في خطوة تعكس التزامًا بالهوية الثقافية العربية، استضافت مكتبة قطر الوطنية ندوة بعنوان “محاربة المحو: الأرشفة ضد الإبادة في غزة والحرب على لبنان”. جمعت الندوة خبراء وأكاديميين من مختلف أنحاء العالم، وسلطت الضوء على الجهود المبذولة للتصدى لـ محو التراث الفلسطيني واللبناني، الذي يتعرض للطمس بفعل الحروب والعدوان الإسرائيلي المتزايد.
التصدي لـ محو التراث الفلسطيني واللبناني
جاءت هذه الندوة ضمن سلسلة فعاليات نظمتها مكتبة قطر الوطنية، استجابة لتصاعد الهجمات الإسرائيلية على غزة ولبنان، التي أسفرت عن تدمير أكثر من 104 مواقع أثرية حتى الآن، وفق تصريحات عبير الكواري، مديرة شؤون المجموعات الوطنية بالمكتبة. أوضحت الكواري أن الخسائر الحالية تهدد الإرث الثقافي للمنطقة، مما يتطلب تدخلًا سريعًا لحمايته عبر توثيق وأرشفة المحتوى التاريخي

محاور الندوة: توثيق التراث كأداة للمقاومة
ركزت الندوة على أهمية الأرشفة والتوثيق كوسيلة للحفاظ على الهوية الثقافية، وشملت مداخلات لعدد من الخبراء، من بينهم:
- الدكتورة جميلة غدار: تحدثت عن دور وسائل الإعلام الرقمي في إنشاء شبكات عالمية لحماية التراث. وقالت: “من خلال التعاون العالمي واستغلال التكنولوجيا الحديثة، يمكننا حماية الإرث الثقافي في مواجهة الطمس الممنهج”.
- الدكتورة حنين شحادة: وصفت عملية الحفاظ على التراث بـ”المقاومة السلمية”، مشيرة إلى أن توثيق الذاكرة الجماعية يعد رمزًا للصمود في وجه محاولات الإبادة الثقافية.
آليات التنفيذ: مبادرات متعددة الأطراف
تستند المبادرة إلى عدة محاور رئيسية، من بينها:
- أرشفة المحتوى الرقمي: توثيق ما يُنشر على وسائل التواصل الاجتماعي عن الأحداث الجارية في فلسطين ولبنان، مما يخلق سجلًا تاريخيًا للأجيال القادمة.
- التعاون الدولي: تعمل المبادرة بالشراكة مع مؤسسات أكاديمية ومهنية في دول متعددة مثل الولايات المتحدة، وكندا، واليابان، وأستراليا، مما يعزز من تأثيرها العالمي
التحديات والفرص
مع تصاعد العدوان الإسرائيلي، تواجه المبادرة تحديات لوجستية تتعلق بجمع البيانات وحفظها. ومع ذلك، فإن استخدام التقنيات الحديثة والبنية التحتية الرقمية يوفر فرصة غير مسبوقة للحفاظ على التراث. أشارت المكتبة إلى أن الجهود تشمل توفير التدريب للأرشيفيين وتطوير أدوات أرشفة متقدمة لتوثيق ما يجري على الأرض.
أهمية التراث الفلسطيني واللبناني
تتزامن هذه الجهود مع الحاجة الماسة إلى حماية تراث يمثل هوية شعوب بأكملها. تضم المكتبة التراثية بمكتبة قطر الوطنية مجموعة غنية بالخرائط، والمخطوطات، والصور التاريخية لفلسطين ولبنان، ما يعكس حضارة امتدت لآلاف السنين
تعكس مبادرة “محاربة المحو” التزام قطر بدورها الثقافي والإنساني، عبر حماية التراث العربي من مخاطر الطمس والإبادة. وتعمل المكتبة على ضمان أن تبقى الذاكرة التاريخية حية، ما يساهم في تعزيز الهوية الوطنية الفلسطينية واللبنانية في وجه المحن.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.