في حدث نوعي يعكس عمق الروابط الأخوية بين قطر والبحرين، شهد ميناء الرويس انطلاق أول رحلة بحرية منتظمة إلى ميناء خليفة بن سلمان في مملكة البحرين، على متن عبّارة حديثة تقل ركابًا ومسافرين، في رحلة تجريبية لم تستغرق أكثر من 60 دقيقة فقط. ويُنظر إلى هذا الخط البحري الجديد بوصفه “جسر المحبة” الذي يربط بين الشعبين، ويعزّز التواصل البشري والتكامل الاقتصادي بين البلدين الشقيقين.
أول رحلة بحرية بين قطر والبحرين
وصلت العبّارة البحرينية إلى ميناء الرويس ، في أولى الرحلات التشغيلية، وسط أجواء من الترحاب الرسمي. وبلغت قيمة التذكرة 200 ريال قطري حسب مصادر أولية، في حين وُصفت الرحلة بأنها سلسة ومريحة، بمدة زمنية قياسية لا تتجاوز الساعة. وتُعد هذه الرحلة بداية فعلية لخط بحري منتظم يختصر المسافة والزمن بين البلدين.
خدمات ميسّرة وجدول منتظم
العبّارة التي انطلقت اليوم من فئة Ro-Pax، وهي مجهزة لنقل الركاب والمركبات على حد سواء، بطاقة استيعابية تصل إلى 100 راكب و50 سيارة. ومن المقرر أن تُسيَّر رحلتان يوميًا بشكل مبدئي بين ميناء الرويس وميناء خليفة، مع احتمال زيادة عدد الرحلات لاحقًا وفق الطلب.
بديل مريح للطريق البري
يشكل هذا الربط البحري خيارًا مريحًا للمسافرين مقارنة بالمعبر البري، إذ يوفّر وقتًا وجهدًا كبيرين. فبينما يستغرق السفر البري قرابة 4.5 ساعات، تقلّص الرحلة البحرية الزمن إلى 60 دقيقة فقط، ما يجعلها خيارًا مثاليًا للعائلات والسياح ورجال الأعمال.
60 دقيقة فقط و200 ريال للتذكرة
إلى جانب دوره في تسهيل حركة الأفراد، يُرتقب أن يسهم الخط البحري في تنشيط الحركة السياحية والتجارية، سواء على صعيد الأفراد أو الشركات. وتُشير التوقعات إلى أن الربط البحري سيسهم في زيادة التبادل التجاري، وفتح آفاق جديدة أمام المستثمرين وشركات النقل والسياحة.
دعم مباشر للقطاع الخاص
حظي تشغيل هذا الخط البحري بدعم من الجهات المعنية في البلدين، مع إشراك شركات خاصة في التشغيل والصيانة وتقديم الخدمات. وهو ما ينسجم مع توجه قطر نحو تمكين القطاع الخاص، وتحقيق التنوع في وسائل النقل والخدمات اللوجستية ضمن رؤية التنمية الوطنية.
ميناء الرويس.. من بوابة شمالية إلى محطة إقليمية
يمثّل ميناء الرويس واجهة استراتيجية لقطر من جهة الشمال، وقد شهد خلال السنوات الماضية تطويرًا متسارعًا جعله قادرًا على استقبال السفن المتوسطة والعبّارات السياحية. ويأتي هذا المشروع ليضيف بعدًا جديدًا إلى دوره، عبر تحويله إلى محطة إقليمية تربط قطر بجيرانها الخليجيين.
تطلعات للتوسع وربط الخليج
تعمل الجهات المعنية حاليًا على دراسة إمكانية توسيع الخط البحري ليشمل وجهات خليجية أخرى مثل المملكة العربية السعودية، الكويت، ودولة الإمارات، في إطار مشروع أوسع للربط البحري بين دول مجلس التعاون الخليجي. كما يُنتظر أن تُتاح قريبًا خدمات نقل البضائع والحاويات، ما يفتح الباب أمام دور لوجستي متكامل.