في خطوة تعبّر عن التزام دولة قطر بقضايا المناخ والاستدامة، شاركت وزارة البلدية في الحدث البيئي العالمي “ساعة الأرض”، الدوحة تطفئ الأنوار في مبانيها الرئيسية من الساعة 8:30 وحتى 9:30 مساءً يوم السبت الماضي، الموافق السبت الأخير من شهر مارس. وتُعد “ساعة الأرض” من أكبر المبادرات البيئية الشعبية على مستوى العالم، حيث يشارك فيها الأفراد والمؤسسات من مختلف الدول للتوعية بأهمية العمل الجماعي لحماية كوكب الأرض.
ساعة الأرض: الدوحة تطفئ الأنوار
انطلقت فكرة “ساعة الأرض” لأول مرة من مدينة سيدني الأسترالية عام 2007، بدعوة من الصندوق العالمي للطبيعة (WWF)، وكانت تهدف آنذاك إلى دعوة السكان والشركات لإطفاء الأنوار غير الضرورية لمدة ساعة من الزمن بهدف تسليط الضوء على قضية تغير المناخ. ومنذ ذلك الحين، تحولت هذه المبادرة إلى حدث سنوي عالمي يشارك فيه ملايين الأشخاص من أكثر من 190 دولة، بما في ذلك معالم شهيرة مثل برج إيفل في باريس، وساعة بيغ بن في لندن، والبرج الأيقوني في الدوحة.

مشاركة الوزارة في سياق رؤية وطنية
وأكدت وزارة البلدية في منشور رسمي أن مشاركتها في هذا الحدث تأتي في إطار دعم المبادرات المجتمعية والتفاعل معها، وضمن التزامها بتحقيق أهداف استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة 2024-2030، المنبثقة عن رؤية قطر الوطنية 2030. وتضع هذه الاستراتيجية حماية البيئة ضمن أولوياتها، من خلال تقليل الانبعاثات الكربونية، وتعزيز كفاءة استخدام الموارد، وتحقيق التنمية المستدامة.
التوعية والتفاعل المجتمعي
تسعى “ساعة الأرض” إلى غرس ثقافة الوعي البيئي لدى الأفراد والمؤسسات، وهي ليست مجرد إطفاء أنوار فحسب، بل لحظة رمزية للتفكير في كيفية تغيير أنماط الاستهلاك والمساهمة في تقليل البصمة البيئية. وفي هذا السياق، دعا القائمون على الحملة في قطر إلى مشاركة واسعة من المواطنين والمقيمين، عبر تقليل استخدام الكهرباء في المنازل والمكاتب، وتشجيع الحوار حول قضايا البيئة والمناخ.
قطر ودورها في حماية الكوكب
تواصل دولة قطر تنفيذ مشاريع ومبادرات تدعم البيئة، من أبرزها برنامج قطر لكفاءة الطاقة وترشيد الاستهلاك “ترشيد”، الذي أطلقته المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء (كهرماء)، والمبادرات الخضراء في مشيرب قلب الدوحة، والتوسع في استخدام الطاقة الشمسية في مشاريع البنية التحتية.
كما تحتضن قطر العديد من المؤتمرات والفعاليات البيئية، أبرزها استضافة مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي COP18 عام 2012، إلى جانب دعمها المستمر لمبادرات الابتكار البيئي والتعليم البيئي في المدارس والجامعات.
دعوة للمشاركة المستدامة
تشير المشاركة السنوية في “ساعة الأرض” إلى وعي متزايد بأهمية حماية البيئة، ليس فقط من خلال التوعية، بل عبر إدماج القيم البيئية في سياسات التنمية الوطنية. وتُعد مثل هذه الفعاليات مناسبة مثالية لتجديد الالتزام العالمي والمحلي بضرورة العمل الجماعي في مواجهة التحديات المناخية.
كما دعت الوزارة كافة المؤسسات في الدولة إلى تبني سلوكيات صديقة للبيئة، سواء عبر ترشيد استهلاك الكهرباء والمياه، أو تشجيع النقل المستدام، أو دعم التحول نحو المباني الخضراء.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.