شهدت حلبة لوسيل الدولية في قطر ختام فعاليات ماراثون شل البيئي في حلبة لوسيل الأول من نوعه في الشرق الأوسط، والذي حقق نجاحًا مدويًا بمشاركة فرق طلابية من جميع أنحاء العالم. كان هذا الحدث المميز فرصة مثالية لاستعراض أحدث الابتكارات في مجال السيارات الموفرة للطاقة، حيث تنافس المشاركون على تصميم وتصنيع سيارات تجمع بين الكفاءة العالية والاستدامة، مما يعكس التوجه العالمي نحو الحد من استهلاك الوقود وتقليل الانبعاثات الكربونية.
ماراثون شل البيئي في حلبة لوسيل
يُعد ماراثون شل البيئي مبادرة عالمية تهدف إلى تحفيز العقول الشابة على تطوير حلول مبتكرة للتحديات البيئية المتعلقة باستهلاك الطاقة. يتيح الماراثون للطلاب فرصة فريدة لتصميم سيارات مستقبلية تمتاز بأعلى كفاءة ممكنة في استهلاك الوقود، سواء من خلال محركات الاحتراق الداخلي أو تقنيات الطاقة البديلة مثل الهيدروجين والكهرباء. يسهم هذا الحدث في تعزيز مفهوم الهندسة المستدامة، إذ يشجع المشاركين على تطوير مركبات خفيفة الوزن، عالية الديناميكية الهوائية، وقادرة على قطع أطول المسافات بأقل قدر ممكن من الوقود.

المنافسة المحتدمة والفرق الفائزة
شهد الماراثون منافسة شرسة بين الفرق الطلابية، التي أظهرت إبداعًا استثنائيًا ومهارات هندسية متقدمة، حيث تسابق المشاركون في تصميم سياراتهم وإجراء التجارب العملية لضمان تحقيق أعلى كفاءة ممكنة.
الفائزون في فئة النموذج الأولي
في هذه الفئة، التي تركز على تطوير سيارات خفيفة الوزن بأقصى كفاءة ممكنة، حققت فرق من إندونيسيا إنجازًا كبيرًا، حيث فاز:
- فريق جامعة نيغيري مالانغ بجائزة فئة محرك الاحتراق الداخلي.
- فريق جامعة إندونيسيا بجائزة فئة خلية وقود الهيدروجين.
- فريق جامعة ديبونيغورو بجائزة النموذج الأولي، بعدما نجحت سياراتهم في تحقيق مسافات هائلة باستخدام أقل كمية ممكنة من الوقود.
الفائزون في فئة المفهوم الحضري
تركز هذه الفئة على تطوير سيارات أقرب إلى السيارات التقليدية من حيث التصميم، ولكن مع تحسينات كبيرة في كفاءة استهلاك الوقود. وقد فاز:
- فريق معهد تكنولوجيا سيبولو نوبيمبير بجائزة فئة محرك الاحتراق الداخلي.
- فريق جامعة أودايانا بالمركز الأول بسيارته التي تميزت بتصميم متطور شبيه بسيارات الركاب الحديثة، مع تقنيات مبتكرة لتوفير الطاقة.
تصريحات المنظمين ودور الشركاء
علق السيد روب ماكسويل، المدير التنفيذي لشركة شل قطر، على نجاح الحدث بقوله:
“سررنا للغاية برؤية هذا المستوى الاستثنائي من الإبداع والتعاون بين الفرق المشاركة. لقد كان ماراثون شل البيئي منصة رائعة لإبراز القدرات الهندسية المتميزة وتعزيز مفهوم الاستدامة. أودّ أن أهنئ جميع الفائزين والمشاركين على جهودهم المذهلة، وأتقدم بجزيل الشكر لشركائنا الذين ساهموا في إنجاح هذا الحدث.”
وقد لعب عدد من الجهات دورًا حيويًا في دعم الماراثون، ومن بينهم متاحف قطر، متحف قطر للسيارات، الخطوط الجوية القطرية، شركة أوريدو، وشركة سي شور، حيث قدموا دعمًا لوجستيًا وتقنيًا ساهم في تحقيق تجربة ناجحة ومثرية للمشاركين.
الاستدامة والابتكار في قلب الحدث
لم يقتصر ماراثون شل البيئي على السباقات فقط، بل كان أيضًا منصة تعليمية متكاملة، حيث تضمن:
- ورش عمل قدمها خبراء في مجالات الهندسة والطاقة المستدامة.
- جلسات تدريبية حول تصميم السيارات الموفرة للطاقة وتقنيات التصنيع المتقدمة.
- عمليات فحص تقني لضمان توافق السيارات المشاركة مع المعايير البيئية ومتطلبات الأمان.
- فعاليات تواصل بين الطلاب والمهنيين، مما أتاح لهم فرصة تبادل الأفكار وبناء علاقات مهنية قيمة.
تجربة قيادة فريدة باستخدام وقود مبتكر
ضمن فعاليات الحدث، أتيحت للحاضرين فرصة فريدة لقيادة سيارة تعمل بوقود محوّل من الغاز إلى سوائل، وهو أحد الابتكارات الرائدة لشركة شل. يتم إنتاج هذا الوقود في قطر، التي تستضيف أكبر مصنع في العالم لتحويل الغاز إلى سوائل (GTL)، وهي تقنية تتيح تحويل الغاز الطبيعي إلى وقود نظيف وعالي الجودة.
تُستخدم هذه التقنية في إنتاج مجموعة واسعة من المنتجات، بما في ذلك:
- وقود النقل الذي يتميز بكفاءة أعلى وانبعاثات أقل.
- زيوت المحركات التي توفر أداءً متطورًا لمحركات السيارات.
- المواد المستخدمة في الصناعات اليومية مثل البلاستيك، المنظفات، ومستحضرات التجميل.
تأثير الماراثون على مستقبل الاستدامة
رغم انتهاء الفعاليات، إلا أن تأثير ماراثون شل البيئي يمتد إلى ما هو أبعد من السباقات، حيث يُلهم المشاركين لمواصلة الابتكار في مجالات الطاقة المستدامة. يعتبر هذا الحدث خطوة مهمة نحو تحقيق مستقبل أكثر استدامة، حيث يُشجع الطلاب على البحث عن حلول جديدة لمشاكل استهلاك الطاقة والتغير المناخي.
لقد أثبت الماراثون أن الشباب قادرون على تقديم حلول إبداعية لمواجهة تحديات الطاقة العالمية، مما يجعلنا أكثر تفاؤلًا بإمكانية تحقيق مستقبل يعتمد على تقنيات نظيفة ومستدامة.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.