الصيد الجائر في قطر

الصيد الجائر في قطر: تهديد مباشر للشعاب المرجانية والبيئة البحرية

تُعَدُّ البيئة البحرية القطرية من أغنى النظم البيئية في المنطقة، حيث تحتضن تنوعًا بيولوجيًا فريدًا يشمل الشعاب المرجانية والأسماك والكائنات البحرية الأخرى. ومع ذلك، تواجه هذه البيئة تهديدات متزايدة نتيجة للممارسات الخاطئة في الصيد، مما يؤثر سلبًا على استدامة الثروة السمكية والتوازن البيئي.

الصيد الجائر في قطر

الشعاب المرجانية هي موائل حيوية للأسماك وتلعب دورًا أساسيًا في الحفاظ على التنوع البيولوجي البحري. إلا أن الصيد الجائر، خاصة باستخدام شباك الصيد الكثيفة في مناطق الشعاب، أدى إلى تدهور هذه البيئات الحساسة.

الصيد الجائر في قطر
الصيد الجائر في قطر

تُظهر الدراسات أن ممارسات الصيد غير المستدامة تسهم في تدمير الشعاب المرجانية، مما يؤثر على تكاثر الأسماك ويؤدي إلى انخفاض المخزون السمكي بشكل ملحوظ.

دور الصيادين الوافدين في تفاقم المشكلة

أشار العديد من الصيادين المحليين إلى أن نقص الوعي البيئي لدى بعض الصيادين الوافدين يسهم في تفاقم مشكلة تدهور البيئة البحرية. فهؤلاء الصيادون قد يفتقرون إلى المعرفة بأهمية الحفاظ على النظم البيئية البحرية، مما يؤدي إلى ممارسات صيد ضارة وغير مستدامة.

جهود وزارة البيئة والتغير المناخي

استجابة لهذه التحديات، نظمت وزارة البيئة والتغير المناخي ملتقى الحياة الفطرية البحرية 2025 تحت شعار “البيئة البحرية.. إرثنا المستدام فلنحافظ عليه”. هدف الملتقى إلى حماية ثروة قطر من الشعاب المرجانية والعمل على استدامتها، وذلك تماشيًا مع رؤية قطر الوطنية 2030. تضمن الملتقى حلقة نقاشية بعنوان “الشعاب المرجانية.. حماية وتنمية”، حيث تم استعراض الحلول والتوصيات المستمدة من تقرير برنامج الأمم المتحدة للبيئة الصادر في 2023، والذي أكد على أهمية تجنب الأنشطة التي قد تضر بالشعاب المرجانية الطبيعية.

توصيات وحلول مقترحة

للحفاظ على البيئة البحرية القطرية، تم طرح عدة توصيات، منها:

  • فرض قيود صارمة على استخدام شباك الغزل: خاصة في المناطق القريبة من الشعاب المرجانية، للحد من الأضرار التي تلحق بهذه البيئات الحساسة.

  • تنظيم مواسم الصيد: من خلال منع صيد الأسماك خلال فترات تكاثرها لضمان زيادة المخزون السمكي.

  • تشديد الرقابة البيئية: عبر فرض عقوبات مشددة على المخالفين وتقليل التدخلات البشرية الضارة مثل الحفريات والردم.

  • توعية الصيادين: بأهمية الحفاظ على الشعاب المرجانية، خاصة الصيادين الوافدين، لضمان استدامة الثروة السمكية.

شهادات من الصيادين المحليين

أوضح الصياد سيف محمد الفضالة في تصريج لـ “الراية” أن الاستخدام غير المنظم للشباك الثابتة يؤدي إلى أضرار جسيمة بالشعاب المرجانية، مشيرًا إلى أن بعض هذه الشباك تُترك في قاع البحر، مما يسبب تلوث البيئة البحرية وموت الأسماك داخلها. وأضاف أن الصيادين الوافدين، الذين يشكلون النسبة الكبرى في قطاع الصيد، يفتقرون إلى الوعي البيئي، حيث يركزون على تحقيق الأرباح دون مراعاة الحفاظ على البيئة.

من جانبه، أشار أحمد مبارك المهيزع إلى أن الإهمال المتعمد من قبل بعض البحارة كان له دور كبير في تدمير الشعاب المرجانية، مؤكدًا أن كمية الأسماك المصطادة اليوم أصبحت أقل بكثير مقارنة بالماضي، مما يعكس التأثير السلبي للصيد الجائر على البيئة البحرية.

الرابط المختصر: doha24.net/s/hz

اشترك في قائمتنا البريدية واحصل على آخر المنشورات لحظة ورودها