إبراهيم الفردان يستقيل من البنك التجاري

حسين إبراهيم الفردان يستقيل من البنك التجاري

أعلن البنك التجاري القطري مؤخرًا عن استقالة  حسين إبراهيم الفردان، نائب رئيس مجلس الإدارة المؤسس. إبراهيم الفردان يستقيل من البنك التجاري بعد مسيرة مهنية تجاوزت الخمسين عامًا. هذه الخطوة تُعد نهاية فصل محوري في تاريخ البنك، الذي أسسه الفردان عام 1975، وكان ركيزة أساسية في تطور النظام المصرفي الخاص في قطر.

إبراهيم الفردان يستقيل من البنك التجاري

ينحدر حسين الفردان من عائلة قطرية عُرفت بتجارة اللؤلؤ، حيث كان والده من أبرز الأسماء في هذا المجال في الخليج العربي. وُلد الفردان عام 1933، وبدأ أولى خطواته المهنية في “البنك الشرقي المحدود”، أول مصرف يعمل في قطر، واكتسب من خلاله مهارات مهمة في الشؤون المصرفية والإدارية. بعد عامين فقط، ترك العمل المصرفي مؤقتًا ليؤسس متجرًا صغيرًا للمجوهرات في الدوحة، انطلاقًا من شغفه العائلي بتجارة الذهب واللؤلؤ.

إبراهيم الفردان يستقيل من البنك التجاري
إبراهيم الفردان يستقيل من البنك التجاري

تأسيس أول بنك خاص في قطر: محطة فارقة

في منتصف السبعينات، ومع بداية النهضة الاقتصادية للدولة، جاءت مبادرة الفردان الجريئة بتأسيس البنك التجاري القطري، ليصبح أول بنك خاص مملوك لمستثمرين قطريين. وبتوجيهه الاستراتيجي، تحوّل البنك من مؤسسة محلية ناشئة إلى عملاق مصرفي ينافس على المستوى الإقليمي. بلغ إجمالي أصول البنك في عام 2024 أكثر من 143.7 مليار ريال قطري، وحاز على جوائز إقليمية وعالمية مرموقة، منها جائزة التميز في القيادة من “يوروموني”.

إمبراطورية أعمال متعددة القطاعات

إلى جانب مسيرته المصرفية، أسس الفردان مجموعة الفردان القابضة، التي توسعت لتشمل قطاعات حيوية كالمجوهرات الفاخرة، السيارات، العقارات، الخدمات البحرية، والسياحة. المجموعة تُعد اليوم من أبرز التكتلات العائلية الخليجية، وتمتد فروعها إلى دول مثل السعودية وعُمان. وقد حافظ الفردان على مكانة المجموعة من خلال الالتزام بالجودة والابتكار في تقديم الخدمات، مع التركيز على الهوية المحلية.

قائد بمواصفات نادرة

تميّز الفردان بشخصية تجمع بين الفكر التجاري التقليدي والرؤية الحديثة. كان من روّاد دعم التطوير العمراني في البلاد، حيث ساهم في مشروعات ضخمة، مثل جزيرة اللؤلؤة. كما شغل مناصب عدة في مؤسسات بارزة، منها نائب رئيس مجلس إدارة “منظمة الخليج للطباعة والنشر”، ورئيس مجلس إدارة “شركة قطر للتأمين العالمية”. عُرف عنه التواضع في التعامل، والصلابة في المواقف، والإيمان العميق بدور القطاع الخاص في بناء الاقتصاد الوطني.

ما بعد الاستقالة: مرحلة التأثير الهادئ

رغم الاستقالة من البنك التجاري، فإن حسين الفردان لا يبتعد عن المشهد الاقتصادي، بل يواصل قيادة مجموعة الفردان وتوجيه أعمالها نحو المزيد من النجاحات. كما يُتوقع أن يستمر في دعم المبادرات الاقتصادية والاجتماعية، بما يعزز من مساهماته في بناء مجتمع مستدام ومتطور في قطر.

شخصية صنعت الفارق

لا يُنظر إلى الفردان كمجرد رجل أعمال، بل كأحد رموز التحول الاقتصادي في قطر. هو من القلائل الذين شهدوا التحول من الاقتصاد القائم على اللؤلؤ إلى عصر النفط والمال والاستثمار، وترك بصمة واضحة في كل مرحلة. اسمه لا يُذكر فقط في القطاع المصرفي، بل في تاريخ الدولة نفسها كرجل حمل رؤية وطنية قبل كل شيء.

الرابط المختصر: doha24.net/s/q9

اشترك في قائمتنا البريدية واحصل على آخر المنشورات لحظة ورودها