اختتمت يوم الأربعاء فعاليات قمة الويب قطر 2025 التي استضافتها العاصمة القطرية الدوحة للعام الثاني على التوالي، بمشاركة قياسية تجاوزت 25,700 مشارك من مختلف أنحاء العالم. وتميزت النسخة الجديدة بتوقيع 56 مذكرة تفاهم خلال قمة الويب قطر بين المؤسسات القطرية وكبرى شركات التكنولوجيا العالمية، بهدف تعزيز الابتكار وريادة الأعمال في الدولة. ويعد هذا الرقم أكثر من ضعف عدد الاتفاقيات التي تم توقيعها في النسخة الماضية، ما يعكس الدور المتنامي لقطر كمركز عالمي للتكنولوجيا والابتكار.
توقيع 56 مذكرة تفاهم خلال قمة الويب قطر
شهدت القمة مشاركة 723 مستثمرًا و1,520 شركة ناشئة، منها 47% أسستها سيدات، بزيادة 51% عن العام الماضي، ما يعكس دعم قطر لريادة الأعمال النسائية. وبرز الحضور الكبير للقمة التي تعد أكبر حدث تكنولوجي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث اجتمع رواد الأعمال والمستثمرون لاستكشاف أحدث التطورات في التكنولوجيا.

تصريحات المسؤولين: رؤية طموحة لتعزيز الاقتصاد الرقمي
أكد الشيخ جاسم بن منصور بن جبر آل ثاني، مدير مكتب الاتصال الحكومي ورئيس اللجنة الدائمة لاستضافة قمة الويب، أن النجاح الكبير للنسخة الثانية من القمة يعكس التزام قطر المستمر ببناء اقتصاد قائم على المعرفة وتعزيز بيئة الابتكار في الدولة. وأوضح أن القمة شكلت منصة مثالية جمعت المبتكرين والمستثمرين والشركات الكبرى، مما يسرّع تبني أحدث التقنيات وأفضل الممارسات في قطاع التكنولوجيا.
وأضاف: “لا شك أن هذه الفعالية تمثل محطة مهمة في رحلتنا نحو بناء اقتصاد متنوع وتنافسي ومستدام، تماشياً مع أهداف رؤية قطر الوطنية 2030.”
نمو ملحوظ في الشركات الناشئة والاستثمارات
أوضح بادي كوسغريف، المؤسس والرئيس التنفيذي لقمة الويب، أن القمة شهدت نموًا كبيرًا مقارنة بالعام الماضي، حيث ارتفع عدد المشاركين بنسبة 72%، وزاد عدد الشركات الناشئة المشاركة بأكثر من 45%، بينما سجلت الشركات القطرية الناشئة زيادة بنسبة 140%، مما يؤكد بيئة الأعمال الجاذبة التي توفرها قطر.
كما استقطبت القمة مستثمرين عالميين من كبرى الشركات مثل جري كروفت و500 جلوبال وبيك إكس، مما ساهم في استكشاف إمكانات الشركات الناشئة الواعدة، حيث نجحت بعض الشركات التي شاركت العام الماضي في جمع تمويل بقيمة 120 مليون دولار خلال الأشهر الـ12 الماضية.
مبادرة ابدأ من قطر تستقطب الشركات العالمية
شهد جناح “ابدأ من قطر” إقبالًا واسعًا، حيث سجلت 1,634 شركة بياناتها لتأسيس مكاتب في الدولة، وتم منح تراخيص لـ156 شركة خلال أيام القمة، وذلك بفضل الحوافز المقدمة من مركز قطر للمال لدعم الشركات الناشئة.
الذكاء الاصطناعي في صدارة الاهتمام
برز الذكاء الاصطناعي كأحد أهم محاور القمة، حيث استحوذ على 17% من إجمالي الشركات الناشئة المشاركة، تلاه قطاع البرمجيات كخدمة، والتكنولوجيا الصحية، والتكنولوجيا المالية، والتعليم. كما شهدت القمة 120 جلسة تفاعلية مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتعزيز التواصل والتعاون بين الخبراء والمبتكرين.
استثمارات قطرية في ريادة الأعمال والابتكار
في إطار سعيها لتعزيز بيئة ريادة الأعمال، خصص جهاز قطر للاستثمار (QIA) ما يقرب من نصف صندوق بقيمة مليار دولار لجذب شركات رأس المال المغامر إلى الدوحة، بهدف دعم النظام البيئي للشركات الناشئة في الدولة.
كما وقعت الحكومة القطرية اتفاقية لمدة خمس سنوات مع شركة Scale AI الأمريكية، لتطبيق أدوات الذكاء الاصطناعي في تحسين الخدمات الحكومية.
إشادة عالمية ومكانة متقدمة لقطر في التكنولوجيا
حظيت القمة باهتمام 700 مؤسسة إعلامية عالمية، وعززت مكانة قطر كمركز عالمي للابتكار والتكنولوجيا وريادة الأعمال. وساهمت الاتفاقيات والتفاهمات المبرمة خلال القمة في فتح آفاق جديدة للشراكات والاستثمارات، مما يعكس التزام الدولة بتطوير الاقتصاد الرقمي وتوفير فرص استثنائية للمبتكرين.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.