جوري طفلة فلسطينية تبلغ من العمر 10 سنوات، تجلس أمام جهاز الكمبيوتر الخاص بها، تكتب بحذر خطوات بسيطة في كود السلحفاة (Turtle)، وهي ميزة أساسية في لغة البرمجة بايثون. تلقت جوري المساعدة من عدد من المتطوعين خلال ورشة العمل.
تعد جوري واحدة من بين عشرة أطفال فلسطينيين شاركوا في ورشة عمل نظمها فريق “الأحلام الأفغانية” النسائي المتخصص في الروبوتات. وقالت جوري لموقع Doha News: “هذه أول مرة أقوم بالبرمجة، وأحببتها حتى الآن.”
الأطفال الذين تم إجلاؤهم من قطاع غزة يقيمون حاليًا في مجمع الثمامة بالدوحة، تلقوا توجيهات حول كيفية إنشاء نجمة خماسية ومربع باستخدام الأكواد البرمجية الأساسية على أجهزة الكمبيوتر المحمولة الخاصة بهم.
تعد هذه الورشة الأولى من نوعها بالتعاون بين فريق الروبوتات الأفغاني ووزارة الخارجية القطرية. معظم الأطفال (سبعة أولاد وثلاث فتيات)، كانوا مبتدئين في عالم البرمجة، مما جعل هذه التجربة أول تفاعل لهم مع هذا المجال في بيئة صفية صغيرة.
وصرح أحد أعضاء فريق “الأحلام الأفغانية” لموقع Doha News قائلاً: “نتمنى تنظيم المزيد من ورش العمل المماثلة في المستقبل.”
وأشارت رؤية محبوب، مؤسسة صندوق المواطن الرقمي المشرف على فريق “الأحلام الأفغانية”، إلى أهمية تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والفنون والرياضيات (STEM) للأطفال.
التعليم في مجالات العلوم والتكنولوجيا هو المستقبل، ومن المهم أن نستثمر اليوم في أطفالنا لتعلم هذه المجالات لأنها تمثل وظائف المستقبل.” وأضافت: “يجب أن نبني بيئة تتيح للأطفال تعلم هذه المهارات – رؤية محبوب
وأكدت محبوب أن هذه المهارات ليست فقط لتحضير الأطفال للمستقبل، بل تساعدهم على الابتكار وحل المشكلات في مجتمعاتهم، وخاصة الأطفال اللاجئين والمشردين الذين يواجهون ظروفًا غير مستقرة.
وأضافت محبوب أن فريق “الأحلام الأفغانية” فخور بمشاركة معرفته مع الأطفال من قطاع غزة وتعليمهم أساسيات البرمجة والذكاء الاصطناعي. وأشارت إلى أن الأطفال كانوا سعداء ومتحمسين للتعلم.
في السياق ذاته، قال إبراهيم فدوي، وهو مدرب متطوع في ورشة الروبوتات: “هذه الورش تمنح الأطفال فرصة للدخول إلى عالم الابتكار والاطلاع على مفاهيم جديدة لم يسبق لهم التعرف عليها.”
وفي حديثها عن تجربتها الشخصية، أكدت محبوب أن هناك قواسم مشتركة بين أطفال غزة والفريق الأفغاني، مشيرة إلى التحديات التي تواجه الأطفال في البلدان المتأثرة بالحروب. وقالت: “الأطفال في البلدان التي تعاني من الحروب لا ينخرطون في السياسة، لكنهم الخاسر الأكبر بسبب فقدانهم فرص التعليم ومستقبلهم.”
يُذكر أن مجمع الثمامة، الذي يأوي الفلسطينيين الذين تم إجلاؤهم من غزة، هو جزء من مبادرة قطرية بقيادة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لدعم الأيتام والمصابين من غزة.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.