في تصريح حمل الكثير من التقدير والاعتراف، نوّه الرئيس اللبناني العماد جوزاف عون بالدور الاستثنائي الذي تلعبه دولة قطر في دعم لبنان خلال أصعب الظروف، مؤكدًا أن علاقة البلدين تتجاوز الأبعاد الدبلوماسية التقليدية، لتصبح نموذجًا للأخوة الحقيقية والتضامن العربي الفاعل.
جوزاف عون من الدوحة.. تقدير لدولة قطر
في تصريحات خاصة أدلى بها لوكالة الأنباء القطرية (قنا) عقب وصوله إلى الدوحة، قال الرئيس اللبناني: “ليس غريبًا على قطر أن تقف إلى جانب لبنان في مختلف المراحل، فقد كانت دومًا حاضرة وقت الشدة، داعمة للشعب اللبناني دون شروط أو أجندات خفية”.

هذا التصريح لم يكن مجرد مجاملة دبلوماسية، بل جاء في سياق زيارة رسمية تؤكد على متانة العلاقات الثنائية، وعلى استعداد قطر لتجديد التزامها بمساعدة لبنان على الخروج من أزماته المتراكمة، سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا.
حرص أميري على الشراكة مع لبنان
أشاد الرئيس جوزاف عون بجهود حضرة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، في تعزيز أواصر التعاون مع لبنان، مشيرًا إلى أن هذا الحرص الأميري ليس وليد اللحظة، بل هو امتداد لتاريخ من المبادرات القطرية المشرفة، التي لم تتخلَّ يومًا عن الشعب اللبناني، لا في أوقات الحرب ولا في فترات السلم الهش.
وأضاف الرئيس: “ننظر بكثير من التقدير والاحترام إلى الدور القطري، الذي لم يقتصر على الدعم المالي فقط، بل شمل مبادرات سياسية وإنسانية وإعمارية، كلها تصب في مصلحة الشعب اللبناني والدولة اللبنانية”.
قطر وسيادة لبنان
في واحدة من أكثر العبارات وضوحًا، شدد فخامته على أهمية استعادة الدولة اللبنانية لكامل سيادتها، قائلًا: “أحد أهم محاور النقاش مع القيادة القطرية سيكون البحث في سبل دعم لبنان لتثبيت سلطته الشرعية على كامل أراضيه، وتمكين الجيش من القيام بمهامه، في ظل وضع داخلي بالغ التعقيد”.
ويأتي هذا التصريح في وقت يشهد فيه لبنان تحديات أمنية وسياسية متزايدة، مما يجعل الدعم القطري في هذا المجال ذا أهمية مضاعفة، خصوصًا في ظل توافق قطري لبناني على ضرورة حصر السلاح بيد الدولة وتعزيز المؤسسات الرسمية.
دعم اقتصادي حيوي وخطط إنقاذية مرتقبة
أشار الرئيس عون إلى أن قطر بإمكانها أن تلعب دورًا محوريًا في النهوض بالاقتصاد اللبناني، خصوصًا في مجالات الطاقة والغاز، حيث قال: “تملك قطر خبرات نوعية في هذه المجالات، ويمكن للبنان أن يستفيد منها بشكل كبير في تطوير بنيته التحتية وقطاعاته الإنتاجية”.
كما أبدى تطلعه إلى جذب الاستثمارات القطرية إلى لبنان، خاصة في مجالات السياحة والمصارف والتكنولوجيا، مشيرًا إلى أن هذه الشراكة يمكن أن تساهم في إعادة الثقة بين لبنان والمجتمع الدولي، وإقناع المانحين بجدية الحكومة اللبنانية في تنفيذ الإصلاحات المطلوبة.
إشادة مستحقة بالدور الإنساني القطري
في سياق حديثه، توقف الرئيس اللبناني عند الجانب الإنساني الذي يميز السياسة الخارجية القطرية، مؤكدًا أن الدوحة كانت من أوائل الدول التي ساندت الشعب اللبناني في أوقات الكوارث، مثل انفجار مرفأ بيروت، عبر إرسال مساعدات طبية وإنسانية، وترميم منشآت حيوية، وتوفير فرص دراسية للطلبة اللبنانيين في الخارج.
وقال بهذا الخصوص: “ما يميز قطر هو توازنها بين السياسة والمبادرة الإنسانية، وهو توازن تحتاج إليه منطقتنا اليوم أكثر من أي وقت مضى”.
شراكة استراتيجية تتطلع للمستقبل
اختتم الرئيس جوزاف عون حديثه بالإشارة إلى أن هذه الزيارة إلى الدوحة ليست فقط لتأكيد الامتنان، وإنما لبناء خارطة طريق جديدة للتعاون الثنائي، تشمل مجالات البنية التحتية، الطاقة، الابتكار، إعادة الإعمار، والتعليم العالي.
وأضاف: “العلاقات بين لبنان وقطر لا يمكن حصرها في مجال معين، فهما بلدان يتشاركان نفس الطموح في بناء مستقبل مزدهر ومستقر، يقوم على احترام السيادة، والشراكة الاقتصادية، والنمو المتوازن”.
وتابع: “أتطلع إلى أن تشكل هذه الزيارة بداية فصل جديد من العلاقات الثنائية، أساسه الثقة المتبادلة والاحترام، وسقفها تطلعات شعبين عربيين شقيقين يتطلعان إلى مستقبل أكثر إشراقًا”.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.