وقعت مكتبة قطر الوطنية والمكتبة الوطنية للمملكة المغربية مذكرة تفاهم جديدة تهدف إلى تعزيز الـ تعاون قطري-مغربي بين المؤسستين في مجالات متنوعة تشمل العلوم، التكنولوجيا، الثقافة، والبحث العلمي، إلى جانب مجالات أخرى حيوية في قطاع المكتبات.
وجرى توقيع الاتفاقية بحضور شخصيات بارزة، حيث وقعت السيدة هوسم تان، المدير التنفيذي لمكتبة قطر الوطنية، والسيدة سميرة المليزي، مديرة المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، على مذكرة التفاهم.

تعاون قطري-مغربي وتنظيم فعاليات تدريبية مشتركة
تنص المذكرة على تنسيق الجهود لتبادل المصادر والمحتوى الرقمي الخاص بالمقتنيات التراثية والتاريخية، وتنظيم فعاليات وبرامج تدريبية مشتركة لبناء قدرات موظفي المكتبتين. كما تشمل الاتفاقية تبادل الخبرات التقنية في إدارة الخدمات المكتبية، وإقامة ورش عمل تهدف إلى تطوير الكفاءات، بالإضافة إلى وضع خطط مستقبلية لمشاريع تعزز من دور المؤسستين في صون التراث الوثائقي العربي والإسلامي وخدمة المعرفة.
دعم للعام الثقافي “قطر – المغرب 2024”
تأتي هذه الاتفاقية في سياق التعاون الممتد بين قطر والمغرب ضمن فعاليات العام الثقافي “قطر – المغرب 2024″، حيث شاركت مكتبة قطر الوطنية في عدة مبادرات وأنشطة ثقافية احتفالية. وأكد سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية، أن هذه الاتفاقية تتوج سنوات من التعاون الثقافي المثمر مع المؤسسات المغربية، معربًا عن أمله أن تكون نقطة انطلاق نحو مزيد من المبادرات المشتركة التي تعزز دور المكتبات العربية في الحفاظ على التراث ونشر المعرفة.
التعاون العربي في صون التراث الثقافي
شدد الدكتور الكواري على أن التعاون العربي بين المكتبات يمثل نموذجًا ناجحًا لمبادرات حماية التراث الثقافي، مشيرًا إلى أن تضافر الجهود يسهم في تعزيز مكانة المؤسسات الثقافية العربية على الصعيدين الإقليمي والدولي. وأكد أن تبادل الخبرات والمصادر الرقمية يمثل خطوة أساسية في مواجهة التحديات التي تواجه قطاع المكتبات والمخطوطات في العصر الرقمي.
إشادة بمعرض “من السفارين إلى السوق: فن الوراقة المغربية”
من جهتها، عبرت السيدة هوسم تان عن اعتزازها بالشراكة مع المكتبة الوطنية المغربية، مؤكدة أن مذكرة التفاهم ستسهم في الارتقاء بالعلاقات الثقافية والمعرفية إلى مستويات أعلى. وأشادت بنجاح معرض “من السفارين إلى السوق: فن الوراقة المغربية” الذي نظمته مكتبة قطر الوطنية مؤخراً، والذي سلط الضوء على الإسهامات المغربية الرائدة في فنون المخطوطات وصناعة الكتب الإسلامية التقليدية.
جولة تعريفية للوفد المغربي بمرافق مكتبة قطر الوطنية
عقب توقيع المذكرة، قام الوفد المغربي بجولة شاملة داخل مكتبة قطر الوطنية، شملت زيارة المجموعة الرئيسية والمكتبة التراثية ومركز الحفظ والصيانة ومركز الرقمنة. وخلال الجولة، تعرف الوفد على أحدث التقنيات والخدمات المستخدمة في صون الوثائق والمخطوطات وإتاحتها للباحثين والجمهور، مما يعزز من جهود الحفاظ على التراث الثقافي المكتوب.
مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية
يجدر بالذكر أن التعاون بين مكتبة قطر الوطنية والمكتبة الوطنية للمملكة المغربية ليس وليد اللحظة، بل امتد خلال السنوات الماضية ليشمل مبادرات نوعية أبرزها تنظيم ورشة تدريبية إقليمية بالتعاون مع منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، والتي ركزت على مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية، وتطوير مهارات التوثيق والحفظ وصون التراث.
رؤية مستقبلية لتعزيز العمل الثقافي المشترك
تعكس هذه الخطوة التزام المؤسستين برؤية مستقبلية طموحة تقوم على تعزيز التعاون الثقافي والمعرفي بين المكتبات العربية، وإطلاق مشاريع مشتركة تواكب التحولات الرقمية وتخدم جهود حماية التراث الثقافي العربي والإسلامي للأجيال القادمة.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.