افتتح الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر ، صباح اليوم، دور الانعقاد العادي الأول من الفصل التشريعي الثاني الموافق لدور الانعقاد السنوي الرابع والخمسين لمجلس الشورى، مؤكدًا في كلمته على استمرار المسيرة التنموية الشاملة في قطر، رغم التقلبات التي تشهدها البيئة الاقتصادية العالمية.

اقتصاد قوي رغم التحديات العالمية
أوضح أمير دولة قطر أن الاقتصاد القطري يواصل أداءه الإيجابي بثقة واستقرار، بفضل السياسات الاقتصادية الحكيمة التي تنتهجها الدولة، والتي تقوم على الانضباط المالي والاستدامة.
وأشار سموه إلى أن القطاع المالي حافظ على متانته بفضل ارتفاع الاحتياطيات الدولية والسيولة بالعملة الأجنبية لدى مصرف قطر المركزي بنسبة 3.7% مع نهاية عام 2024، مؤكدًا أن ذلك يعكس الثقة في الاقتصاد الوطني وقدرته على مواجهة التقلبات العالمية.
خفض الدين العام وتعزيز الكفاءة المالية
وأشار الأمير إلى أن نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي تراجعت إلى 41.5% بنهاية النصف الأول من عام 2025، نتيجة السياسات المالية المتحفظة وإدارة الموارد بكفاءة عالية.
وأكد أن الحكومة تواصل اعتماد سعر تقديري متحفظ للنفط في الموازنة لضمان استقرار الإيرادات وتوجيه الإنفاق نحو المشاريع ذات الأولوية في إطار استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة.

الاستثمار في الإنسان والتعليم
وشدد الأمير على أن رأس المال البشري هو الثروة الحقيقية للدول، مؤكدًا استمرار الجهود في تطوير منظومة التعليم والتدريبوتأهيل الكوادر الوطنية للمستقبل.
وقال : «علينا جميعًا مسؤولية الارتقاء بالإنسان وقيمه وهويته الحضارية دون تعصب، وتشجيع الشباب على البحث عن معنى وهدف لحياتهم من خلال العمل وتطوير الذات والإسهام في خير الوطن والمجتمع».

تعزيز دور القطاع الخاص
وفي إطار دعم التنويع الاقتصادي، أوضح سمو الأمير أن الدولة تعمل على برنامج جديد يهدف إلى فتح مجالات استثمارية للقطاع الخاص في مشروعات وأصول مختارة، بما يعزز تنافسيته ويتيح له دورًا أكبر في التنمية الاقتصادية.
العدالة وسيادة القانون
وأكد أمير قطر حرص الدولة على تطوير أنظمة العدالة، مشيرًا إلى أن المجلس الأعلى للقضاء يواصل جهوده في تسريع الفصل في القضايا، وضمان العدالة الناجزة التي تحفظ الحقوق وتدعم الثقة في مؤسسات الدولة.
السياسة الخارجية والوساطة الإنسانية
وفي الشأن الخارجي، أكد الأمير أن قطر تواصل أداء دورها الإنساني والدبلوماسي الفاعل في حل النزاعات وتعزيز السلم الإقليمي والعالمي، مشيرًا إلى أن جهود الدوحة في الوساطة والعمل الإنساني ساهمت في ترسيخ مكانتها الدولية.
كما جدد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إدانة قطر الشديدة للانتهاكات الإسرائيلية في فلسطين، لاسيما ما يحدث في قطاع غزة من ممارسات حولت المنطقة إلى «مكان غير صالح للحياة البشرية».
وأوضح أن قطر كثّفت جهودها الدبلوماسية لوقف الحرب على غزة، وأسهمت في تحقيق وقف إطلاق النار وإطلاق الأسرى والرهائن، مع التركيز على إيصال المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني.

رؤية شاملة نحو المستقبل
اختتم الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خطابه بالتأكيد على أن قطر ماضية في ترجمة رؤية قطر الوطنية 2030 إلى واقع ملموس من خلال تعاون مؤسسات الدولة ومشاركة جميع فئات المجتمع لتحقيق تنمية مستدامة وشاملة تعزز مكانة الدولة إقليميًا وعالميًا.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.