في لقاء مؤثر خلال شهر رمضان المبارك، جمعت الصدفة بين لولوة الخاطر وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي، وهبة، الفتاة السودانية في الصف الأول الثانوي، وذلك أثناء الصلاة في أحد المساجد. ما هي قصة لولوة الخاطر والطالبة السودانية في المسجد؟
قصة لولوة الخاطر والطالبة السودانية
في منتصف شهر رمضان، وبينما كانت الوزيرة لولوة الخاطر تؤدي الصلاة في أحد المساجد، تقدمت نحوها هبة، الفتاة السودانية البالغة من العمر 16 عامًا، بحماس وتلهف. ظنت الوزيرة في البداية أن هبة لديها طلب شخصي أو حاجة ملحة، لكنها فوجئت عندما بادرتها هبة بالقول: “كم تمنيتُ رؤيتكِ لأقدّم مقترحي. حضرتُ منذ فترة محاضرة ‘كيف نستثمر القرآن لبناء الوعي’ للدكتور نايف بن نهار والتي نظمتها الوزارة. أرجوكم اهتموا بالقرآن الكريم في المناهج”.

إشادة الخاطر بالتزام هبة
عبّرت الخاطر عن إعجابها الشديد بموقف الطالبة السودانية هبة، مؤكدة أن حرصها على القرآن الكريم رغم التحديات التي واجهتها يعكس قوة الإيمان وأهمية التربية السليمة. وأشارت الوزيرة إلى أن هذا الموقف يجسد كيف يمكن للقرآن أن يكون مصدر إلهام للطلاب، مضيفةً:
“ما أتتني هبة بطلب شخصي رغم قسوة الظروف، فهي تعيش في جنتها الخاصة بعد أن فتح الله عليها في باب القرآن الكريم.”
كما أشادت الوزيرة بعناية أهل السودان الخاصة بالقرآن الكريم، مؤكدة أن هذا الحب للقرآن لم يتأثر رغم الظروف الصعبة التي يمرون بها. واختتمت تصريحاتها بالدعاء لهبة ولأهل السودان، متمنيةً أن يحذو الجميع حذوها في الإقبال على القرآن والتعلق به.
رحلة هبة من السودان إلى قطر
هبة وأسرتها كانوا يعيشون في السودان، ولكن بسبب اندلاع الحرب واضطراب الأوضاع الأمنية، اضطروا للفرار من بلادهم بحثًا عن الأمان. بعد رحلة شاقة، استقروا في قطر، حيث بدأت هبة مرحلة جديدة من حياتها.
التحديات التعليمية والانقطاع عن الدراسة
بسبب الظروف الصعبة التي مرت بها هبة وأسرتها، انقطعت عن الدراسة لمدة عامين كاملين. هذا الانقطاع كان له تأثير كبير على مسيرتها التعليمية، لكنها لم تستسلم للظروف.
دور الأسرة في دعم هبة
والدة هبة لعبت دورًا محوريًا في توجيهها نحو التعلم والتطوير الذاتي. شجعتها على الالتحاق بدروس القرآن الكريم التي تُقدم عن بُعد من قبل مؤسسات في المدينة المنورة وتركيا. هذا التوجيه كان نقطة تحول في حياة هبة، حيث بدأت تتعمق في دراسة القرآن الكريم وتدبر معانيه.
تأثير القرآن الكريم على حياة هبة
من خلال دراستها للقرآن الكريم، وجدت هبة فيه مصدرًا للقوة والطمأنينة. أصبح القرآن رفيقها الدائم، مما ساعدها على تجاوز الصعوبات والتحديات التي واجهتها. هذا الالتزام العميق بالقرآن دفعها إلى الرغبة في تعزيز دوره في المناهج التعليمية.
مبادرة هبة لتعزيز دور القرآن في المناهج التعليمية
لم تكتفِ هبة بالاستفادة الشخصية من القرآن، بل أرادت أن تشارك هذه الفائدة مع الآخرين. لذلك، بادرت بمقابلة وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي، السيدة لولوة الخاطر، لتقديم مقترحها حول أهمية تعزيز دور القرآن الكريم في المناهج التعليمية.
الاعتكاف والالتزام بالعبادات
رغم انشغالها بالدراسة والالتزامات اليومية، كانت هبة تحرص على الاعتكاف في المسجد كل ليلة من التراويح إلى ما بعد صلاة القيام. هذا الالتزام الروحي كان له دور كبير في تعزيز علاقتها بالقرآن وتقوية إيمانها.
تقدير خاص لأهل السودان
أشادت السيدة لولوة الخاطر بالعناية الخاصة التي يوليها أهل السودان للقرآن الكريم، رغم التحديات والظروف الصعبة التي يمرون بها. وأعربت عن حبها وتقديرها للشعب السوداني، داعية لهم بالأمن والاستقرار والعودة إلى ديارهم سالمين.
تأثير اللقاء على المجتمع
هذا اللقاء الملهم بين الوزيرة وهبة لاقى تفاعلًا واسعًا في المجتمع، حيث أصبح مثالًا يُحتذى به في الإصرار والتفاني. كما سلط الضوء على أهمية دعم الشباب وتوفير البيئة المناسبة لهم لتحقيق طموحاتهم.
دور المؤسسات التعليمية في دعم الطلاب الوافدين
تؤكد هذه القصة على أهمية دور المؤسسات التعليمية في دعم الطلاب الوافدين وتوفير البرامج التعليمية التي تساعدهم على الاندماج والتفوق. كما تبرز أهمية تضمين المناهج الدراسية مواد تعزز من القيم الروحية والأخلاقية.
دعوة للتأمل والعمل
تدعو قصة هبة الجميع للتأمل في أهمية التمسك بالقيم الروحية والتعلم المستمر، بغض النظر عن التحديات. كما تبرز دور الأفراد في المبادرة والمساهمة في تطوير مجتمعاتهم.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.