قطر تكرم إبراهيم قديح

قطر تكرم إبراهيم قديح: “دوحة 24” تحاور معجزة غزة

في لقاء خاص مع “دوحة 24″، يروي إبراهيم عدنان قديح، الشاب الفلسطيني الذي فقد أطرافه إثر القصف الإسرائيلي على غزة، قصة نجاته الملحمية وتحديه لكل الصعاب وصولًا إلى تحقيق التفوق الأكاديمي في جامعة لوسيل بقطر، وقطر تكرم إبراهيم قديح، معجزة غزة في الدوحة.

قطر تكرم إبراهيم قديح
مؤسسة التعليم فوق الجميع تكرم إبراهيم قديح

إبراهيم، الذي كان يومًا طالبًا عاديًا في غزة، وجد نفسه بعد القصف مبتور الأطراف، لكنه رفض الاستسلام للواقع، فكان التعليم طريقه للنهوض من جديد.

قطر تكرم إبراهيم قديح

في 13 أكتوبر 2023، لم يكن إبراهيم يعلم أن يومه سينتهي بكارثة ستغير مجرى حياته للأبد. أثناء العدوان الإسرائيلي على غزة، سقطت قذيفة صاروخية على مكان تواجده، ليجد نفسه بعد لحظات بين الحياة والموت، فاقدًا ساقيه ويده، وسط صدمة عارمة لمن حوله.

“في البداية، لم أكن أستوعب ما حدث. شعرت بوجع لا يوصف، لكن الألم الحقيقي لم يكن جسديًا فقط، بل كان نفسيًا أيضًا… أن تستيقظ وتجد نفسك بلا أطراف، هذا شعور لا يمكن وصفه”، قال إبراهيم بنبرة يغلب عليها التأمل.

61 عملية جراحية معقدة

بعد إصابته مباشرة، تم نقل إبراهيم إلى مصر عبر معبر رفح، حيث خضع لسلسلة من العمليات الجراحية، قبل أن يتم إجلاؤه إلى قطر لاستكمال العلاج. في قطر، أجرى 61 عملية جراحية معقدة، استمرت على مدار أشهر، وسط دعم طبي وإنساني مكثف.

“كل عملية كنت أخضع لها كانت بمثابة خطوة نحو حياة جديدة. كنت أدرك أنني لن أعود كما كنت، لكن كان أمامي خياران: إما أن أستسلم، أو أن أقاوم”، يضيف إبراهيم.

قرار العودة للحياة من بوابة التعليم

رغم ما مرّ به، لم يسمح إبراهيم لنفسه بالغرق في اليأس. كان التعليم بالنسبة له نافذته الوحيدة نحو المستقبل. بفضل منحة دراسية من دولة قطر، التحق بجامعة لوسيل لمواصلة دراسته في تخصص علم النفس.

“كان القرار صعبًا، لكنني كنت أعلم أن التعليم هو الطريق الوحيد الذي يمكن أن يعيد لي جزءًا مما فقدته. بفضل دعم قطر، ومؤسسة التعليم فوق الجميع، تمكنت من الوقوف مجددًا، ليس على قدميّ، ولكن بعزيمتي”، يوضح إبراهيم بابتسامة تعكس عزيمته الحديدية.

لحظة التكريم: الوقوف تصفيقًا لإنجاز لا يُنسى

في حفل نظمته مؤسسة التعليم فوق الجميع والإدارة العامة للأوقاف، احتفاءً بإنجازات طلاب برنامج قطر للمنح الدراسية، تم تكريم 44 خريجًا، ودعم أكثر من 100 طالب جديد، والاحتفاء بـ 57 متفوقًا أكاديميًا. كان إبراهيم من بين المكرمين، وعندما صعد إلى المنصة لاستلام شهادته، وقف الحضور وصفقوا بحرارة، في لحظة مؤثرة تعكس مدى تقدير الجميع لإصراره الاستثنائي.

“لم أتمالك نفسي عندما رأيت الجميع واقفين يصفقون لي. كان هذا المشهد أكبر تكريم يمكن أن أحصل عليه. شعرت أن كل التعب، كل الألم، كان يستحق هذه اللحظة”، يقول إبراهيم متأثرًا.

ماذا يعني لك هذا التكريم؟

“هذا التكريم ليس لي وحدي. إنه تكريم لكل شاب فقد أمله، لكل جريح ظن أنه لن يستطيع النهوض مجددًا. أريد أن أقول لهم: لا شيء مستحيل. بالإرادة والعلم، يمكننا أن نصنع مستقبلنا رغم كل الصعاب”، يرد إبراهيم بحماس.

وأضاف: “أنا ممتن لمؤسسة التعليم فوق الجميع، وللداعمين في قطر الذين لم يعتبروني مجرد رقم، بل شابًا لديه حلم يجب أن يتحقق”.

والدة إبراهيم تتحدث بفخر: قطر أعادت الأمل إلى ابني

إبراهيم مع والدته في حفل التكريم
إبراهيم مع والدته في حفل التكريم

بينما كان إبراهيم يتحدث عن تجربته، لم تستطع والدته إخفاء مشاعرها.

“شعوري لا يوصف، أنا فخورة بابني المتفوق، وفخورة بقطر التي وقفت معنا. عندما أصيب إبراهيم، كنت أخشى أن يفقد الرغبة في الحياة، لكن منحة الدراسة أعادته إلينا من جديد. أصبح أقوى، وأكثر تصميمًا على النجاح”، تقول والدة إبراهيم، والدموع تلمع في عينيها.

وأضافت: “قطر ليست بلدًا شقيقًا فقط، بل وطن احتضننا في لحظاتنا الأصعب. أشكر جامعة لوسيل، ومؤسسة التعليم فوق الجميع، وكل من ساهم في تحقيق حلم إبراهيم”.

مؤسسة التعليم فوق الجميع: التزام مستمر بدعم التعليم

مؤسسة التعليم فوق الجميع، التي أسستها الشيخة موزا بنت ناصر، تواصل التزامها بتوفير التعليم للشباب في المناطق المتأثرة بالنزاعات والكوارث. من خلال برامجها المختلفة، تقدم المؤسسة منحًا دراسية وفرصًا تعليمية لآلاف الطلاب حول العالم، لتمنحهم فرصة إعادة بناء حياتهم.

“نؤمن بأن التعليم هو السلاح الأقوى لمواجهة التحديات. إبراهيم مثال حي على ذلك، وقصته تلهمنا لمواصلة دعم الطلاب في كل مكان”، يقول أحد ممثلي المؤسسة خلال الحفل.

قصة تلهم الأجيال

قصة إبراهيم عدنان قديح ليست مجرد قصة طالب حصل على منحة دراسية، بل هي قصة تحدٍ، وإصرار، وإيمان بأن المستقبل يمكن أن يكون مشرقًا رغم كل الألم.

إبراهيم اليوم ليس مجرد شاب فلسطيني فقد أطرافه، بل رمز للأمل والإرادة، ورسالة لكل من يواجه ظروفًا صعبة بأن الحياة يمكن أن تُبنى من جديد، إذا توفرت العزيمة والإيمان بالقدرة على التغيير.

الرابط المختصر: doha24.net/s/la

اشترك في قائمتنا البريدية واحصل على آخر المنشورات لحظة ورودها