أعدت وزارة الصحة العامة في دولة قطر خطة رقابية متكاملة لضمان سلامة الغذاء خلال شهر رمضان المبارك، في إطار الجهود المستمرة التي تقوم بها للحفاظ على صحة وسلامة الأغذية. الهدف من هذه الخطة هو تعزيز الصحة العامة وحماية المستهلكين خلال الشهر الكريم، الذي يشهد زيادة ملحوظة في الإقبال على المواد الغذائية.
رقابية على الأغذية في رمضان
تستند خطة الرقابة إلى عدة جوانب أساسية، أبرزها الرقابة على الأغذية المستوردة والمحلية. تزداد في شهر رمضان حركة استيراد المواد الغذائية، مما يتطلب تعزيز إجراءات التفتيش والفحص لضمان سلامة المنتجات.

خلال شهر فبراير الماضي، سجلت وزارة الصحة العامة رقابة على 8 ملايين و914 ألفاً و53 طناً من المواد الغذائية المستوردة. بعد الفحص والتأكد من مطابقتها للاشتراطات الصحية، تم الإفراج عن 6 ملايين و969 ألفاً و738 طناً منها، بينما تم رفض 52 ألفاً و550 طناً وإتلاف 8739 طناً لثبوت مخالفتها لاشتراطات اللوائح الفنية والمواصفات القياسية ذات الصلة.
تعزيز الرقابة المحلية على المنشآت الغذائية
بالإضافة إلى الرقابة على الأغذية المستوردة، عززت إدارة سلامة الغذاء بوزارة الصحة العامة الرقابة على المنشآت الغذائية المحلية. يهدف هذا الجهد إلى ضمان سلامة الأغذية التي يتم تداولها وتسويقها واستهلاكها في السوق المحلي خلال رمضان.
أُجريت العديد من الزيارات التفتيشية للمراكز التجارية الكبرى مثل الجمعيات الاستهلاكية والهايبر ماركت. حيث بلغت عدد الزيارات التفتيشية المنجزة خلال شهر فبراير 1915 زيارة، تم خلالها سحب 1352 عينة من المواد الغذائية لتحليلها والتأكد من مدى سلامتها. وقد تركزت الرقابة بشكل خاص على المطابخ الشعبية التي تقدم موائد الإفطار والخيم الرمضانية.
الرقابة على المطابخ الشعبية
تعد المطابخ الشعبية من الأماكن التي تشهد إقبالاً كبيراً في رمضان، حيث تُعد الوجبات للإفطار الجماعي في الخيم الرمضانية. لذا، كثفت وزارة الصحة العامة من رقابتها على هذه المنشآت لضمان التزامها بالاشتراطات الصحية اللازمة.
خلال شهر فبراير، تم تفتيش أكثر من 80 مطبخاً، وركزت الزيارات على المطابخ المعنية بتقديم موائد الإفطار. بالإضافة إلى ذلك، نظمت الوزارة ورشة عمل توعوية حضرها 150 من مسؤولي المطابخ الشعبية، بهدف زيادة الوعي لديهم بالاشتراطات الصحية أثناء تداول المواد الغذائية خلال مراحل التحضير، التخزين، النقل، والاستلام. كما تم التأكيد على أهمية النظافة العامة والشخصية داخل المنشآت الغذائية.
فحص الأغذية في مختبر سلامة الغذاء
من أجل التأكد من أن المنتجات الغذائية التي يتم تداولها مطابقة للاشتراطات والمعايير الصحية، تُسحب عينات من المنتجات الغذائية من المنافذ والمنشآت الغذائية المحلية لفحصها في مختبر سلامة الغذاء التابع للوزارة.
لتعزيز كفاءة المختبر وضمان سرعة الفحوصات خلال شهر رمضان، تم اعتماد العمل بنظام المناوبات الثلاثية في المختبر. حيث يعمل المختبر على مدار الساعة من الساعة 9:00 صباحاً حتى 12:00 منتصف الليل، بهدف زيادة الطاقة الاستيعابية للمختبر تماشياً مع تكثيف الإجراءات الرقابية.
خلال شهر فبراير، استلم مختبر سلامة الغذاء 3297 عينة، وأجرى 31776 فحصاً مخبرياً لها، بهدف التأكد من سلامة الأغذية وضمان مطابقتها للاشتراطات.
الحملة التوعوية لتعزيز ثقافة سلامة الغذاء
أطلقت وزارة الصحة العامة حملة توعوية ضخمة تستهدف كافة أطراف عملية تداول الغذاء، بما في ذلك المستهلكين والمنشآت الغذائية. تتضمن الحملة نشر رسائل توعوية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك بهدف تعزيز الوعي حول قواعد الحفاظ على سلامة الغذاء وضرورة تجنب الأمراض المنقولة عن طريقه.
تهدف الحملة إلى نشر ثقافة سلامة الغذاء في المجتمع القطري، وتحفيز المستهلكين على اتخاذ الإجراءات اللازمة عند التعامل مع الأغذية، بما يضمن سلامتها وصحتها.
زيادة عدد مفتشي الأغذية في المنافذ
تم تعزيز عدد مفتشي الأغذية في المنافذ البرية، البحرية، والجوية، بهدف مواكبة الزيادة في عدد الإرساليات الغذائية الواردة إلى دولة قطر خلال هذه الفترة من رمضان. كما تم العمل بنظام المناوبات في الوحدات الصحية التي تقوم بالتفتيش على الأغذية في المنافذ لضمان سلاسة سير العملية الرقابية وضمان انسيابية تدفق السلع الغذائية بما يلبي احتياجات السوق المحلي.
التعاون بين الجهات المختلفة
تتعاون وزارة الصحة العامة مع العديد من الجهات المختصة لضمان سلامة الغذاء في قطر. يشمل التعاون التنسيق مع الجهات المعنية في مجال التجارة والمواصفات القياسية لضمان تحقيق أعلى مستويات الأمان الغذائي.
هذا التعاون يشمل أيضاً زيادة التوعية بين المستهلكين والمصنعين، والحرص على تطبيق الاشتراطات الصحية لضمان صحة وسلامة الغذاء خلال شهر رمضان.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.