السمنة في قطر

السمنة في قطر: أزمة صحية متفاقمة وأفضل الاستراتيجيات لمكافحتها

تُعَدُّ السمنةُ من أبرز التحديات الصحية في قطر، حيث أظهرت تقاريرُ حديثةٌ أنَّ حوالي 54% من سكان الدولة يعانون من زيادة الوزن أو السمنة.هذا الارتفاع يُعزى إلى عدة عوامل تتعلق بنمط الحياة والعادات الغذائية.

أسباب انتشار السمنة في قطر

يرتبطُ انتشارُ السمنة في قطر بتبني نمط حياة غير صحي، يشمل الاعتماد على الأطعمة السريعة والمصنّعة الغنية بالسعرات الحرارية، وقلة النشاط البدني نتيجة للاعتماد على السيارات في التنقل وقلة ممارسة الرياضة. بالإضافة إلى ذلك، يُسهمُ التوتر وتناول الطعام العاطفي في زيادة استهلاك الأطعمة الغنية بالسعرات، مما يزيد من فرص الإصابة بالسمنة، خاصةً لدى الأفراد الذين لديهم استعداد وراثي لذلك.

السمنة في قطر
السمنة في قطر

المخاطر الصحية المرتبطة بالسمنة

تزيدُ السمنة من مخاطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، حيث تمثل السمنة 65-78% من حالات ارتفاع ضغط الدم، كما أن المصابين بها معرضون مرتين إلى ثلاث مرات أكثر للإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية. بالإضافة إلى ذلك، تزيد السمنة من خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني، ومرض الكبد الدهني، ومتلازمة التمثيل الغذائي.

كما تؤدي السمنة إلى ضغط زائد على المفاصل، مما يرفع خطر الإصابة بالفصال العظمي وآلام المفاصل. ويعاني المصابون بالسمنة من معدلات أعلى من الاكتئاب والقلق والعزلة الاجتماعية، مما يؤثر على جودة الحياة والصحة العامة.

استراتيجيات مكافحة السمنة

لمواجهة هذه المشكلة، يُنصح باتباع نظام غذائي صحي يشمل تناول وجبات متوازنة غنية بالخضراوات والفواكه والبروتينات الصحية، وشرب 8-10 أكواب من الماء يوميًا لدعم عملية التمثيل الغذائي. كما يُفضل الحد من استهلاك السكر والملح وفق توصيات منظمة الصحة العالمية.

بالإضافة إلى ذلك، يُنصح بممارسة الرياضة بانتظام، بما يعادل 150 دقيقة أسبوعيًا من التمارين الهوائية متوسطة الشدة، ودمج تمارين تقوية العضلات ضمن الروتين الرياضي. كما يُفضل تجنب الجلوس لفترات طويلة وزيادة الحركة اليومية.

تحسين جودة النوم يُعتبر أيضًا جزءًا مهمًا من الاستراتيجية، من خلال الحصول على 7-9 ساعات من النوم يوميًا، وتجنب الكافيين والشاشات قبل النوم، والالتزام بمواعيد نوم واستيقاظ منتظمة.

إدارة التوتر والضغط النفسي عبر ممارسة تقنيات الاسترخاء والتأمل واليوغا يمكن أن تساعد في الحد من التوتر وتجنب الأكل العاطفي المرتبط بالمشاعر السلبية.

وأخيرًا، يُنصح بالمتابعة الدورية وقياس الوزن بانتظام لمراقبة التقدم، واستشارة المتخصصين في التغذية والصحة للحصول على إرشادات مخصصة.

دور المجتمع والجهات الصحية

تتطلب مواجهة السمنة جهودًا متكاملة تشمل الأفراد والمجتمع والجهات الصحية. يجب تعزيز ثقافة الحياة الصحية عبر التوعية والتخطيط الغذائي السليم وزيادة فرص ممارسة الرياضة. كما يجب على الجهات الصحية تقديم الدعم والإرشاد للأفراد وتوفير البرامج والمبادرات التي تشجع على تبني نمط حياة صحي.

في الختام، تُعَدُّ السمنةُ تحديًا صحيًا كبيرًا في قطر، يتطلب تضافر الجهود للحد من انتشارها وتأثيراتها السلبية على الصحة العامة.

الرابط المختصر: https://doha24.net/s/fs

اشترك في قائمتنا البريدية واحصل على آخر المنشورات لحظة ورودها