في إنجاز يكرّس ريادتها في المجال الصحي، تصدرت دولة قطر قائمة الدول العربية في مؤشر الرعاية الصحية لعام 2025، واحتلت المرتبة 21 عالميًا، بحسب التقرير الصادر عن موسوعة قاعدة البيانات العالمية (NUMBEO). جودة الرعاية الصحية في قطر 2025 تعكس كفاءة النظام الصحي في قطر، ومدى التقدم الذي أحرزته الدولة في تطوير بنيتها التحتية الصحية، وتقديم خدمات ذات جودة عالية لسكانها، في إطار رؤية وطنية تستثمر في الإنسان والصحة.
جودة الرعاية الصحية في قطر 2025
شهد القطاع الصحي في قطر نموًا متسارعًا خلال العقد الأخير، مدفوعًا باستثمارات حكومية ضخمة، وتخطيط استراتيجي يهدف إلى بناء نظام صحي متكامل. وقد ارتفع عدد المستشفيات العامة إلى 19 مستشفى، فضلًا عن شبكة واسعة من المراكز الصحية الأولية التي تغطي مختلف مناطق الدولة، والتي بلغ عددها 35 مركزًا صحيًا. كما أن عدد العاملين في القطاع الصحي من أطباء وممرضين وإداريين وفنيين تجاوز 29,000 موظف، ما يشكل قاعدة بشرية قوية قادرة على توفير خدمات صحية عالية المستوى للسكان.

خدمات مبتكرة لتعزيز الصحة العامة
تبنّت قطر العديد من المبادرات الهادفة إلى الوقاية وتعزيز الصحة، في مقدمتها برنامج “المدن الصحية” الذي نالت من خلاله جميع بلديات البلاد اعتماد منظمة الصحة العالمية، لتكون قطر أول دولة على مستوى العالم تحقق هذا الإنجاز. كما أطلقت الدولة نظام التأمين الصحي الإجباري للزوار لتوسيع نطاق التغطية الصحية، وضمان وصول الرعاية للجميع دون استثناء. وتشمل المبادرات كذلك حملات وطنية للتوعية بالأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب، وبرامج فحص مبكر للأمراض الوراثية والسرطانات، وهو ما ساهم في خفض نسب الإصابة، وتحقيق نتائج متقدمة في مؤشرات الصحة العامة.
مستشفيات قطر تحصد تصنيفات عالمية مرموقة
في دلالة واضحة على مكانة القطاع الصحي القطري، تم تصنيف خمسة مستشفيات تابعة لمؤسسة حمد الطبية ومؤسسة سدرة للطب ضمن قائمة أفضل 250 مركزًا طبيًا أكاديميًا على مستوى العالم، بحسب تصنيف “براند فاينانس” لعام 2024. كما حصلت دولة قطر على رئاسة الدورة 153 للمجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية، ما يعكس الثقة الدولية المتزايدة في النموذج الصحي القطري، ودوره في دعم الجهود الصحية العالمية، خصوصًا في مجالات الطب الوقائي والتأهب للأوبئة، وهي تجربة أظهرت نجاحها بشكل لافت خلال جائحة كوفيد-19.
التكنولوجيا والرقمنة في صلب الرعاية الصحية
لم تتوقف قطر عند تطوير البنية التقليدية للقطاع الصحي، بل مضت قدمًا في إدماج أحدث التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي في خدماتها الطبية. فقد طورت مؤسسة حمد الطبية بالتعاون مع وزارة الصحة العامة أنظمة رقمية لتسهيل حجز المواعيد، وإدارة سجلات المرضى إلكترونيًا، كما اعتمدت مراكز الرعاية الصحية الأولية أنظمة ذكية لتحليل البيانات الصحية والتنبؤ بالأوبئة. وتستخدم مستشفيات قطر الروبوتات في بعض العمليات الجراحية، وتقنيات التصوير ثلاثي الأبعاد، كما يجري العمل حاليًا على إنشاء مراكز متخصصة في الطب الجينومي والطب الدقيق، بما يعزز من فرص التشخيص الدقيق والعلاج المخصص لكل مريض.
الرؤية الوطنية للصحة: الإنسان أولًا
يأتي هذا التقدم الصحي في قطر انعكاسًا مباشرًا لرؤية قطر الوطنية 2030، التي تضع التنمية البشرية في مقدمة أولوياتها. وتعمل الاستراتيجية الوطنية للصحة على ضمان توفير خدمات صحية شاملة ومستدامة وعالية الجودة، مع التركيز على الوقاية والتثقيف الصحي، وتكامل الرعاية بين المستويات الأولية والثانوية والتخصصية. كما تسعى الدولة من خلال هذه الرؤية إلى بناء مجتمع صحي ومتعافٍ، قادر على الإنتاج والمشاركة بفعالية في عملية التنمية.
تحديات مستقبلية وفرص واعدة
رغم النجاحات اللافتة، تدرك قطر أن الحفاظ على هذه المكانة المتقدمة يتطلب مواصلة الجهد في مواجهة التحديات المستقبلية مثل شيخوخة السكان، وزيادة الأمراض المزمنة، والضغط على المرافق الصحية نتيجة النمو السكاني. ولهذا، تواصل الدولة الاستثمار في البحوث الطبية، وتطوير الكوادر الوطنية، وتعزيز الشراكات الدولية في مجالات الصحة والتعليم الطبي، لضمان استدامة المنجزات، والمضي قدمًا نحو نظام صحي عالمي الطراز، قادر على التكيف والابتكار والاستجابة لكل المتغيرات
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.