شهد ميناء الدوحة نقلة نوعية في نشاطه خلال الموسم السياحي 2024-2025، حيث استقبلت محطة السفن السياحية “الترمنل” أكثر من 396 ألف راكب قدموا على متن 87 سفينة سياحية دولية، محققًا بذلك نموًا بنسبة 5٪ في عدد الزوار و19٪ في عدد السفن مقارنة بالموسم السابق، وفقًا لبيانات رسمية صادرة عن الجهات المعنية. ويؤكد هذا الإنجاز الحضور المتزايد لقطر على خارطة السياحة البحرية العالمية، مدعومًا بتطور البنية التحتية والخدمات اللوجستية التي يقدمها الميناء للزوار والسفن على حد سواء.
ميناء الدوحة يستقبل أكثر من 396 ألف راكب
تميز الموسم الحالي بتنوع كبير في جنسيات الزوار الذين رست سفنهم في ميناء الدوحة، حيث تصدر الألمان القائمة بنسبة بلغت 30.2٪، تلاهم الروس بنسبة 10.8٪، ثم الإيطاليون بنسبة 9.2٪، إلى جانب زوار من المملكة المتحدة، وإسبانيا، وفرنسا، والولايات المتحدة. ويُعزى هذا التنوع إلى الحملات الترويجية النشطة التي أطلقتها قطر للسياحة في الأسواق الأوروبية، إضافة إلى التسهيلات التي تقدمها السلطات القطرية فيما يخص التأشيرات وخدمات الاستقبال بالميناء.

ميناء الدوحة بوابة عصرية للثقافة والتجربة القطرية الأصيلة
يُعد ميناء الدوحة من أبرز معالم البنية التحتية السياحية في العاصمة، بفضل موقعه الجغرافي الاستراتيجي القريب من أبرز مناطق الجذب السياحي مثل سوق واقف، ومتحف الفن الإسلامي، وحي مشيرب قلب الدوحة. كما تم تزويد محطة “الترمنل” بأحدث المرافق والخدمات التي تسهّل على الركاب تجربة الدخول والخروج بسلاسة، بدءًا من إجراءات الهجرة، مرورًا بالتنقل السريع إلى الفنادق والمعالم، ووصولًا إلى خيارات الترفيه والتسوق في محيط الميناء.
سفن عملاقة تختار الدوحة ضمن مساراتها العالمية
استقبل ميناء الدوحة خلال الموسم عددًا من السفن السياحية العملاقة، أبرزها سفينة “نرويجيان سكاي” التابعة لشركة Norwegian Cruise Line، والتي رست لأول مرة في الدوحة حاملة على متنها أكثر من 1800 سائح و867 فردًا من الطاقم. وتُعد هذه الزيارة مؤشراً قوياً على ثقة شركات السياحة البحرية العالمية في البنية التحتية والخدمات المتطورة التي تقدمها قطر، وقدرتها على تلبية توقعات المسافرين القادمين من مختلف أنحاء العالم.
نمو متواصل يواكب رؤية قطر الوطنية 2030
يأتي هذا النمو الملحوظ في إطار الاستراتيجية الوطنية لتنويع الاقتصاد وتعزيز السياحة غير النفطية، انسجامًا مع أهداف رؤية قطر الوطنية 2030. وقد أعلنت قطر للسياحة بالتعاون مع شركة “مواني قطر” عن خطة طموحة لتعزيز موقع الدوحة كمركز إقليمي للسفن السياحية، عبر زيادة عدد الرحلات، وتحسين البنية التحتية، وتوسيع نطاق الشراكات مع كبرى شركات الملاحة الدولية. وتطمح قطر إلى أن تصبح الوجهة البحرية المفضلة في الخليج العربي، ليس فقط للزوار، بل أيضًا لروّاد الأعمال والمستثمرين في قطاع السياحة.
توقعات بموسم أكثر إشراقًا خلال العام المقبل
تشير التقديرات إلى أن الموسم المقبل 2025-2026 قد يشهد تسجيل أرقام قياسية جديدة، مع توقعات بوصول عدد الزوار إلى أكثر من 430 ألف سائح، وزيادة بنسبة 30٪ في عدد السفن، بفضل استمرار الجهود التسويقية الدولية والتوسع في تنظيم الفعاليات والمعارض العالمية في الدوحة، مما يجعل من ميناء الدوحة نقطة جذب سياحي متكاملة ضمن التجربة القطرية الشاملة.
تجربة سياحية متكاملة منذ لحظة الوصول
ما يميز تجربة الوصول إلى ميناء الدوحة هو الدمج بين الأصالة والحداثة، إذ يحظى الزوار عند وصولهم باستقبال حافل يتضمن عروضًا ثقافية وموسيقية تعكس التراث القطري، إلى جانب خدمات سياحية احترافية تتيح للركاب تنظيم جولاتهم داخل المدينة بسهولة. كما توفر شركات النقل المحلية أسطولًا من الحافلات الفاخرة وسيارات الأجرة الذكية، بما يضمن تنقلًا مريحًا وآمنًا للضيوف.
السياحة البحرية رافد مهم لتنشيط الاقتصاد المحلي
يلعب قطاع السياحة البحرية دورًا متزايد الأهمية في دعم الاقتصاد القطري، إذ يسهم في تنشيط قطاعات الضيافة والمطاعم والنقل والتسوق. وقد لاحظت الجهات المعنية زيادة في معدلات الإشغال الفندقي خلال أيام رسو السفن السياحية، ما يؤكد التأثير الإيجابي المباشر لهذا النشاط على مختلف شرائح السوق المحلية. وتحرص الجهات المعنية على تعزيز هذا التأثير عبر تقديم حوافز لتجار التجزئة والمرشدين السياحيين والمرافق الترفيهية التي تستفيد من تدفق السياح البحريين.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.