أدرجت شبكة “InterNations” العالمية، المتخصصة في شؤون المغتربين، مدينة الدوحة ضمن قائمة أكثر المدن ودًا للوافدين حول العالم لعام 2024، حيث حلت العاصمة القطرية في المرتبة الخامسة عشرة من أصل 53 مدينة، لتتفوّق بذلك على العديد من العواصم العالمية الكبرى. هذا الإنجاز يعكس ثقة الوافدين في الدوحة كمكان يوفر بيئة حيوية وشعورًا بالانتماء وسهولة الاندماج.
وقد استند التقرير، الذي نُشر عبر موقع “InterNations”، إلى نتائج استطلاع رأي شارك فيه أكثر من 12,500 وافد من 175 جنسية مختلفة، تم تقييم تجاربهم في مجالات متعددة مثل الترحيب المحلي، تكوين الصداقات، الاندماج الثقافي، والرضا العام عن نمط الحياة في المدن المضيفة.
الدوحة من بين أفضل مدن العالم المرحبة بالوافدين
تميّزت الدوحة بتفوقها في محور “سهولة الاستقرار”، وهو أحد المؤشرات الأربعة الرئيسية في التصنيف، حيث أشار 79% من الوافدين إلى أنهم وجدوا سهولة في الاستقرار بالحياة اليومية، حتى دون الحاجة إلى إتقان اللغة العربية. وتُعد هذه النسبة مرتفعة مقارنة بالمعدل العالمي البالغ 48%، ما يدل على توافر بنية خدمية وثقافية مرنة تتكيف مع الخلفيات المتنوعة للوافدين.

وأظهر التقرير أن الوافدين يشعرون بالترحيب الحقيقي من المجتمع القطري، ويجدون في الدوحة بيئة مثالية لبناء علاقات اجتماعية جديدة، والانخراط في الحياة الثقافية اليومية. وقد أشار كثيرون إلى شعورهم بالأمان والتقدير، وهي عوامل تُسهم بشكل كبير في تعزيز الارتباط العاطفي بالمكان.
جودة حياة متقدمة تدعم رفاهية السكان
بالإضافة إلى الجو الترحيبي، تميزت الدوحة بتقدم ملحوظ في مؤشر جودة الحياة، حيث صُنّفت ضمن أفضل خمس مدن عالميًا في عدة محاور فرعية. وقد نالت المدينة المرتبة الثانية عالميًا في جودة خدمات الرعاية الصحية، والمرتبة الخامسة من حيث الأمان، كما جاءت ثالثة في كفاءة وسائل النقل العامة، بفضل استثمارات قطر المتواصلة في تطوير بنية تحتية ذكية ومستدامة.
وتشهد العاصمة القطرية طفرة في مختلف القطاعات الخدمية، بما في ذلك التعليم، الإسكان، والنقل، وهو ما يضمن مستوى معيشة متقدمًا لكل من المواطنين والمقيمين على حد سواء. كما تتيح المدينة خيارات متنوعة للترفيه، والثقافة، والتسوق، تجعل من الحياة اليومية أكثر سلاسة ومتعة.
دعم حكومي واهتمام مستمر برفاه الوافدين
لا يمكن فصل هذا التصنيف الإيجابي عن الجهود الحكومية الممنهجة التي تبذلها دولة قطر لتعزيز مكانتها كوجهة جاذبة للمواهب من مختلف أنحاء العالم. فقد تبنّت الدولة رؤية واضحة في جعل الوافدين شركاء فاعلين في التنمية، من خلال توفير بيئة قانونية عادلة، وخدمات حكومية رقمية حديثة، وتسهيل الوصول إلى الرعاية الصحية والتعليم والسكن بأسلوب يتماشى مع المعايير الدولية.
وقد ساهمت هذه الجهود في تعزيز رضا الوافدين وثقتهم في قطر كمكان يتيح لهم ليس فقط العمل، بل أيضًا بناء حياة مستقرة وطموحة على المدى الطويل.
حضور خليجي لافت يعكس تطور المنطقة
بالإضافة إلى الدوحة، شهد التصنيف حضورًا قويًا لعدة مدن خليجية أخرى مثل رأس الخيمة (المرتبة الخامسة)، مسقط (العاشرة)، دبي (الحادية عشرة)، الرياض (الثانية عشرة)، وأبوظبي (الرابعة عشرة). ويُعَدّ هذا التواجد المشترك للمدن الخليجية ضمن المراتب العشرين الأولى دليلًا واضحًا على نجاح المنطقة في توفير بيئة مناسبة للعيش، ومؤشرًا على ازدهار السياسات التنموية في الخليج، والتي تضع رفاه السكان في صلب أولوياتها.
الدوحة: مدينة المستقبل وسفراء التعايش
تشير هذه النتائج إلى أن الدوحة ليست مجرد عاصمة إدارية أو اقتصادية، بل أصبحت رمزًا عالميًا للتعايش والانفتاح. فبينما تزداد التوترات في مناطق مختلفة من العالم، تواصل قطر تقديم نموذج حضاري يجمع بين الأصالة والمعاصرة، وبين التنمية الاقتصادية والاستقرار الاجتماعي.
الوافدون الذين اختاروا العيش في الدوحة لم يجدوا فقط فرصًا مهنية، بل وجدوا مجتمعًا يتسع لهم، يحتفي بثقافاتهم، ويمنحهم شعورًا بالقبول والتمكين. ومع تزايد المبادرات التي تدعم الاندماج والتبادل الثقافي، فإن مستقبل المدينة يبدو أكثر إشراقًا في أعين سكانها.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.