رحلة فتح الخير

رحلة فتح الخير: جولة بحرية تاريخية من قطر إلى الإمارات 

وسط احتفالات تراثية غنية بروح الأصالة، انطلقت رحلة “فتح الخير السادسة”، التي تُنظّمها المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا، لتجسد التزام قطر بالحفاظ على تراثها البحري. تأخذ هذه الرحلة، التي تضم عشرين بحارًا شجاعًا، المشاركين في مسار ثقافي وتراثي يبدأ من شواطئ قطر وينتهي في دولة الإمارات وسلطنة عمان.

رحلة فتح الخير: جولة في أعماق التاريخ

تمثل رحلة “فتح الخير” امتدادًا للذاكرة الجمعية لدول الخليج، إذ تسلط الضوء على الدور المهم للبحر في حياة الأجداد. من صيد اللؤلؤ إلى التجارة البحرية، كان البحر رمزًا للبقاء والصمود. وقد جابت هذه الرحلة مناطق بحرية شهيرة مثل “هيرات قطر”، جزيرة “شراعوه”، وجزيرة “الصير” الإماراتية، وصولاً إلى “بندر” بمحافظة مسندم في عمان للمشاركة في مهرجان شتاء مسندم، ثم خورفكان للإسهام في مهرجانها البحري.

التراث البحري الخليجي
التراث البحري الخليجي

مهرجان كتارا: تعزيز التراث البحري الخليجي

يرتبط تنظيم الرحلة ارتباطًا وثيقًا بمهرجان كتارا للمحامل التقليدية، الذي يُعد من أبرز الفعاليات الثقافية في المنطقة. يجمع المهرجان بين عروض تراثية، مثل أوبريتات مستوحاة من رحلات البحر، وأنشطة تعليمية للأطفال والشباب لتعريفهم بمهن البحارة والغواصين. بالإضافة إلى ذلك، أتاح المهرجان مساحة للإبداع الفني، حيث قام فنانون تشكيليون بتصوير البحر عبر أعمال فنية مثل الرسم على أشرعة السفن.

رسالة إنسانية وثقافية عابرة للأجيال

يؤكد الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي، المدير العام للمؤسسة، أن هذه الرحلة تُبرز روح التواصل بين الأجيال، حيث تقدم فرصة لتجربة حية للجيل الجديد لتعلم دروس الصبر والعمل الجماعي التي كانت جزءًا من حياة أسلافهم. كما أن الرحلات السابقة التي بدأت في 2012 لم تكن فقط وسيلة للحفاظ على التراث بل جسورًا للتواصل الثقافي مع شعوب المنطقة.

الإعداد والتحديات

تُظهر الرحلة استعدادًا دقيقًا من البحارة، الذين يُطلق عليهم “اليزوة”، للتعامل مع ظروف البحر المتغيرة. تحدث النوخذة صلاح إبراهيم المناعي عن جاهزية الفريق للتعامل مع أي طارئ، مشيرًا إلى أهمية التجربة في إحياء روح المغامرة والثقة التي ميّزت النواخذة القدماء.

لتقاليد البحرية القديمة
لتقاليد البحرية القديمة

تفاصيل التقاليد البحرية القديمة

استرجعت الرحلة الطقوس التقليدية التي كانت تصاحب كل رحلة بحرية، مثل مراسم “الدشة”، التي يُودَّع فيها البحارة من قبل أهاليهم وأحبائهم بأهازيج شعبية. شارك الأطفال في أداء رقصات فلكلورية، بينما تعالت أغاني النهام في مشهد يحمل عراقة التراث وعمق الروابط الثقافية بين البحر وأهله.

التأثير الثقافي على المنطقة

تساهم رحلة “فتح الخير” في تعزيز الروابط الثقافية بين شعوب الخليج، حيث يتم استقبال البحارة في الموانئ بحفاوة تبرز قيمة البحر كعامل مشترك يربط دول المنطقة. من جهة أخرى، تشجع هذه الرحلات الاهتمام العالمي بالتراث البحري لدول الخليج، وتساهم في الترويج للثقافة القطرية عالميًا، خصوصًا خلال فعاليات مثل كأس العالم FIFA قطر 2022.

نظرة إلى المستقبل: إرث مستدام

بينما تتجه الرحلة إلى اختتامها في 2025، تظل “فتح الخير” رمزًا للإرث المستدام. تطمح المؤسسة المنظمة إلى تحويل هذه الفعالية إلى تقليد سنوي مستدام يربط الأجيال بماضيهم، ويحثهم على استكشاف دروس الحياة في البحر، التي تتطلب الصبر، والتعاون، والشجاعة.

خاتمة: البحر كجسر بين الماضي والحاضر

رحلة “فتح الخير السادسة” ليست فقط مغامرة بحرية، بل انعكاس لهوية خليجية أصيلة تُعيد الحياة لعادات وتقاليد كانت يومًا مصدر إلهام. من خلال هذا الحدث، تبحر قطر مع دول الخليج في رحلة ثقافية وإنسانية تكرم تراثًا بحريًا غنيًا بالعبر والدروس.

الرابط المختصر: https://doha24.net/s/ca

اشترك في قائمتنا البريدية واحصل على آخر المنشورات لحظة ورودها