في إنجاز غير مسبوق في تاريخ القطاع الطبي القطري، نجح فريق طبي من مؤسسة حمد الطبية في إجراء أول عملية زراعة قلب ناجحة في البلاد. وقد أُجريت العملية في مستشفى القلب التابع للمؤسسة، قطر تزرع قلبًا في صدر مقيم بنغالي يبلغ من العمر 42 عامًا ويحمل، وبعد العملية، أشار الفريق الطبي إلى أن المريض يتعافى بصورة جيدة ويخضع لمتابعة طبية دقيقة ضمن خطة علاجية شاملة.
قطر تزرع قلبًا في صدر مقيم بنغالي
تُعد هذه العملية إنجازًا طبيًا وتاريخيًا لدولة قطر، حيث تمكّنت لأول مرة من تنفيذ عملية معقدة مثل زراعة القلب، ما يدل على مدى التطور الذي يشهده نظام الرعاية الصحية الوطني. وتعكس العملية جاهزية الفرق الطبية في البلاد للتعامل مع أكثر العمليات دقة وتعقيدًا.

وقد أوضح المسؤولون أن هذا النجاح لم يكن ليتحقق لولا الدعم الكبير الذي توليه القيادة الرشيدة لتطوير القطاع الصحي، فضلًا عن الاستثمار المستمر في الكفاءات الطبية والتقنيات الحديثة.
وزير الصحة يزور المريض ويشيد بالإنجاز
بعد إتمام العملية، قام سعادة السيد منصور بن إبراهيم بن سعد آل محمود، وزير الصحة العامة، بزيارة المريض في مستشفى القلب للاطمئنان على صحته. ورافقه في الزيارة سعادة السيد محمد بن خليفة السويدي، المدير العام لمؤسسة حمد الطبية، حيث التقى المسؤولان بالفريق الطبي المشرف على العملية.
وقال وزير الصحة:
“إجراء أول عملية زراعة قلب في قطر هو إنجاز نفتخر به. وهو يعكس التزامنا الثابت بتطوير خدمات زراعة الأعضاء، كما يدل على أن قطر باتت رائدة في هذا المجال بفضل ما تمتلكه من بنية تحتية متقدمة وكوادر طبية ذات كفاءة عالية”.
تحديات زراعة القلب ونجاح فريق متعدد التخصصات
تُعتبر زراعة القلب من أعقد العمليات الجراحية في مجال الطب، حيث تتطلب تنسيقًا وتعاونًا بين عدد كبير من التخصصات الطبية. وقد شارك في العملية فريق طبي متعدد التخصصات، ضمّ جراحي قلب، وأطباء أمراض القلب وقصور القلب، وفريقًا متخصصًا في التخدير والعناية المركزة، بالإضافة إلى أطباء قسطرة القلب، وأخصائيي الأمراض المعدية، والكلى، والتمريض، وإعادة التأهيل، والعلاج النفسي، والعمل الاجتماعي.
وأوضح الدكتور خالد الجلهم، رئيس الإدارة الطبية بمؤسسة حمد الطبية، أن هذه العملية تمثل علامة فارقة في تاريخ الطب في قطر، وتعكس التزام المؤسسة بتقديم رعاية صحية وفق أعلى المعايير العالمية.
برنامج زراعة الأعضاء في قطر: خطوات متسارعة نحو الريادة
شهد برنامج زراعة الأعضاء في قطر تطورًا ملموسًا خلال السنوات الأخيرة، بفضل تأسيس السجل الوطني للتبرع بالأعضاء، وإنشاء بنية تحتية متقدمة في مستشفيات مؤسسة حمد، وحصولها على اعتمادات دولية. كما أُطلق عدد من المبادرات الهادفة إلى رفع الوعي بالتبرع بالأعضاء وتشجيع المجتمع على الانخراط في هذه الممارسة الإنسانية.
وقد أشار المدير العام لمؤسسة حمد الطبية إلى أن هذه العملية تسلط الضوء على مستوى الجودة والاحترافية التي يتمتع بها النظام الصحي في قطر، وعلى تميز فرق الأطباء والجراحين والممرضين وفرق الدعم.
قصور القلب: عندما يصبح الزرع هو الخيار الوحيد
رغم التقدم الكبير في علاجات قصور القلب باستخدام الأدوية أو التدخلات الجراحية البسيطة، إلا أن بعض الحالات تصل إلى مراحل متقدمة لا تنفع معها العلاجات التقليدية. وفي مثل هذه الحالات، تصبح زراعة القلب هي الأمل الوحيد للنجاة واستعادة حياة طبيعية نسبيًا.
وفي هذه الحالة، تم تقييم حالة المريض بعناية شديدة وفق معايير صارمة لاختيار المرشح الأنسب، وهو ما ساهم في نجاح العملية وتحقيق نتائج إيجابية.
إشادة إقليمية ودولية: قطر تسير بثقة نحو التميز
حظيت العملية بتغطية إعلامية واسعة داخل قطر وخارجها، وأشاد العديد من الأطباء وخبراء الصحة في العالم العربي بهذا الإنجاز. واعتبروه نقلة نوعية في قدرة قطر على تنفيذ عمليات معقدة كانت تُجرى سابقًا في مراكز طبية عالمية خارج البلاد.
وفي سياق متصل، أشار تقرير نشرته صحيفة الشرق القطرية إلى أن هذا النجاح هو جزء من خطة استراتيجية لتوسيع خدمات زراعة الأعضاء، بما في ذلك الكلى والكبد والرئة في المستقبل القريب، لتصبح قطر مركزًا إقليميًا في هذا المجال.
نحو مستقبل صحي واعد
إن نجاح أول عملية زراعة قلب في قطر ليس نهاية الطريق، بل هو بداية جديدة نحو المزيد من الإنجازات الطبية. وتؤكد مؤسسة حمد الطبية أنها مستمرة في الاستثمار في تطوير الكوادر الطبية وتوفير أحدث الأجهزة والتقنيات لتقديم أفضل رعاية ممكنة للمرضى في البلاد.
وتسعى قطر، ضمن رؤيتها الوطنية 2030، إلى أن تكون نموذجًا في تقديم خدمات صحية متكاملة ذات جودة عالية، مع التركيز على التخصصات الدقيقة والرعاية المتقدمة.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.