فلسطين في معرض الدوحة الدولي للكتاب، حيث شهدت العاصمة القطرية الدوحة انطلاق فعاليات الدورة الرابعة والثلاثين من معرض الكتاب، الذي يُقام في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات خلال الفترة من 8 إلى 17 مايو 2025، تحت شعار “من النقش إلى الكتابة”.
وتأتي هذه الدورة بمشاركة واسعة من دور النشر العربية والدولية، مع حضور ثقافي متميز لدولة فلسطين التي حظيت بشرف أن تكون “ضيف الشرف”، في خطوة تعكس عمق العلاقات الثقافية بين قطر وفلسطين، وتُبرز التراث الثقافي الفلسطيني في محفل دولي بارز.
حوار مع آيات نزال: الثقافة الفلسطينية في قلب الدوحة
في لقاء خاص مع “دوحة 24″، تحدثت السيدة آيات نزال، مدير عام الإدارة العامة للمعارض في وزارة الثقافة الفلسطينية، عن أهمية المشاركة الفلسطينية في المعرض، حيث عبّرت عن سعادتها البالغة بوجود فلسطين في هذا المحفل الثقافي العالمي، وقالت: “نحن سعداء جدًا بوجودنا في دولة قطر الشقيقة، وأن تكون فلسطين ضيف شرف في معرض الدوحة الدولي للكتاب. نحن نحكي عن حكايتنا، قصتنا، ونعبر عنها بالشعر، بالرواية، بالقصة، لأدبائنا الفلسطينيين الذين لهم دور في نشر الحركة الثقافية الفلسطينية وإيصال قضيتنا”.
#فلسطين ضيف شرف #معرض_الدوحة_الدولي_للكتاب34 2025..
من #غزة إلى #الدوحة.. إصدارات ومطرزات تروي تاريخ القضية الفلسطينية pic.twitter.com/rutNBhyF7q— دوحة 24 (@doha24net) May 10, 2025
وأضافت نزال أن الجناح الفلسطيني في المعرض يضم الموسوعة الثقافية الفلسطينية التي تستعرض ملامح الحياة الثقافية قبل النكبة، إلى جانب المسرح في فلسطين، والذي لم يكن مجرد نشاط ثقافي، بل كان وسيلة للتعبير عن الهوية والوجود الفلسطيني. كما أشارت إلى أن المشروع يتضمن أيضًا “النشر الرقمي” لإصدارات وزارة الثقافة الفلسطينية، حيث أتاحت الوزارة الوصول إلى هذه الإصدارات عبر الإنترنت لضمان انتشارها على نطاق أوسع.
إصدارات غزة: ذاكرة ناطقة للحرب والسلام
خلال حديثها، أشارت آيات نزال إلى إصدارات غزة التي تُعرض في الجناح الفلسطيني، ووصفتها بأنها “ذاكرة ناطقة” تحكي قصص الحرب والسلام. وأضافت: “عملنا على جمع إبداعات الشباب الفلسطيني في غزة، وقمنا بطباعة أعمالهم ونشرها رغم الظروف الصعبة التي مرّوا بها. نريد أن تصل أصواتهم إلى العالم، وأن يعرف الجميع أن غزة ليست مجرد مكان للحرب، بل هي أيضاً منبع للإبداع”. وتابعت موضحة أن المشروع لم يقتصر فقط على الطباعة التقليدية، بل شمل أيضًا النشر الرقمي لتسهيل الوصول إلى هذه الإبداعات في مختلف أنحاء العالم. وأكدت أن هذه الإصدارات هي بمثابة “رسائل مقاومة” تُعبر عن صمود الشعب الفلسطيني وإصراره على الحياة والإبداع.
