شهدت العاصمة القطرية الدوحة في منتصف أبريل مشهدًا بصريًا لافتًا، حيث تلألأت العديد من المباني الحكومية والمراكز الحيوية باللون الأخضر، ما أثار فضول السكان والزوار على حد سواء.قطر تتزين باللون الأخضر تعبيرًا عن مناسبة مجتمعية عزيزة على قلوب القطريين، هي يوم الأسرة في دولة قطر، الذي يُحتفل به سنويًا في الخامس عشر من أبريل.
قطر تتزين باللون الأخضر
اللون الأخضر الذي غمر واجهات المباني لم يكن اختيارًا عشوائيًا، بل جاء كرمز يعكس معاني الاستقرار، والنماء، والتجدد، وهي القيم ذاتها التي تجسدها الأسرة في الوجدان القطري. اختارت المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء “كهرماء” أن تضيء مبناها الرئيسي باللون الأخضر احتفالًا بهذه المناسبة، في إشارة بصرية تؤكد أن الأسرة تشكل نواة المجتمع، وركيزة أساسية في بناء مستقبل مزدهر ومستدام.

يوم الأسرة في دولة قطر
الاحتفال لم يقتصر على “كهرماء” وحدها، بل امتد ليشمل مؤسسات حكومية كبرى أبرزها وزارة البلدية، ووزارة الصحة العامة، ووزارة العمل، ووزارة العدل، ومركز الاستشارات العائلية “وفاق”، وهيئة الأشغال العامة “أشغال”، والتي انضمت إلى هذه الحملة الرمزية بإضاءة مبانيها باللون الأخضر. تعكس هذه الخطوة حجم الالتزام المؤسسي بدعم قيم الأسرة، وإبراز دورها في صون تماسك المجتمع وتعزيز الانتماء الوطني.
مهرجان الأسرة في كتارا… احتفاء بالترابط المجتمعي
في موازاة الإضاءات الرمزية، نظّمت وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة مهرجانًا واسعًا في الحي الثقافي كتارا امتد من الخامس عشر حتى التاسع عشر من أبريل، بهدف تعميق الوعي المجتمعي بمكانة الأسرة. تضمن المهرجان محاضرات وندوات أبرزها جلسة حول التربية الوالدية والسلامة من المخاطر الإلكترونية، بالإضافة إلى محاضرة للدكتور ياسر الحزيمي بعنوان “وجعل بينكم مودة ورحمة”، والتي لاقت تفاعلًا كبيرًا من الجمهور. وقد خُصصت مساحات للأطفال والعائلات لتبادل التجارب وتعزيز الروابط بين الأجيال، وسط أجواء احتفالية تجسد روح المناسبة.
الأسرة في صميم رؤية قطر الوطنية 2030
يتجذر الاهتمام بالأسرة في السياسات الاجتماعية لدولة قطر، وهو ما يتجلى بوضوح في رؤية قطر الوطنية 2030 التي تضع الإنسان في صلب التنمية، وتعتبر الأسرة أساسًا للتماسك الاجتماعي. الاحتفاء بيوم الأسرة يأتي في سياق هذا التوجه، لتأكيد أن بناء المجتمع لا يتم فقط عبر البنية التحتية، بل أيضًا من خلال تقوية النسيج الأسري وتعزيز القيم المشتركة التي تضمن تنشئة أجيال قادرة على العطاء والمشاركة الفاعلة.
الإضاءة الخضراء… رسالة بصرية بمعانٍ عميقة
مشهد الإضاءة الخضراء التي عمّت الدوحة لم يكن فقط احتفاءً شكليًا، بل كان دعوة للتفكر في مكانة الأسرة داخل المجتمع، ودور كل فرد ومؤسسة في حمايتها وتمكينها. الأخضر لم يكن لونًا للزينة فحسب، بل كان رمزًا للحياة والتوازن، ورسالة تؤكد أن قطر تستثمر في مستقبلها من خلال رعاية كيان الأسرة.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.