أكدت الإعلامية البارزة خديجة بن قنة، في تصريح خاص لـ”دوحة 24″ على هامش مؤتمر الاستشراق الأول في الدوحة، أن الاستشراق لطالما مثّل منذ قرون محاولة لفهم الآخر. لكنها أشارت إلى أن الآخر المقصود، أي العرب والمسلمين في الثقافة الشرقية، قُدّم دومًا بصورة مشوهة في الخطاب الغربي، باعتباره متخلفًا أو عاطفيًا أو متوحشًا أو حتى إرهابيًا.
صورة نمطية مشوهة عن العرب والمسلمين
وأضافت بن قنة أن هذه الصورة النمطية روّج لها الفكر الاستشراقي الغربي بشكل ممنهج، واستغلها المشروع الصهيوني لاحقًا لتثبيت رواية موحدة تخدم مصالحه، خاصة في ما يتعلق بقضية فلسطين.

تجربة الجزائر مع الاستعمار والاستشراق
من منطلق تجربتها الشخصية وانتمائها إلى الجزائر، أوضحت خديجة بن قنة أن نفس النظرة الاستشراقية استغلها الاستعمار الفرنسي في تبرير احتلاله للأراضي العربية. ولم يكن الاستعمار البريطاني بعيدًا عن هذا السياق، بل عمد هو الآخر إلى استخدام الخطاب الاستشراقي نفسه لفرض هيمنته على المنطقة. وأكدت بن قنة أن هذه الأدبيات الاستشراقية لم تكن مجرد ترف أكاديمي بل كانت أداة سياسية فاعلة في خدمة مشاريع الاستعمار والسيطرة.
أهمية مؤتمر الاستشراق الأول في الدوحة
أعربت الإعلامية الجزائرية عن أملها في أن يسهم مؤتمر الاستشراق، في نسخته الأولى بالدوحة، في ترسيخ الوعي العربي والإسلامي تجاه خطورة الخطاب الاستشراقي وأبعاده السياسية والثقافية. وأضافت أن مثل هذه الفعاليات ضرورية لخلق خطاب عربي بديل، قادر على مواجهة السرديات الغربية والصهيونية التي طالما سعت إلى تشويه صورة العرب والمسلمين أمام الرأي العام العالمي. وختمت حديثها بالقول إن هذا المؤتمر يشكّل “مولودًا جديدًا”، متمنية أن يكبر ويتطور ليكون نقطة انطلاق حقيقية نحو استعادة الرواية العربية الأصيلة.
مؤتمر الاستشراق بالدوحة: منصة فكرية جديدة
ويعد مؤتمر الاستشراق الأول الذي تستضيفه الدوحة، مبادرة علمية نوعية تهدف إلى دراسة الفكر الاستشراقي ونقد مخرجاته، مع التركيز على تقديم رؤى عربية وإسلامية بديلة. يشارك في المؤتمر نخبة من الباحثين العرب والمسلمين إلى جانب متخصصين عالميين، ويبحث المشاركون مواضيع تتعلق بتاريخ الاستشراق، ودوره في صياغة التصورات الغربية حول الشرق، والآثار السياسية والاجتماعية لهذه التصورات. كما يناقش المؤتمر كيفية بناء خطاب نقدي عربي قادر على تجاوز الصورة النمطية السائدة.
من هي خديجة بن قنة؟
خديجة بن قنة هي واحدة من أبرز الإعلاميات العربيات، تحمل الجنسية الجزائرية، وذاع صيتها بفضل مسيرتها الطويلة في قناة الجزيرة القطرية، حيث تميزت بأسلوبها المهني واهتمامها بالقضايا العربية والإسلامية. درست الإعلام في جامعة الجزائر، ثم واصلت دراستها العليا في باريس، وتعتبر من الأصوات المؤثرة في الساحة الإعلامية العربية، لا سيما في القضايا المتعلقة بالقيم والهوية والعدالة.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.