فلسطين في معرض الدوحة الدولي للكتاب
تشارك فلسطين في معرض الدوحة للكتاب عبر 14 دار نشر فلسطينية، في حضور هو الأول من نوعه بهذا الحجم على الساحة العربية والدولية. وتعرض هذه الدور مئات العناوين المتنوعة التي تعكس تنوع وثراء الثقافة الفلسطينية. وعن ذلك، قالت نزال: “الكتب ليست مجرد كلمات على ورق، إنها رسائل مُحملة بالتاريخ والمقاومة، وكل كتاب هنا يروي قصة نضال وشوق للحرية”. وأضافت: “لدينا أعمال أدبية تتناول مختلف جوانب الحياة الفلسطينية، من الشعر والرواية إلى الدراسات التاريخية والبحوث الفكرية، وكلها تحمل في طياتها روح الوطن وحلم العودة”.
دور المرأة الفلسطينية في الإبداع الثقافي
لم تغفل نزال في حديثها دور المرأة الفلسطينية في المشهد الثقافي، حيث أكدت أن الكاتبات الفلسطينيات كان لهن دور بارز في التعبير عن الهوية الفلسطينية، وقالت: “المرأة الفلسطينية لم تكن فقط شاهدة على الأحداث، بل كانت أيضًا شريكة في صياغة الذاكرة الجماعية للشعب الفلسطيني. لدينا كاتبات قدمن أعمالاً مؤثرة عكست نضالهن وصمودهن في وجه التحديات”. وبيّنت أن دور النشر الفلسطينية عملت على إبراز هذه الأعمال وتقديمها للجمهور العربي والدولي من خلال المعرض، مما ساهم في تعزيز الصورة الإيجابية للمرأة الفلسطينية كمبدعة وصانعة للتاريخ.
فعاليات ثقافية متنوعة تعزز الحوار الثقافي
يشهد المعرض برنامجًا ثقافيًا غنيًا يتضمن ندوات فكرية وأمسيات شعرية وورش عمل، بمشاركة أدباء ومثقفين فلسطينيين، مما يُتيح للزوار فرصة التفاعل مع الثقافة الفلسطينية والتعرف على تجاربها الإبداعية. وقد تم تنظيم أمسيات شعرية خصصت لقراءة قصائد لشعراء فلسطينيين بارزين، بالإضافة إلى عروض مسرحية مستوحاة من التراث الفلسطيني، وورش عمل حول تقنيات الكتابة والإبداع الأدبي.
دعم قطري للثقافة الفلسطينية
أعرب وزير الثقافة الفلسطيني عماد حمدان عن شكره لدولة قطر على استضافتها لفلسطين كضيف شرف في معرض الدوحة الدولي للكتاب، مشيرًا إلى أن هذا الدعم يؤكد على عمق العلاقات بين البلدين، ويُعد فرصة ليروي الفلسطينيون قصتهم بلغة الأدب والفن، بعيدًا عن ضجيج السياسة. وأضاف: “هذا التكريم ليس فقط لفلسطين، بل هو تكريم لكل كلمة كتبت من أجل الحرية ولكل قلم دافع عن القضية”.
معرض الدوحة الدولي للكتاب: منصة للحوار الثقافي
يُعد معرض الدوحة الدولي للكتاب من أقدم وأكبر معارض الكتب في المنطقة، حيث انطلقت أولى دوراته في عام 1972، ويُقام سنويًا منذ عام 2002. وتُشارك في الدورة الحالية 522 دار نشر من 43 دولة، مما يُعزز من مكانة المعرض كمنصة للحوار الثقافي والتبادل المعرفي. وقد أشاد المشاركون بالتنظيم المتميز والدعم الذي تقدمه دولة قطر للمشهد الثقافي العربي والدولي.
آيات نزال: “الثقافة الفلسطينية ليست مجرد كتب، إنها حكاية وطن”
اختتمت آيات نزال حديثها مع “دوحة 24” بتأكيدها على أن الثقافة الفلسطينية ليست مجرد كتب معروضة، بل هي حكاية وطن وأمل في العودة، قائلة: “نحن هنا في الدوحة لا لنبيع الكتب فقط، بل لنعرض ذاكرة أمة، ونجسد معاناة شعب، ونحلم بمستقبل أفضل”. وأضافت: “نأمل أن تكون هذه المشاركة خطوة نحو تعزيز التبادل الثقافي، وإيصال صوت فلسطين إلى كل مكان في العالم”.