراكات إلى تعزيز الاستثمارات الأجنبية في قطاع السياحة القطري، وجذب زوار من مختلف أنحاء العالم من خلال توفير مرافق بمواصفات عالمية.

انعكاسات اقتصادية واجتماعية واعدة
من المنتظر أن يسهم مشروع “سميسمة” في تحفيز النمو الاقتصادي المحلي، وذلك من خلال خلق آلاف فرص العمل أثناء مرحلة الإنشاء، وكذلك خلال مرحلة التشغيل، حيث من المتوقع أن يوفر المشروع وظائف في قطاعات الضيافة والخدمات والسياحة والترفيه. كما سيعزز المشروع من جهود الدولة لتنويع الاقتصاد الوطني وتقليل الاعتماد على قطاع الطاقة، انسجامًا مع أهداف رؤية قطر الوطنية 2030.
الديار القطرية: ذراع التطوير العقاري الوطني
تعتبر شركة “الديار القطرية” من أبرز الشركات العقارية في المنطقة، وهي الجهة المنفذة للمشروع. وقد سبق لها أن أنجزت مشاريع كبرى في قطر وخارجها، مثل مشروع “مشيرب قلب الدوحة”، و”منتجع السلطان” في السلطنة، ومشاريع أخرى في المغرب والمملكة المتحدة. ويؤكد هذا المشروع الجديد التزام الشركة برفع مستوى جودة المشاريع السياحية في الدولة، عبر الجمع بين الحداثة والهوية الثقافية المحلية.
5 سنوات من التحضير لإطلاق وجهة سياحية عالمية
يشير إعلان إغلاق الشاطئ لمدة خمس سنوات إلى ضخامة حجم المشروع وتعقيد أعمال الإنشاء والتطوير، إذ يتطلب المشروع بناء بنى تحتية حديثة تشمل الطرق الداخلية، وشبكات الكهرباء والمياه، ونظم الاتصالات والمرافق الذكية. كما سيتم إعداد مساحات خضراء ومسطحات مائية اصطناعية لإثراء التجربة البصرية للزوار.
من شاطئ سميسمة إلى العالمية
مع التوسع في مشاريع من هذا النوع، تبدو قطر عازمة على مواصلة استثماراتها في القطاع السياحي، خاصة بعد نجاح استضافة فعاليات رياضية وثقافية كبرى مثل كأس العالم 2022. ويُتوقع أن يصبح مشروع “سميسمة” نموذجًا يُحتذى به في المنطقة، بوصفه وجهة متكاملة تجذب السياح من داخل الدولة وخارجها، وتُبرز قدرة قطر على تقديم منتجات سياحية فاخرة ومستدامة ومبنية على الابتكار.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.