في لقاء رسمي عُقد في الديوان الأميري بالعاصمة القطرية الدوحة، بحث أمير قطر شيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر مع الرئيس اللبناني العماد جوزاف عون، سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، وعلى رأسها الطاقة والاستثمار، إلى جانب دعم الاستقرار في لبنان، وتوسيع أفق التعاون السياسي والاقتصادي.
أبرز محاور مباحثات أمير قطر مع الرئيس اللبناني
تناولت المباحثات بين الزعيمين سبل تقوية العلاقات الاقتصادية الثنائية، حيث أكد الجانبان أهمية جذب الاستثمارات القطرية إلى لبنان، ولا سيما في قطاعات الطاقة والبنية التحتية، في ظل الحاجة الملحّة لإعادة بناء الاقتصاد اللبناني ومرافقه الحيوية.

وقد أبدى سمو الأمير استعداد دولة قطر لدراسة مشاريع استثمارية استراتيجية تساهم في إعادة إنعاش الاقتصاد اللبناني، بما يشمل قطاعي الكهرباء والطاقة، إلى جانب تحفيز التعاون في مجالات التنمية المستدامة والتعليم والصحة.
تأكيد قطري على دعم الاستقرار في لبنان
حرص أمير قطر خلال اللقاء على تجديد موقف بلاده الداعم لاستقرار لبنان ووحدته، مشدداً على أهمية التوافق الوطني بين مختلف الأطراف اللبنانية، والدفع نحو تشكيل حكومة فعالة قادرة على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة.
من جانبه، أكد الرئيس اللبناني على التزام الجيش اللبناني بحفظ الأمن وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة، خاصة القرار 1701 في جنوب لبنان، معرباً عن تقديره لدعم قطر المستمر للمؤسسة العسكرية، والذي كان له دور محوري في مواجهة التحديات الأمنية.
الجانب السياسي والإقليمي في اللقاء الثنائي
لم تغب القضايا الإقليمية عن جدول المباحثات، حيث تطرق الجانبان إلى تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، وأهمية تفعيل العمل العربي المشترك، ومواجهة الأزمات المتصاعدة، خصوصاً في ظل الصراعات الإقليمية وتحديات الأمن الغذائي والاقتصادي.
مراسم استقبال رسمية وحضور رفيع المستوى
استُقبل الرئيس اللبناني بمراسم رسمية في الديوان الأميري، تخللها عزف السلامين الوطنيين، واستعراض لحرس الشرف. وحضر المباحثات الموسعة عدد من كبار المسؤولين من الجانبين، من بينهم معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، وعدد من الوزراء والدبلوماسيين اللبنانيين.
قطر ولبنان.. تاريخ من الدعم والتضامن
لم يكن اللقاء بين الزعيمين بعيداً عن سياق تاريخ طويل من الدعم القطري للبنان في مختلف الأزمات. فمنذ العام 2006، قدّمت قطر مساعدات كبيرة لإعادة إعمار ما دمره العدوان الإسرائيلي، حيث تكفلت بإعادة إعمار عشرات القرى في جنوب لبنان، وبناء المدارس والمستشفيات.
كما لعبت قطر دوراً محورياً في دعم الاستقرار السياسي عبر الوساطة في اتفاق الدوحة عام 2008، والذي أوقف أزمة سياسية كبيرة آنذاك.
وخلال السنوات الأخيرة، لم تتخلَّ قطر عن دعم لبنان رغم تعقيدات الوضع الداخلي، حيث قدمت مساعدات مالية مباشرة للجيش اللبناني، ووفرت كميات من المحروقات لدعم المستشفيات والمؤسسات الحيوية، إلى جانب إرسال مساعدات طبية وغذائية بشكل منتظم.
وفي عام 2022، تعهدت قطر بدعم الجيش اللبناني شهريًا بمبلغ 60 مليون دولار، إضافة إلى إرسال مستشفيات ميدانية خلال أزمة انفجار مرفأ بيروت، مما ساهم في تخفيف العبء عن المؤسسات الصحية.
آفاق جديدة للعلاقات اللبنانية القطرية
تحمل زيارة الرئيس جوزاف عون إلى الدوحة مؤشرات قوية على مرحلة جديدة من الشراكة الثنائية، ترتكز على التعاون الفعلي في المشاريع الاقتصادية والإصلاحية، مع الحفاظ على علاقات الأخوة والدعم الثابت.
وقد عبّر الرئيس اللبناني عن شكره لأمير قطر على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مؤكداً تطلعه إلى بناء شراكة استراتيجية طويلة الأمد تخدم مصلحة الشعبين الشقيقين.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.